29-مايو-2019

مدرّب تشيلسي يستشيط غضبًا من لاعبيه قبل يوم من موقعة النهائي (Getty)

يترقّب عشّاق المستديرة ليلة اليوم الأربعاء مواجهة خاصة بين طرفي مدينة لندن آرسنال وتشيلسي، ومناسبة ديربي اليوم ستكون خاصّة للغاية ومفصليّة في تاريخ كلا الفريقين، فهما سيلعبان في العاصمة الأذرية باكو نهائي الدوري الأوروبي، وهو أمر يحدث للمرّة الأولى أن يجتمع ناديان من مدينة واحدة في نهائي الدوري الأوروبي.

لم يكن طريق الفريقين الإنجليزيين نحو نهائي باكو مفروشًا بالورود، لكنّهما استطاعا بخبرتهما في الميادين الأوروبيّة أن يتخلّصوا من الخصوم واحدًا تلو الآخر، وكانت أصعب لحظات عاشها الآرسنال في بطولة خلال دور الستة عشر، وحينها خسر ذهابًا في ميدان رين الفرنسي بثلاثة أهداف لواحد، لكنّه استطاع أن يردّ تلك الهزيمة بثلاثيّة نظيفة إيابًا، قبل أن يتخطّى نابولي الإيطالي ذهابًا وإيابًا بالدور ربع النهائي، وفعل الأمر ذاته مع فالنسيا الإسباني في نصف النهائي. على الجانب الآخر لم يتسبّب أحد الأندية الأوروبية في زرع الشكّ بنفوس لاعبي تشيلسي سوى آينتراخت فرانكفورت الألماني في الدور نصف النهائي، حين استطاع أن يخرج بتعادل إيجابي من ملعب ستامفورد بريدج 1-1، وهي نتيجة تساوي حصيلة الذهاب، فلجأ الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية، والتي منحت ماوريسيو ساري طوق النجاة وبطاقة حضور المباراة النهائية.

خرج ساري غاضبًا من معسكر فريقه قبل يوم من المباراة النهائيّة بسبب عراك نشب بين هيغواين ودافيد لويز

يرغب آرسنال في الظفر بالبطولة للمرّة الأولى في تاريخه، والخسارة في النهائي أمام تشيلسي لا تعني حرمانه من اللقب الأوروبي فقط، بل ستجبره على الاستمرار فيها بالموسم المقبل، لأن الغنرز نالوا المركز الخامس في البريميرليغ، وهو أمر لا يؤهّلهم إلى دوري أبطال أوروبا، ولكن الفوز بالدوري الأوروبي يمنحهم بطاقة التواجد المباشر في دور المجموعات بدوري الأبطال الموسم المقبل، لكنّ تشيلسي لا يأبه بتواجد آرسنال في دوري الأبطال الموسم المقبل أو عدمه، لأنّه يحتاج للقب يأتي كحصيلة جهود الموسم الخالي من الألقاب.

اقرأ/ي أيضًا: ركلات الحظ تنقذ البلوز.. تشيلسي يضرب موعدًا مع آرسنال في نهائي الدوري الأوروبي

أيقن الجميع أنّ هذه المباراة ستكون الأخيرة للمدرّب الإيطالي ماوريسيو ساري مع تشيلسي، لأنّ علاقته مع إدارة النادي ليست بالجيّدة، لذلك يطمح ساري لو أن الخاتمة تكون بلقب يرضي جماهيره التي حرمتها ركلات الترجيح من كأس الرابطة أمام مانشستر سيتي. كذلك يعلم الكثيرون أن هذه المباراة ستكون الأخيرة للنجم إيدين هازارد مع البلوز رغم بقاء سنة في عقده، وكم هو جميل أن يرتدي النجم البلجيكي القلادة الذهبية في وداع جماهير أحبّته، لكنّ وضعيّة الفريق تشكو العديد من الأزمات..

فقبل المواجهة بيوم واحد انتشرت صورًا ومقاطع فيديو لماوريسيو ساري مدرّب تشيلسي وهو يخرج غاضبًا من المران التدريبي، حيث خلع قبّعته ورماها بالهواء ثمّ ذهب إليها وركلها بقدمه، قبل أن يتبيّن سبب ذلك، حيث حصل اشتباك بين المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين وزميله البرازيلي دافيد لويز، وهو ما تسبّب باستشاطة ساري غضبًا، وذلك سيؤثّر بالتأكيد على تركيز الفريق في النهائي، لا سيّما أن البلوز يفتقد لأبرز نجومه بسبب الإصابة، وهم لوفتس تشيك وروديجير وكالوم هودسون أودوي إضافة إلى احتمال غياب الفرنسي كانتي للسبب ذاته.

