02-ديسمبر-2019

حمود شنتوت/ سوريا

لم أجد شيئًا ينقذني هذا الصباح إلا صورتكِ التي حفظتها أسفل نص أرسلته لي بالأمس، تقولين فيه بأني شاعرك الذي تحبين قراءته لتشعري بكلماته تطوي صقيع قلبك في الليالي الباردة.

‏لا أعرف ما الذي يعني بالنسبة لفتاة جميلة مثلكِ أن تقضي معظم وقتها في حوض الاستحمام تفكر في حلول مجدية للتخلص من حزنها، الأمر معقد وليس سهل التفسير لأنكِ جميلة أكثر من اللازم وهذا الحزن مهترئ وبشع، أعتقد جازمًا أن فتاة بهذه الفتنة سهل أن تتحول إلى سمكة زينة يمكنها تعوم خارج بحر من الحزن بمنتهى الخفة.

لا أريد منكِ تفسير كل ذلك الحزن وأنتِ تقضين ليلكِ باكية من أسباب غير معقولة، الحزن ماكر مع الجميلات.. إنه لا يلتمس لإحداهن عذر. إنه لص يسطو على بهجة اللواتي يرمين بضحكاتهن من الشرفات، فكل ما عليكِ فعله أن تقفي بالقرب من النافذة وتفتحي له الستائر وهو سيتولى المهمة بكل ذلك.

بحثت عن نصوص طويلة قد تنقذني من هذا الطريق الممتلئ بالممرات، لكن لا شيء كصورتك الهادئة رمى على قلبي البهجة.

‏أعرف جيدًا كيف يمكن لامرأة وحيدة تحب اللون الأسود أن تقضي ليلها في غرفتها مستلقية على سريرها بفستان شفاف كاشفةً جسدها للعتمة، دون أن ينتبه أحد أنها تفضل سماع قصائد أدونيس المسجلة لتواسي صمتها.

أعرف أيضًا كيف أجعلها تنتبه لشاعرٍ ظل مستيقظًا، وهو يطارد العتمة في غرفتها حتى الصباح!

‏الأسود يجعلكِ أكثر أناقة، يجعلك تخرجين من رتابة الألوان لتكوني أكثر حظًا من تلكَ النساء العابرات اللواتي اتخذن الألوان الباهتة للفت الأنظار، ظلي بهذا السواد الذي يشبه عتمتي وحزني وارتديه كلما قرأتِ لي قصيدة بائسة.

‏أنتِ مهيئة للحُب، جمالُكِ مُحرض جيد على القصائد، عيناكِ تجعلان الوصف أكثر دقة وجسدكِ الناعم حقل ألغام، جلستكِ على حافة السرير تجعل الموت خيارًا مُدهشًا، مشيتُكِ تجعل القلق يتداعى بلا نهاية وقدماكِ التي تعبر قلبي يمكنها الوصول بسهولة إلى قمة الرغبة!

‏عليكِ أن تكوني أكثر كرمًا، أن تكتبي لي أكثر وتتحدثي لي عن أشياء تحبينها ولا أعرفها، الوقت الذي ينقضي بدونكِ يمر بلا جدوى، ظلي أمامي، تحركي بخفةٍ حافيةً ومطلقةً رغباتكِ الكبرى كأن تنتظري مني قصيدة حب، كتبتها على مهل وأنا أتدبر وجهكِ في ليلٍ مثل هذا مرّ على عُجالة!

امرأةٌ مثلكِ يُعجبها المجاز ويفصل بيني وبينها الغفلة

على سريرها البارد لا يمكن أن تنتهي من حاجتها للدفء

وتستعد للنهوض بثياب النوم في لحظة لامست الأبد

واتفقنا عليها معًا أنها لا تصلحُ إلا لكتابة قصيدة ممنوعة من النشر!

 

اقرأ/ي أيضًا:

إلى غودو

يوميّات ناقصة