29-مايو-2022
العنف بالسلاح في الولايات المتحدة

تتصدّر الولايات المتحدة قائمة الدول الغنية في معدلات جرائم السلاح (Getty)

أدت سلسلة الجرائم وحوادث إطلاق النار التي انتشرت في عدة ولايات أمريكية ووصفت بكونها جرائم ذات خلفيات عنصرية واجتماعية، إلى زيادة التساؤلات حول قدرة الحكومة الأمريكية على السيطرة على كارثة انتشار الأسلحة الفردية وأثرها الدموي المتصاعد في فداحته الصادمة.

كشفت جرائم إطلاق النار العشوائي المتكررة في الولايات المتحدة، عن مدى انتشار الأسلحة بين المواطنين الأمريكيين 

فقد كشفت جرائم إطلاق النار العشوائي المتكررة في الولايات المتحدة، عن مدى انتشار الأسلحة بين المواطنين، إذ يقدر عدد الأسلحة بزهاء 300 مليون قطعة على الأقل بحسب تقديرات نيويورك تايمز. وهذا يعني أن الباب مفتوح على مصراعيه نظريًا وعمليًا لتكرار هذا النوع من العنف الفردي المسلح في البلاد مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى، وغيرها من دول العالم. وقد شهدت عدة ولايات أمريكية جرائم مرعبة هذا العام ومنها جريمة مدرسة روب الابتدائية في ولاية تكساس الأمريكية، والتي راح ضحيتها 19 تلميذًا ومعلمتان. 

أمريكا متصدّرة في جرائم السلاح بين الدول المتقدمة

أستاذ الصحة العالمية وعلم الأوبئة في معهد القياسات الصحية والتقييم، علي مقداد، صرح لموقع شبكة "إن بي آر" الأمريكية وقال "من المدهش بعض الشيء أن يكون لدولة مثل بلدنا الولايات المتحدة الأمريكية هذا المستوى من العنف المسلح الفردي"، وأضاف "إذا أجرينا مقارنة بين الولايات المتحدة وبلدان أخرى متقدمة، فإننا سنكون إزاء معدلات مرتفعة لافتة في هذا المضمار".

جريمة يوفالدي مدرسة روب الابتدائية

وشرح مقداد المسألة بالقول "من المؤكد أن هناك عددًا لا بأس به من البلدان حيث يمثل العنف المسلح الفردي مشكلة أكبر بكثير مما هي عليه في الولايات المتحدة، لا سيما في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي"، وتابع حديثه "إن العامل الرئيسي هو الوجود الكبير للعصابات وتجار المخدرات الذين يتصارعون فيما بينهم للاستيلاء على المزيد من الأراضي ويواجهون الشرطة". ورأى مقداد أنه غالبًا ما يقع المواطنون الأبرياء وغير المتورطين في النزاعات في مرمى النيران. وأشار مقداد إلى أن تهريب المخدرات قد يكون أيضًا عاملاً في أساسيًا في دولتين آسيويتين لديهما معدلات عالية بشكل غير عادي من الوفيات الناجمة عن استخدام الأسلحة النارية وهما، الفلبين وتايلاند.

تأتي هذه الأرقام من قاعدة بيانات ضخمة يحتفظ بها معهد المقاييس الصحية والتقييم التابع لجامعة واشنطن، والذي يهتم برصد وتعقب الوفيات في كل بلد سنويًا تبعًا لكل سبب محتمل للوفاة. وكما تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام تستثني الوفيات في النزاعات المسلحة والحروب الوفيات الناتجة عن الحوادث أو إيذاء النفس، مما يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية الأسوء مقارنة بالدول المنخرطة في نزاعات مسلحة وحروب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب أن القياس المذكور لا يشمل الوفيات الناجمة عن النزاعات والحروب.

الولايات المتحدة

تحتل الولايات المتحدة المرتبة 32 عالميًا في معدل الوفيات بسبب العنف المسلح في العالم، وذلك بواقع 3.96 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في عام 2019. وكان هذا أعلى بزهاء ثماني مرات عن المعدل المسجل في كندا، التي سجلت 0.47 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، وأعلى بما يقرب 100 مرة مقارنة بالمعدلات في المملكة المتحدة، التي سجلت 0.04 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.

حوادث إطلاق النار في المدارس الأمريكية

 

أما الأرقام من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فتشير إلى أن معدل الوفيات بسبب العنف الفردي المسلح في مقاطعة كولومبيا قد بلغ 18.5 حالة لكل 100 ألف شخص، وهو أعلى معدل أمريكيا. وتحتل في لويزيانا المرتبة الثانية حيث سجلت 9.34 لكل 100 ألف شخص، أما ولاية جورجيا فقد سجلت معدل 5.62 حالة بينما سجلت ولاية كولورادو 2.27 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، وهو المعدل الأدنى في الولايات المتحدة.

