تعد بطولات ويمبلدون الأقدم والأكثر شهرة من بين بطولات التنس الأربع الكبرى (الثلاثة الأخرى هي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، وبطولة فرنسا المفتوحة، وبطولة أمريكا المفتوحة). وهذا ما يجعل ويمبلدون متميزة عن البقية بحجم التقاليد والتفاصيل الدقيقة التي باتت إرثًا ثابتًا في هوية البطولة. من ذلك مثلًا "الصندوق الملكي" أو "المقصورة الملكية"، وهي الجزء المخصص لأفراد الأسرة البريطانية الحاكمة ومن في طبقتها منذ العام 1922، إضافة إلى أرضية الملعب الرئيسي وشكله، إذ ما يزال حتى يومنا خاليًا من البانرات الإعلانية. لكن الثيمة الأبرز في بطولات ويمبلدون للتنس، هو اختيار الزي الأبيض الكامل لجميع المشاركين. فلماذا يرتدي لاعبو التنس الزي الأبيض في ويمبلدون، وما السرّ في هذا التقليد المتوارث منذ عقود؟
الإجابة المختصرة هي أن هذا هو النظام المعتمد للباس اللاعبين واللاعبات في بطولة ويمبلدون، والذي يتعين على المشاركين الالتزام به. إنه "الدريس كود" المتبع تقليديًا، والذي صار علامة بارزة للبطولة منذ عقود. أمّا السبب الأصلي وراء اختيار اللون الأبيض عن غير من الألوان، فيعود إلى أنه اللون الذي يقلل من فرصة ظهور بقع العرق على الملابس، وذلك منذ بدايات البطولة في القرن التاسع عشر. ففي ذلك الزمان كانت الأقمشة المستخدمة في تصنيع ثياب اللاعبين أكثر حملًا للعرق، وكانت تظهر البقع بشكل واضح على الألوان الأخرى، كالأسود والأزرق، وهو ما اعتبره منظمو الفعالية حينها منظرًا قبيحًا وغير لائق، ولاسيما مع الاهتمام الملكي الكبير بمتابعة المنافسات.
ورغم التطور الكبير في صناعة الملابس الرياضية منذ ذلك الحين، ومقاومتها لحمل العرق والتبقيع الناجم عن ذلك، إلا أن الإنجليز المهووسين بالتقاليد قرروا الحفاظ على الطبعة البيضاء للمنافسة حتى اليوم، ورفضوا جميع المحاولات لجعل الخيار مفتوحًا للاعبين.
التقليد الذي أغضب أندريه أغاسي
على الرغم من أن الثياب البيضاء كانت "سنّة" متبعة ومتوارثة في بطولة ويمبلدون على مدى أكثر من قرن من الزمان، إلا أن ذلك لم يكن دومًا يرضى استحسان جميع اللاعبين. ولعل الحالة الأكثر شهرة فيما يتعلق برفض التقيد باللباس الأبيض في ويمبلدون هو اللاعب الشهير أندريه أغاسي، والذي وصل به الرفض حدّ إعلان مقاطعة البطولة بين عامي 1988 و1990، وذلك بسبب هذه القاعدة التي رأى أنها تقيّد حريته في اختيار الألوان التي يحبّ ارتداءها أثناء اللعب.
كما استاء لاعب شهير آخر من هذا التقليد، وهو روجر فيدرير الذي يعد أحد أهم لاعبي التنس على الإطلاق في العالم. وقد حاول فيدرير التمرّد على القاعدة في بطولة العام 2013، حين قرر ارتداء حذاء أبيض بنعل برتقالي اللون، إلا أن ذلك أثار استياء القائمين على البطولة، وأرغم فيدرير على تغيير حذائه الرياضي في المباراة التالية.
تقليد الزي الأبيض في بطولات ويمبلدون عصيّ على التغيير رغم ما ناله من انتقادات
لكن ورغم بعض الانتقادات على هذا التقليد المتوارث بشأن الزي الأبيض الموحّد في بطولات ويمبلدون على مرّ السنين، إلا أن هذا التقليد قد وُجد ليبقى على الأغلب، وسيظل عصيًا على التغيير كجزء أساسي من صورة ويمبلدون وشرطٍ ضمنيّ متفق عليها على نحو واسع.
اقرأ أخبار أنس جابر على موقع التراتونس:
كيف علقت أنس جابر على خسارتها نهائي بطولة ويمبلدون للتنس؟
أنس جابر: هذا دور والدتي في تعلقي بالتنس وهكذا كانت البدايات
أنس جابر تأسف لغياب والديها عن نهائي ويمبلدون وتتحدث عن حلم الطفولة