18-يوليو-2022
مقطع من لوحة لـ فاليري شكروبا/ أوكرانيا

مقطع من لوحة لـ فاليري شكروبا/ أوكرانيا

1

الفارق بيننا ما تراه أنت نهرًا 

نهرًا، لقاربك المتكوم بتنانير الوجوه، وما يدعوني للتريث باتخاذ وجهة أخرى للتحدب:

أنك تتهشم حين ترسو عند تساؤلات غير مهمة 

- الفارق بيننا ونحن موتى نعد الأطباق واحدًا تلو الآخر

أنا وأنت مجندان حول أسوار المدينة! 

لا نفقه من الموت سوى الصراخ خلف الجنازات

قلت لي: حين كنت تشبه الماء، في تهورك ويباسك

كل ما يحيط بنا نحن نتشرب مثله وندعوه للتهويل والمماطلة

حينا نتكور، حينا ننزوي وحينا آخر نتسع ونستقبل طالع أيامنا بالغربة أو اللقاء.

 

2

ظن أنك تسيرُ وحدكَ أو.. لا أحدًا سواكما أنتما الاثنان، 

الطريقُ وأنت! 

من يفشي دمعكَ للنهر حينها؟ أو يستحب وقوفك للوهلة

حين ظنك أو.. استقبالك لهذه الفكرة

ظن أنك تجهشُ بالبكاء.. من يسبقُ النهر سواكما أنتما الاثنان؟ 

- الطريق وأنت!

- الطريق مضجعك أنت لا أحدًا سواك، بدءًا وأخيرًا

كلانا نعود محملين

يحملني هو.. طريقه، وأحمله أنا ما تبقى من يومي..

 

3

ونحن نشقى، شقينا، فتحنا الطريق للعابرين

ونحن نشقى، شقينا، ولم يمنحنا أحد صك الغفران 

ونحن نشقى، شقينا وارتمينا جسدًا فوق الآخر. 

الآن واللحظة القادمة

لا يلزم كل واحد منا إلا صرخة الولادة ونبأً آخر يعيد رهن اللحظة هذه..  

ونحن حين رسمتنا أمهاتنا

كنا قربانًا نشيخ كلما امتد النهر 

وكلما اعتلت صرخاتنا أبحرنا بلا أسمائنا 

كان الأجدر بنا أن نفيض، أن نتمهل، وأن ننكفي مثل خيوط الظلام.