من جهته يسعى مدرّب آرسنال أوناي إيمري تحطيم الرقم القياسي الخاص بنيل هذه البطولة، لأن المدرب الإسباني يشارك الإيطالي تراباتوني بثلاث بطولات لكلّ واحد منهما، ويكتسب إيمري خبرة واسعة في الدوري الأوروبي بعدما رفع الكأس مع إشبيلية لثلاثة مواسم متتالية، وتبدو ظروف الآرسنال سانحة لتحقيق البطولة، والتي سيهديها ربّما لحارسه بيتر تشيك الذي يخوض مباراته الأخيرة في مسيرته، لأنه سيعتزل اللعب بعد مواجهة تشيلسي الذي لعب في صفوفه مئات المباريات، ولا يعكّر صفو استعدادات الفريق سوى معضلة نجمه الأرميني هينريك مختاريان.

اقرأ/ي أيضًا: الاعتزال نهاية الموسم.. مسيرة طويلة ينهيها بيتر تشيك بتغريدة!

تتميّز العلاقة بين أرمينيا التي ينحدر منها مختاريان وأذربيجان التي تستضيف عاصمتها النهائي بالعداوة التاريخية بين البلدين، فالكراهية متبادلة بين الطرفين على الصعيدين الحكومي والشعبي لأسباب حدودية، ونشبت حرب بين الطرفين في تسعينيات القرن الماضي بسبب هذا الخلاف،  لذلك فضّل مختاريان عدم المشاركة خوفًا على حياته على حدّ تعبيره، قرارٌ كهذه أيّدته إدارة آرسنال التي ساندت اللاعب كون قراره يمثّل استثناءً نادرًا ويعني سلامته، ورغم تدخّل حكومة آذربيجان عبر وزارة خارجيّتها واتّحادها الكروي من أجل منح مختاريان المزيد من التطمينات، إلا أن النجم الأرميني أصرّ على موقفه حتى بعد تأييد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم  لوجهة نظر الأذريين.

أرادت إدارة آرسنال أن تمنح مختاريان تواجدًا بنكهة مختلفة في نهائي باكو، حيث يرتدي اللاعبون قمصانًا كُتب عليها اسم مختاريان أثناء الإحماء قبل صافرة البداية، وسرعان ما تدخّل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ومنع ذلك خشية اندلاع شرارة لا تُحمد عقباها، كذلك أفادت العديد من التقارير أن الشرطة في باكو أوقفت بعض مشجعي آرسنال الذين يرتدون قميص مختاريان، كذلك أوقفت الجهات الأذرية بعض مشجّعي الآرسنال القادمين لمؤازرة فريقهم لأنّهم ينحدرون من أصول أرمينية.

يتميّز نهائي النسخة الحاليّة بتواجد ناديين من دولة واحدة، وهو أمر تكرّر قبل ذلك 9 مرّات، وكانت المرّة الأولى موسم 1972/73، وحينها ظفر باللقب توتنهام الإنجليزي على حساب مواطنه وولفرهامبتون، ومنذ ذلك الوقت لم ينجح ناديان إنجليزيان في بلوغ النهائي مع بعضهما، لكنّ المفارقة هنا تكمن أن الناديين ينتميان لمدينة واحدة، وهي المرّة الأولى التي يحدث بها ذلك ضمن الدوري الأوروبي، وسبق أن فعلتها مدريد بتواجد ممثّليها في نهائي دوري أبطال أوروبا في موسمين، وتبقى الغلبة للأندية الإنجليزية هذا الموسم لأنها احتكرت البطولات الأوروبية، فضمنت الدوري الأوروبي بتواجد آرسنال وتشيلسي في النهائي، قبل أيام قليلة من خوض توتنهام وليفربول نهائي دوري الأبطال، ويعاني آرسنال أمام تشيلسي من لعنة خاصّة تمثّلت بفشله في الفوز على الأندية الإنجليزية ضمن منافسات أوروبية، فهل يستغلّ آرسنال أزمات تشيلسي الداخلية ويفعلها لأوّل مرّة في تاريخه، أم ينال هازارد وماوريسيو ساري وداعًا لائقًا وهم مقلّدون بالذهب، هذا ما ستكشفه لنا مباراة الليلة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قرعة متوازنة في الدوري الأوروبي.. وجريزمان أفضل لاعب بالمسابقة

وداع حزين لفينغر.. أتلتيكو مدريد ومارسيليا إلى نهائي الدوري الأوروبي