ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


فريد الزاهي كاتب وناقد فني ومترجم من المغرب. ولد سنة 1960 في مدينة الدار البيضاء، حصل على شهادة الإجازة في الفلسفة وعلم النفس سنة 1983، ثم على شهادة الدراسات المعمقة في الأدب المقارن سنة 1984، كما أحرز سنة 1987 على دكتوراه السلك الثالث في الدراسات والحضارات الإسلامية من السوربون، ويشتغل بالتعليم العالي. من مؤلفاته: "الحكاية والمتخيل"، "الجسد والصورة والمقدس في الإسلام"، و"النص والجسد والتأويل"، و"العين والمرآة"، ومن ترجماته: "علم النص" لجوليا كريستيفا، و"مواقع حوارات مع جاك ديريدا"، و"صيف في ستوكهولم" لعبد الكبير الخطيبي"، و"مراكش المدينة" رواية لكلود أولييه، و"حياة الصورة وموتها" لريجيس دوربريه"، و"الخيال الخلّاق في تصوّف ابن عربي" لهنري كوربان، و"السحر والدين في أفريقيا الشمالية" لأدمون دوطي.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

من الصعب أن يعرِّف المرء بنفسه. الآخرون هم أولى بذلك وإلا سندخل في نرجسية معينة أو في وظائف إدارية مسكوكة سلفًا. ورغم هذه الصعوبة الإشكالية، لأقلْ بأني شخص متعدد الزوايا: أنا كاتب وباحث جامعي ومترجم وناقد فني، وإن كنت أومن بأن هذه الألقاب لم يعد لها المعنى الذي كان لها، وإن كانت لي أمور أخرى أوليها من الأهمية ما أوليه للكتابة.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

كنت شغوفًا بالكتب منذ صغري. ألتهم في صباي كل ما يكون في متناول يدي. وصرت أكتب وأنشر وأنا ابن السادسة عشرة في جريدة المحرر، وأنوال في أوسط السبعينيات ونهايتها، كما في بعض المجلات.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

اكتشفت حب الكتابة والقراءة بقصص محمد عطية الإبراشي وجرجي زيدان. أغلب الكتب التي قرأت عزيزة على قلبي، لكن أكثر ما أحببت هو كتاب "مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز في شبابي، أما في ما بعد فقد عشقت "فصوص الحكم" و"الرسائل" و"الفتوحات المكية" لابن عربي، وقبلها بقليل كتاب هايدغر "مسالك تائهة" (Chemins qui ne mènent nulle part).

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

طبعًا أنا أكتب في كل الكتب بقلم الرصاص، وإن لم يوجد، في الهامش أو النهاية. لا ألخص، فقط أضع خطًا على المقاطع المهمة. لا أحب الكتاب النظيف الذي يظل جديدًا. أحسه غريبًا عني... كلما طبعت عليه خربشاتي أحسه ملكًا لي. وحتى لو سرقه مني أحد، ووجدته في مكتبته أعرفه. كأني أمنه هوية ثابتة. هو كتابي أنا لا كتاب الآخرين.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

أبدًا، أنا لا زلت أفضل الكتاب الورقي، وإن كانت علاقتي بالكمبيوتر لها أكثر من ثلاثين سنة.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

هي مكتبة كبيرة شاسعة، تحتل أجمل مكان في البيت. تراكمت فيها الكتب والمجلات والصحف. فيها كتب بالعربية والفرنسية والإنجليزية، أوليها اهتمامًا كبيرًا، أرتبها، أنفث عنها الغبار، أتأملها. الكتب مثل الشخص، ترتسم عليها تجاعيد الزمن. أعشق فيها الكتب المرجعية التي أعود إليها باستمرار والتي اصفرت أوراقها. أحب فيها الكتب التي تناديني باستمرار كعاشقة اشتاقت للمساتي. الكتب قلبنا النابض خارجنا. هي تحمل آثار تطورنا، وتدعونا دومًا للعودة لها، لتصفحها ومداعبة تاريخنا فيها.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أقرأ كتابا عن أفريقيا المتعددة لسليمان بشير دياني وجان لو أمسيل بالفرنسية. وهو حوار عن أفريقيا وعن مآلاتها وعمقها الأنثربولوجي والفكري، كما عن نهوضها وهوياتها. كتاب ممتع يرغب في تحرير أفريقيا من الاستعمار الفكري ومن الجمود.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة عمر سليم

مكتبة أحمد شوقي علي