07-أغسطس-2019

العنوان الرئيسي المثير للجدل على صحيفة نيويورك تايمز (Eudaimonia)

يزداد المشهد السياسي الأمريكي سخونة مع الاستعدادات للانتخابات الرئاسية القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وتزداد المواجهة سخونةً بين الديمقراطيين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آخرها كانت صحيفة نيويورك تايمز طرفًا فيه.

واجهت صحيفة نيويورك تايمز موجة انتقادات كثيفة بسبب عنوان رئيسي عن مواجهة ترامب للعنصرية، اعتبره الكثيرون "مضللًا"

عقب حوادث إطلاق النار الجماعية في كل من دايتون وأوهايو وإلباسو وتكساس، والتي أسفرت عن مقتل 31 شخصًا، خرج ترامب في خطاب قال فيه، إن "الولايات المتحدة يجب عليها أن تدين العنصرية والتعصب، فلا مكان للكراهية في أمريكا". 

اقرأ/ي أيضًا: الصور المفبركة.. رأس حربة البروباغندا في عصر الخداع الإلكتروني

يتنافى هذا الحديث بطبيعة الحال مع سياسات الرئيس الأمريكي الأكثر تشددًا تجاه كل ما هو غير أمريكي أبيض، فيما يبدو أنها محاولةٌ منه للالتفاف على الناخبين، وقد بدأت حملته الانتخابية لولاية ثانية.

خطيئة نيويورك تايمز

على إثر ذلك، خرجت صحيفة نيويورك تايمز بعنوان رئيسي على صفحتها الأولى، يقول: "ترامب يحث على الاتحاد لمواجهة العنصرية"، قبل أن تغيره إلى "ترامب يهاجم الكراهية وليس الأسلحة".

بعد العنوان الأول، قبل أن يتغير، انهالت الانتقادات على الصحيفة الأبرز أمريكيًا، فقد علقت نائبة الكونغرس، ألكسندرا أوكاسيو كورتيز، قائلة: "هذا العنوان بمثابة تذكير لكيفية مساعدة فكرة تفوق العرق الأبيض على جبن المؤسسات الرئيسية السائدة".

عنوان "مريع"

أما كوري بوكر، السيناتور الأمريكي الديمقراطي، والمرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، فاعتبر في تصريح صحفي له، أن "ترامب هو المسؤول عن تأجيج هذا الخوف والتعصب والكراهية"، في حين اتجهت الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا، سارة بالين، إلى مقاضاة الصحيفة.

واستمرت ردود الفعل الغاضبة، فالمرشحة الرئاسية الديمقراطية كرستن جيلبراند، قالت: "ليس هذا ما حدث" أي ما جاء في العنوان الأول، فيما وصف المرشح الديمقراطي الرئاسي بيتو أورورك، العنوانَ، بأنه "غير معقول". أما الكاتب في نيويورك تايمز، وجاهت علي، فوصف العنوان بـ"المريع".

 

 

عنصرية ترامب

طوال فترة رئاسته واجه دونالد ترامب انتقادات واسعة بسبب مواقفه العنصرية، والتي كان آخرها تغريدة طالب فيها أربع عضوات ديمقراطيات في الكونغرس، ينحدرن من أصول مختلفة، بالرحيل إلى بلادهن الأصلية التي وصفها بأنها "موبوءة بالجريمة". وقد أدان الكونغرس تغريدة ترامب، واصفًا إياها بـ"العنصرية".

من جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز، في بيان لها، إن "العنوان الأصلي كان معيبًا، وتم تغييره في جميع إصدارات الصحيفة بعد الطبعة الأولى"، مشيرةً إلى أن "العنوان المذكور لم يظهر أبدًا عبر الإنترنت ، فقط في النسخة المطبوعة الأولى".

وكان انتشار وسم "#CancelNYT" بشكل واسع على تويتر، أحد توابع الانتقادات التي واجهتها الصحيفة، فقد عبّر الكثير على الوسم عن غضبهم من العنوان الذي اعتبروه مضللًا، فيما طالب الكثيرون باستقالة محرري الصحيفة، وأعلن البعض إلغاء اشتراكاتهم في الصحيفة، ودعوا الآخرين لفعل نفس الشيء.

إعادة تصنيف الصحف

ربما تكون أزمة عنوان "نيويورك تايمز" في طريقها إلى الانتهاء، لكن الشيء الذي لم ينته هو مشاركة الصحافة في الكذب والتضليل، وقد سادت العالم غمامة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، التي لم تسلم منها أي صحيفة، مهما كان اسمها.

يدعو الأمر للتساؤل عن دور الصحافة، وربما يدفع لإعادة تصنيف الصحف، فصحيفة مثل نيويورك تايمز، والتي تصنف صحافة جادة ورسمية، وقعت في فخ التضليل، كما سبق وفعلت قبيل الغزو الأمريكي للعراق بأن روجت لوجود أسلحة دمار شامل في العراق. 

وصحيفة مثل الغارديان، وقعت أيضًا في فخ التضليل حول مؤسس ويكيليكس، جوليان أسانج، ومن قبلها شبكة "CNN" كثيرة الأخطاء والخطايا.

يتجاوز دور الصحافة التحقق من المعلومة إلى كيفية طرح المعلومة وسياق السردية الذي تُموضع فيه

ويذهب البعض إلى اعتبار أن دور الصحافة يتجاوز التحقق من المعلومة، إلى كيفية طرح المعلومة وسياق السردية الذي تموضع فيه. فنعم دعا ترامب في خطابه نصًا إلى الاتحاد في مواجهة العنصرية، لكن أيًا من ممارسات ترامب وقراراته ووعوده التي ما يفتأ يؤكد على تنفيذها، ويفخر بتنفيذ ما نفذ منها؛ لا تصب إلا في خانة تأجيج العنصرية داخليًا وخارجيًا؛ إذًا يُصبح من التضليل القول في صحيفة واسعة الانتشار وذات تأثير، إن "ترامب يدعو للاتحاد في مواجهة العنصرية"!

 

اقرأ/ي أيضًا:

 "الترافيك القاتل".. بيزنس المعلومات المضللة يهدد مرضى السرطان

أبوظبي والرياض واستخدام AFP كشبكة أخبار زائفة