20-أغسطس-2023

"Getty" بطلات من ذهب

اختُتمت مساء الأحد النسخة التاسعة من بطولة كأس العالم للسيدات التي استضافتها أستراليا ونيوزيلندا، بتتويج إسبانيا باللقب للمرة الأولى في تاريخها، بفوزها على إنجلترا في المباراة النهائية بهدف دون رد.

البطولة كانت تاريخية بكل المقاييس، وحوت الكثير من التفاصيل التي ستبقى خالدة في أذهان عشاق كرة القدم، نستعرض لكم أبرزها.

نسخة استثنائية

هي البطولة الأولى التي تشارك فيها دولتان باستضافة الحدث، أستراليا ونيوزيلندا لم تخيّب ظن محبي كرة القدم، حينما قدمتا تنظيمًا مميزًا، وأسهما بكسر الرقم القياسي الخاص بالحضور الجماهيري، حدث ذلك بوقت مبكّر من مراحل البطولة، حيث كان الرقم السابق بحوزة كندا التي استضافت البطولة عام 2015، وحضر فيها 1353506 مشجع، بينما في النسخة الحالية تحطم هذا الرقم عند ربع النهائي، ليصل الرقم الإجمالي لعدد المشجعين فيها إلى أكثر من مليون وتسعمئة ألف متفرج.

التتويج لأوّل مرّة

قبل انطلاق هذه البطولة، لم تنجح في الفوز بكأس العالم سوى أربع منتخبات، وهي الولايات المتحدة أربع مرات، وألمانيا مرتين، والنرويج مرة واحدة، واليابان مرّة واحدة أيضَا، ومع خروج جميع هذه الفرق بالأدوار الإقصائية، حوى الدور نصف النهائي أربع فرق لم يسبق لها التتويج باللقب، وهي أستراليا وإنجلترا وإسبانيا والسويد، ما أكّد دخول بطل خامس على سجّل الأبطال التاريخي.

إسبانيا أصبحت ثاني بلد تظفر ببطولة كأس العالم بنسختي الرجال والسيدات، بعدما فعلها المنتخب الألماني.

بطولة من رحم الأزمات

لا تملك إسبانيا تاريخًا كبيرًا في كأس العالم للسيدات، فلم يسبق لهنّ المشاركة سوى في نسختين سابقنين، لكنّ لاعباتها تعيش عصرًا ذهبيًا، فالمنتخب الإسباني يضمّ أليكسيا بوتياس الحائزة على جائزة الكرة الذهبية في آخر عامين، ووصيفتها لعام 2021 جينيفر هيرموسو، لذلك تنبأ الكثيرون بقدرة الإسبانيات على المنافسة في كأس العالم.

كانت الأمور كذلك في العام الماضي، إلى أن تلقت الإسبانيات ضربتين موجعتين، الأولى تمثّلت بتعرّض النجمة الأولى عالميًا أليكسيا بوتياس لقطع في الرباط الصليبي، إصابة أبعدتها كثيرًا عن الملاعب، وحامت الشكوك حول قدرتها على المشاركة في كأس العالم، إلا أنها شاركت بعد ذلك في البطولة ولكن لدقائق معدودة.

الضربة الثانية كان وقعها أشد، فزعزعت كيان الفريق بأكمله وأثرت على استقراره، حيث أعلنت 15 لاعبة في المنتخب الإسباني أواخر العام الماضي تمردهن على المدرب خورخي فيلدا، وعدم رغبتهن الاستمرار باللعب تحت قيادته، والانسحاب من الفريق بسبب أسلوبه الذي لم يعجبهنّ، متوعّدات بأنهن لن يعدن للفريق إلا بتغيير المدرب.

الاتحاد الإسباني لكرة القدم ساند المدرّب، وتشبّث بقراره في الحفاظ عليه، واشترط على اللاعبات الراغبات بالعودة للفريق الاعتذار من المدرب، إلا أن أكثرهنّ لم ترضخن لطلبات الاتحاد الإسباني، وفضّلن عدم اللعب، تاركين المنتخب خاليًا من العديد من نجومه، فلم تعتذر سوى ثلاث لاعبات من المدرب وعدن للمنتخب، فيما شاهدت اللاعبات الـ12 المنسحبات مباريات المنتخب في كأس العالم من المنزل، وكان من اللافت صورة اللاعبات المتوّجات وهنّ يحملن المدرّب خورخي فيلدا ويرمينه في السماء احتفالًا بإنجازه التاريخي، لقطات ستحزّ بنفس النجمات المنسحبات من المونديال بشكل كبير.

برشلونة وريال مدريد

لمع اسم لاعبات برشلونة كثيرًا في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم السابق، حينما فزن بلقب البطولة بطريقة درامية، بعدما قلبن تأخرهن بالمباراة النهائية أمام فولفسبورغ بهدفين إلى فوز بالثلاثة.

لاعبات برشلونة واصلن تألّقهنّ في المونديال، تسعة من لاعبات منتخب إسبانيا المتوجات بكأس العالم يلعبن في صفوف برشلونة، ومنهنّ أيتانا بونماتي التي فازت بجائزة أفضل لاعبة بالبطولة، وسلمى بارايويلو التي فازت بجائزة فضل لاعبة شابة.

لكنّ لاعبة ريال مدريد أولغا كارمونا عملت الفارق مع منتخب بلادها، ففي وقت سجلت به السويد هدف التعادل بالدقيقة 88، نجحت كارمونا بتسجيل هدف الفوز الحاسم بالدقيقة الأخيرة، لتضع إسبانيا في المباراة النهائية لأول مرة في تاريخها، قبل أن تسجّل كارمونا نفسها الهدف الأغلى بمسيرتها في المباراة النهائية، والذي جعل إسبانيا بطلة للعالم، وكما يعتبر هدف انييستا لاعب برشلونة وقتها في شباك هولندا بنهائي مونديال 2010 الأغلى في تاريخ كرة القدم الرجال بالنسبة للبلاد، فإن هدف كارمونا لاعبة ريال مدريد لا يقلّ عنه شأنًا.