رغم الأجواء الماطرة في مدينة ساو باولو خرج العديد من البرازيليين، اليوم الأحد، للتعبير عن دعمهم للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في مواجهة الحملة الإعلامية التي يواجهها بعد تصريحاته الأخيرة حول الوضع في قطاع غزة، التي قارن فيها بين ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة بالمحرقة اليهودية.
وأكدت إحدى المتظاهرات أن تصريحات رئيس بلادها تعكس الواقع الذي يعانيه الفلسطينيون في غزة، ووصفت ما يحدث هناك بأنه "قتل جماعي وتطهير عرقي وجرائم حرب ضد الإنسانية"، فيما أشار متظاهر آخر إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعملية إبادة على أرضه منذ 75 عامًا، معبرًا عن دعمه لرئيس البلاد ودعمه للشعب الفلسطيني.
وشارك في المظاهرة أعضاء من الأحزاب السياسية البرازيلية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف المجازر الإسرائيلية في غزة وتصفها بعمليات تطهير عرقي، وتطالب أيضًا بطرد السفير الإسرائيلي من البرازيل.
وكان الرئيس البرازيلي قد كرّر موقفه، أمس السبت، إذ قال: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين"، رافضًا الهجوم الإسرائيلي عليه.
وكان دا سيلفا قد وجه، قبل أسبوع، اتهامات لـ "إسرائيل" بارتكاب إبادة في حق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وشبّه ما تقوم به الدولة العبرية بمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
أثارت تصريحات الرئيس البرازيلي موجة من ردود الأفعال "الهستيرية" في إسرائيل، وصلت إلى "توبيخ" السفير البرازيلي في تل أبيب بشكلٍ علني، وإعلان الرئيس لولا "شخصًا غير مرغوب فيه" بدولة الاحتلال الإسرائيلي. مما دفع لولا، إلى سحب سفير بلاده من تل أبيب.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال في 19 شباط/فبراير، إن تصريحات لولا تشكل "استخفافًا بالمحرقة ومحاولة للإضرار بالشعب اليهودي وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وبعد تصريحات لولا السابقة، استدعى وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، السفير البرازيلي لدى إسرائيل لـ"توبيخه". وكتب كاتس على منصة "إكس" أن "ادعاءات الرئيس البرازيلي مخزية وشديدة، ولن يمس أحد بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وفق تعبيره.
يشار إلى أن الرئيس البرازيلي كان قد قام بإدانة هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، بعد تنفيذه.