27-مايو-2021

ماكرون في ضيافة كيغامي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن بلاده تتحمل مسؤولية كبيرة في الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في العام 1994، والتي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف مواطن رواندي معظمهم من عرقية التوتسي. كلام ماكرون الذي نقلته وكالة أسوشيتد برس من بين عموم الوكالات التي تداولته، أتى خلال زيارة تاريخية قام بها الرئيس الفرنسي إلى رواندا. وقد تحدّث ماكرون في ذكرى الإبادة الجماعية، في مؤتمر عُقد في العاصمة الرواندية كيغالي الخميس 27 أيار/مايو 2021، حيث قال إن بلاده لم تتورط بشكل مباشر في الإبادة، لكنها وقفت إلى جانب أحد الأطراف المشاركة فيها، ما ساعد في انزلاق البلاد نحو المذابح. وأشار إلى أنه يتوجب على بلاده القيام بمراجعة تاريخية، والاعتراف بالمعاناة التي تسببت بها فرنسا عندما فضّلت الصمت، على تقصي الحقائق خلال كل هذه السنوات.

 انتشر وسم #MacronInKigali  بشكل واسع، واستخدمه الناشطون والحقوقيون حول العالم، خاصة في فرنسا وعموم أفريقيا لتناول طبيعة سياسة ماكرون "الإشكالية" تجاه الملفات الأفريقية

هذا فيما تعدّ زيارة ماكرون إلى رواندا هي الثانية التي يقوم بها رئيس فرنسي إلى الدولة الأفريقية، بعد زيارة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في العام 2010. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومات الرواندية المتعاقبة، بالإضافة إلى الجمعيات والمنظمات التي تهتم بالناجين من الإبادة، حمّلت بشكل متكرر فرنسا مسؤولية الوقوف وراء الإبادة الجماعية، من خلال قيامها بتسليح وتدريب المليشيات التي ارتكبتها. 

كما نقل راديو رواندا العاشر عبر صفحته على تويتر، عن إيمانويل ماكرون تأكيده أن بلاده في إطار تسريع إحقاق العدالة بالنسبة لضحايا الإبادة، مع الإشارة إلى أن هناك 47 شخصًا ممن تورّطوا في الإبادة فرّوا من العدالة، وهم اليوم مختبئون في فرنسا، ولا تقوم هذه الأخيرة بالجهد الكافي للقبض عليهم بحسب اتهامات المنظمات الحقوقية. 

وقد انتشر بشكل واسع وسم #MacronInKigali واستخدمه الناشطون والحقوقيون حول العالم، خاصة في فرنسا وعموم أفريقيا، بالإضافة إلى الوكالات الإخبارية والمواقع الإلكترونية، للتعليق على زيارة ماكرون إلى رواندا، وطلبه المسامحة والغفران من عائلات ضحايا الإبادة. الناشطة رينيه من رواندا قالت إن قرار المسامحة هو فقط بيد من أمضوا الليالي الحالكة، وعانوا بسبب الإبادة الجماعية. وقال الناشط كنغ شالا  من رواندا إنه لا يثق أبدًا بنوايا الفرنسيين، وأنه يتوقّع أن تشهد بلاده أحداثًا سيئة بعد انتهاء زيارة ماكرون، الذي لا يمكن له أبدًا أن يضمر الخير للأفارقة. 

المعارضون في رواندا وجّهوا سهام انتقادهم إلى ماكرون، واتّهموه بالسكوت عن الانتهاكات التي قام بها الرئيس الرواندي كاغامي ضد المعارضين، قبل زيارة ماكرون التاريخية إلى كيغالي. ونقل موقع  قناة الجزيرة بنسخته الإنجليزية، عن المعارِضة الرواندية إنغابير ونتغاندا، قولها إن إيمانويل ماكرون ينتقد باستمرار الأنظمة الدكتاتورية في كل مكان وبشكل صريح، لكنه يلتزم الصمت عندما يتعلّق الأمر بالحكم الاستبدادي وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام في رواندا. وقالت إن ماكرون يميّز بين دكتاتور سيء ودكتاتور جيد بحسب مصالحه. 

محاولات ماكرون لتصدير صورة دعائية لنفسه في قارة أفريقيا، من خلال زيارته لرواندا واستغلال علاقته الجيدة مع رئيسها، لتحقيق انتصار سياسي من خلال العمل على طي صفحة الإبادة في رواندا، تواجهها عقبات كثيرة، في ظل الانتقادات المتكررة لأداء ماكرون في أكثر من بلد أفريقي، وآخرها كان اتهام حكومته بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الذي شهدته مالي، وهو الانقلاب الثاني خلال سنة واحدة. فيما  توجّه الناشط جيرمي سامبا إلى ماكرون بالقول إنه يوجد حوالى 200 سجين سياسي يعتقلهم النظام في ساحل العاج منذ عام 2011، والذي تربطه علاقة جيدة بماكرون، وطلب منه أن يستخدم نفوذه لإطلاق سراحهم، قبل الحديث عن  أي مصالحات في القارة الأفريقية. 

 

اقرأ/ي أيضًا: