05-يناير-2022

(Getty Images)

قال وزير الثقافة الأوكراني أوليكساندر تكاشينكو، أنه قدم شكوى إلى شركة نتفليكس بشأن تصوير شخصية أوكرانية من كييف في ضمن مسلسل "إيميلي في باريس". وكتب تكاتشينكو "يعرض مسلسل إيميلي في باريس صورة كاريكاتورية غير مقبولة لامرأة أوكرانية. هذه إهانة"، وأضاف "هل هذه هي الطريقة التي ينظر بها إلى الأوكرانيين في الخارج؟" بحسب ما نقل موقع ذي ناشيونال نيوز.

قدم وزير الثقافة الأوكراني شكوى إلى شركة نتفليكس بشأن تصوير شخصية أوكرانية من كييف في ضمن مسلسل "إيميلي في باريس"

وتحكي قصة المسلسل عن شابة أمريكية الجنسية تدعى إيميلي كوبر (الممثلة ليلي كولينز) تسافر إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل العمل. تلتقي إيميلي بالممثلة الأوكرانية داريا بانتشينكو، التي تؤدي دور بيترا، شخصية تظهر في 3 حلقات فقط، وتقوم بالسرقة من المتاجر، وينظر إليها على أنها عنيفة ولديها إحساس سيء بالأزياء.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مسلسل إيميلي في باريس لانتقادات. سبق أن وجهت انتقادات لصناع المسلسل بسبب تنميطهم عدة جنسيات أخرى. فعندما تم إطلاق الموسم الأول، تم انتقاده، خاصة في فرنسا، بسبب الترويج لصور نمطية لمدينة باريس وسكانها. يصور الفرنسيين على أنهم أشخاص وقحون يرتدون القبعات ويخدعون شركاءهم في كثير من الأحيان. وفي حلقات أخرى، يعرض المسلسل شخصية بريطانية بصورة نمطية وتدعى "ألفي" وهو يقضي وقته في الشرب في الحانات ومشاهدة كرة القدم فقط.

وكتبت يفينيا هافريلكو في منشور على إنستغرام حصل على أكثر من 75 ألف إعجاب: "الطريقة التي نقلت فيها صورة الأوكرانيين في الموسم الثاني، الحلقة الرابعة، تعتبر بمثابة تلفيق رخيص وفضيحة كاملة وعار". وأما يوجين هافريلكو فقد كتب منشور على إنستغرام "أشعر أنه لا يمكن تجاهل ما يحصل. مسلسل إيميلي في باريس من أكثر برامج نتفليكس نجاحًا في عام 2021، وهو عرض أثر في ملايين العقول والقلوب في جميع أنحاء العالم"، وتساءل بالقول "لكن هل لا يزال هناك مكان لمثل هذا الجهل والتعصب؟".

وأما الناقد السينمائي تشارلز مارتن فكتب: "ضمن مسلسل إيميلي في باريس علمنا أن الفرنسيين كلهم سيئون"، وأضاف "نعم، نعم، وهم كسالى ولا يصلون إلى المكتب أبدًا في الموعد المحدد، وهم شعب يحب الغزل وليس لديهم ولاء في العلاقات، فهم متحيزون جنسيًا ومتخلفون، وبطبيعة الحال، لديهم علاقة مشكوك فيها بالاستحمام"، على حد تعبيره. وتابع بالقول "نعم، لم يتم استبعاد أي كليشيه، ولا حتى أبسط كليشيه".

وكتبت الناقدة ريبيكا نيكولسون في صحيفة الغارديان البريطانية مشيرة إلى الكم الهائل من النمطية التي يعرضها المسلسل. وقالت نيكولسون في مراجعتها للمسلسل الذي أعطته نجمة واحدة فقط "مولان روج، نساء ثريات يرتدين أزياء راقية ويتركون كلابهم الصغيرة تتبرز في الشارع، شرائح لحم نادرة، تدخين، كحول، نبيذ على الإفطار، رجال يرتدون بدلات باهظة الثمن يتحدثون بحرية عن الجنس، معجنات لائقة، وازدراء للثقافة الأمريكية، كل ذلك في خلطة واحدة".

وغردت الصحفية نيكا ميلكوزيروفا على تويتر بالقول "مسلسل إيميلي في باريس أساء للشعب الأوكراني. لأن الشخصية الأوكرانية الوحيدة في العرض تم تصويرها على أنها سارقة متاجر غبية تدعى بترا من كييف"، وأضافت "الشخصية كانت سخيفة وغير مضحكة وهجومية"، وتابعت بالقول "نحن لا نستمتع بالطريقة التي يتم فيها تمثيلنا في العروض الغربية".

في المقابل، اختارت شخصيات أخرى الدفاع عن العرض، مثل المنتجة السينمائية الأوكرانية ناتالكا ياكيموفيتش، حيث علقت على المسألة بالقول "في المسلسل التلفزيوني يمكن أن تكون الشخصيات السلبية من أي جنسية أخرى غير الأوكرانية؟ ومن الواضح أننا جميعًا نود أن تكون من موسكو، لكن ليس دائمًا نحصل على ما نريده في السينما"، بحسب ما نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

مبتكر المسلسل دارين ستار، دافع سابقًا عن السلسلة الأولى قائلًا إنه "لا يأسف للنظر إلى باريس من خلال عدسة ساحرة"

مبتكر المسلسل دارين ستار، دافع سابقًا عن السلسلة الأولى قائلًا إنه "لا يأسف للنظر إلى باريس من خلال عدسة ساحرة"، وأضاف إلى أنه بنى نظرته من خلال زيارته باريس وتجاربه الخاصة فيها. وتابع ستار بالقول "أردت أن أعرض باريس بطريقة رائعة حقًا من شأنها أن تشجع الناس على الوقوع في حب المدينة بالطريقة التي أحبها" وحيث ينوي أن يكون المسلسل "رسالة حب إلى باريس بعيون شخصية إيميلي".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف أصبحت المسلسلات الأمريكية أكثر جرأة في عرض المشاهد الجنسية؟

مسلسل "سكويد غيم".. سيكولوجية البقاء بمصيدة الفقر في ألعاب الموت