الأرقام في آسيا

تظهر الأرقام مفارقة وتباين كبير بين الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول حول العالم ولا سيما الدول ذات الدخل المنخفض. فعلى سبيل المثال، سجلت طاجكستان معدل 0.18 حالة وفاة ناجمة عن العنف الفردي المسلح لكل 100 ألف شخص، فيما سجلت جمهورية غامبيا 0.22 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص. وأما الدول الآسيوية المزدهرة مثل سنغافورة فسجلت 0.01 حالة، واليابان 0.02، وكوريا الجنوبية 0.02، والصين 0.02، وهي أدنى معدلات على الإطلاق بين الدول في العالم.


لمعرفة المزيد عن "مجزرة" مدرسة روب الابتدائية في تكساس يمكن الاطلاع على المقالات الآتية: 

5 من أكثر حوادث إطلاق النار دمويّة في المدارس الأمريكية

الولايات المتحدة: جميع الأطفال الذي قتلوا في مجزرة تكساس كانوا في صف واحد

مقتل 19 طفلًا في حادثة إطلاق نار داخل مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس الأمريكية

جو بايدن يعلن حربًا داخلية على "الأسلحة الشبح".. فماذا تعرف عنها؟


أمريكا الجنوبية

في المقابل، ثمة دول أخرى تشهد عنفًا واسع النطاق باستخدام الأسلحة النارية، ولاسيما في منطقة أمريكا الجنوبية. من هذه الدول السلفادور التي سجلت معدل 36.78 حالة بين كل 100 ألف نسمة، وفنزويلا التي عانت على مدى السنوات العديدة الماضية من الاضطرابات السياسية والانهيار الاقتصادي وقد سجلت معدلًا 33.27 حالة، وغواتيمالا 29.06 حالة، وكولومبيا 26.36 حالة، والبرازيل 21.93، والباهاماس 21.52، والهندوراس 20.15، والمكسيك 16.41 لكل 100 ألف شخص.

تعدّ السلفادور في صدارة دول العالم فيما يتعلق بمعدل ضحايا جرائم الأسلحة النارية

أفريقيا

واللافت كذلك، كما تظهره الأرقام، أن معدل الوفيات بسبب العنف المسلح في الولايات المتحدة الأمريكية مرتفع مقارنة مع معظم البلدان الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى في القارة الأفريقية، رغم أن بعض هذه الدول تعتبر من بين أفقر دول العالم. وقد أتت الأرقام من القارة السمراء النحو التالي:

  • جمهورية كابو فيردي معدل 6.11 حالة
  • ليسوتو 5.54 حالة
  • جنوب أفريقيا 5.28 حالة
  • مالي 3.83 حالة
  • بوتسوانا 3.76 حالة
  • إسواتيني 3.76 حالة
  • إريتريا 3.60 حالة
  • نامبيا 3.36 حالة

الأرقام في العالم العربي

أما عربيًا، فقد سجلت جمهورية العراق أعلى معدل في المنطقة، بلغ 6.29 حالة وفاة بسبب العنف المسلح الفردي لكل 100 ألف، والصومال 3.85، وجيبوتي 3.16، وسجل الأردن 1.52، ولبنان 1.35، وسوريا 1.00، واليمن 0.77، وليبيا 0.68، والسودان 0.51، فسجلت سلطنة عمان 0.03 حالة لكل 100 ألف شخص، وهي من أقل النسب انخفاضًا عربيًا. 

في لبنان، حيث تتفشى ظاهرة انتشار السلاح الفردي غير الشرعي بيد العديد من الأفراد والعائلات الكبيرة أو ما يسمى بالعشائر، ترتفع معدلات القتل بسبب المشاكل العائلية والتوترات الطائفية

وفي لبنان، حيث تتفشى ظاهرة انتشار السلاح الفردي غير الشرعي بيد العديد من الأفراد والعائلات الكبيرة أو ما يسمى بالعشائر، ترتفع معدلات القتل بسبب المشاكل العائلية والتوترات الطائفية كما يحدث في بعلبك الهرمل، ودون وجود أي قرار وطني يخول الجيش اللبناني والقوى الأمنية العمل على إزالة هذه الظاهرة لما لها من سندٍ سياسي. كما ترتفع النسبة في المناطق الحدودية المتاخمة لسوريا بفعل نشاط عمليات التهريب للمخدرات والسلاح والسرقات المختلفة، وزادت حدتها مع الانهيار الاقتصادي والمالي وتفشي البطالة والفقر في البلد ككل.

قائمة الدول الأعلى ترتيبًا في معدل جرائم السلاح 

  1. السلفادور 
  2. فنزويلا 
  3. غواتيمالا 
  4. كولمبيا 
  5. هندوراس 
  6. البرازيل