02-مايو-2016

(Getty)

شهد الفضاء الافتراضي منذ أيّام قليلة خلافًا في وجهات النظر بين أشهر كاتبتين في تونس الأستاذة رجاء بن سلامة والأستاذة ألفة يوسف واللتين عرفتا بعدائهما الشديد للحركات الإسلامية وبانضمامهما إلى الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس في بدايتها قبل أن تستقيلا منه فيما بعد.

رجاء بن سلامة:.الخلط بين انتفاضات الشّعوب العربية والسيناريو الذي أعدته قوى معينة والخلط بين الديمقراطية وتنظيم الإخوان. هذا هو الوعي البدائي

وتختلف الأستاذتان في وجهات النظر حول المسألة السورية وخاصة بعد حرق حلب وانتشار هاشتاق حلب تحترق مؤخرًا على صفحات التواصل الاجتماعي، وقد كتبت الأستاذة ألفة يوسف على صفحتها الشخصية "ما دام الجزيرة وأتباعها وأذنابها منزعجين مما يجري في حلب فلا شكّ أنّه جيّد لنا" تدوينة اعتبرها الكثيرون مستفزة وغير واعية بما يجري من جرائم ضدّ المدنيين في حلب، وهو ما استدعى ردّ الأستاذة رجاء بن سلامة عليها في تدوينة اعتبرها البعض حادة قائلة: "الخلط والحسّ المشترك ..الخلط بين انتفاضات الشّعوب العربيّة والسّيناريو الذي أعدّته قوى معيّنة والخلط بين الدّيمقراطيّة وتنظيم الإخوان.. الخلط بين حقوق الإنسان وبعض استخداماتها....هذا هو الوعي البدائيّ المشترك. إنّها doxa جديدة لمن يحلّون العاطفة محلّ التّفكير، والخلط محلّ التّمييز. وهؤلاء لا يمثّلون النّخب التّونسيّة ولا الشّعب التّونسيّ، أعتذر لدى أصدقائي السّوريّين عن حماقات بعض التّونسيّين، ممّن يرون أنّ كره داعش يقتضي حبّ عدوّ داعش حتّى وإن كان سفّاحا مجرمًا"، ومتهمة إياها في تدوينة أخرى أنّها من مثقفي السلطان بالأمس واليوم الذين مدحوا الطغاة من أجل مناصب ومكاسب ووقفوا ضدّ انتفاضات الشعوب.

اقرأ/ي أيضًا: هاشتاج حلب تحترق..يتصدر الصحفات الزرقاء

وقد رحبّ الكثير بموقف الأستاذة رجاء بن سلامة حتى من أعدائها بالأمس القريب خاصة بعض الإسلاميين الذين اتفقوا مع بن سلامة هذه المرّة بشأن المسألة السورية، واعتبروا أن موقفها سليم فعلى الإنسان الحقيقي أن يدين القتل سواء من الاستبداد أو من داعش.

تعاطف الإسلاميين مع الأستاذة رجاء بن سلامة لم يعجب الأستاذة ألفة يوسف فنشرت على صفحتها الشخصية مطلقة على الحقوقيين لقب "الحكوكيين" للسخرية: "لا تزايدوا علينا في الإنسانية، فالحروب كلها دمار وهموم ومجازر، ولسنا نحن من أشعل خرافة الربيع الدموي ولسنا نحن من ألقى العرب في أتون محارق لا تنتهي، هل أنا من أشعل الحرب في سوريا، بلاد كانت في سلام فجاءها جحافل الإسلاميين وخونة المعارضة (..)....أنتم اليوم لا تبكون سوريا، أنتم تبكون فشل مشروعكم وذهاب ريحكم، وسأظل أساند الجيش العربي السوري وبشار الأسد...فلست ممن يتلونون"

ولم يكن هذا الخلاف الأول بين الكاتبتين الأشهر في تونس فقد سبق، منذ أشهر، أن وصفت الأستاذة بن سلامة زميلتها يوسف بالمتناقضة بعد موقفها الرافض لترحيل الأستاذة آمال قرامي من مصر مؤخرًا قائلة لإحدى الإذاعات الخاصة بتونس أنّ ألفة يوسف ظهرت في تناقض واضح مع نفسها فهي من ساندت نظام السيسي ومدحته واليوم تعتبره نظامًا تسلطيًا وأشارت بن سلامة أنّها كانت من بين الأوائل ضدّ حكم السيسي لقمعه للمثقفين.

اقرأ/ي أيضًا: 

حلب..الحداد أحمر

الصمت الذي يليق بحلب

حلب..مدينة الألم