الترا صوت – فريق التحرير

سلطت الصحفية تينا نغوين في تقرير نشر في موقع مجلة بوليتيكو الإلكتروني الضوء على التقييمات الحكومية والبحثية بشأن وقوع أحداث عنف في الولايات المتحدة، في أعقاب الإعلان عن نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يكافح فيها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب للفوز بولاية ثانية، وذلك في ظل التقارير التي تتحدث عن تخلفه بما لا يقل عن 10 بالمائة من النقاط، أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، وذلك قبل يوم واحد من موعد الانتخابات الرئاسية المرتبقة.

رغم تقليل الخبراء من أهمية التقارير التي تتحدث عن إمكانية نشوب حرب أهلية في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، فإن بعض الجماعات اليمينية المتطرفة تنظر إلى يوم الانتخابات على أنه "يوم القيامة"

تشير نغوين في مستهل تقريرها إلى أن الأحاديث المثارة حول نشوب حرب أهلية داخل الولايات المتحدة بدأت خلال الأشهر الماضية، خصيصًا بعد الاحتجاجات التي نظمتها حركة حياة السود مهمة، أو الاحتجاجات ضد فرض المزيد من القيود لمكافحة فيروس كورونا الجديد، غير أنها أخذت منحى أكثر سوداوية خلال الأسابيع الماضية، بعدما أعلنت بعض الميليشيات التابعة لجماعات اليمين المتطرف تهيئة أعضائها ليوم انتخابات الرئاسة الأمريكية، على إثر تصريحات ترامب المرتبطة بتزوير أوراق الاقتراع المرسلة عبر البريد.

اقرأ/ي أيضًا: صحيفة أمريكية تكشف عن علاقة مالية بين ترامب وبنك صيني

وتوضح نغوين في تقريرها أنه رغم تقليل الخبراء من أهمية التقارير التي تتحدث عن إمكانية نشوب حرب أهلية في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، فإن بعض الجماعات اليمينية المتطرفة تنظر إلى يوم الانتخابات على أنه "يوم القيامة"، مثل مجموعة حراس القسم، وهي مجموعة مؤلفة من المحاربين القدامى في الشرطة والجيش، إضافة لمجموعة الجبهة الوطنية، وهي مجموعة يمينية متطرفة تقوم بتجنيد وتدريب المتطرفين البيض، وكانوا أكثر صراحة حين طلبوا من أعضائهم الاستعداد لحرب ضد اليسار العنيف ومثيري الشغب في يوم الانتخابات.

فقد كان زعيم حراس القسم ستيوارت رودز واضحًا خلال مقابلته مع أحد أبرز منظري نظرية المؤامرة أليكس جونز، حين أكد على أن المحاربين القدامى سينظمون أنفسهم ضمن مجموعات في مراكز الاقتراع لحماية الناخبين من التصويت بـ"الإكراه" ضد ترامب، وتنوه نغوين في هذا الصدد إلى أن الجماعات اليمينية المتطرفة غالبًا ما تتبنى الأفكار المناهضة للحكومة الأمريكية، وتفوق العرق الأبيض، فضلًا عن تأييدها للرئيس الجمهوري ترامب.

وعلى الرغم من أن هذه المجموعات تبدو أنها مشتتة، فإن الباحثين والمسؤولين الحكوميين أشاروا إلى أن هذه المجموعات لا تزال تمثل تهديدًا خطيرًا، فقد أظهر تقرير صدر مؤخرًا عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن مجموعات اليمين المتطرف كانت وراء ثلثي المخططات والهجمات الإرهابية التي أُبلغ عنها في عموم الولايات المتحدة خلال العام الجاري، فيما حذر تقييم صادر عن وزارة الأمن الداخلي من أن المجموعات اليمينية المؤمنة بتفوق العرق الأبيض هي من أكثر المجموعات التي تشكل تهديدًا مستمرًا في الولايات المتحدة.

وكان ترامب إلى جانب حلفائه من الجمهوريين قد حذروا مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية، من إمكانية تزوير الأصوات التي سيتم إرسالها عبر البريد ضمن عملية التصويت المبكر التي بدأت في ولايات أمريكية مختلفة، وذلك على الرغم من عدم وجود أدلة تدعم تصريحات الرئيس الأمريكي، في حين سجل تصويت نحو 90 مليون أمريكي في المراسلة عبر البريد، إلا أن ترامب ربط تحذيراته من تزوير الانتخابات بما وصفه بعنف اليسار، والأحداث العنيفة التي رافقت الاحتجاجات المناهضة لقرارات الإغلاق لمكافحة فيروس كورونا، وهو تقييم مبالغ به من قبل ترامب الذي يبدو أنه يمزج بين الاحتجاج القانوني وعنف اليسار.

تقول نغوين في تقريرها إن وسائل الإعلام المحافظة بالغت في حديثها عن عنف اليسار، فقد سلطت الضوء في تقاريرها على أحداث الشغب والعنف التي خيمت على احتجاجات فيلادلفيا مؤخرًا، بعدما اندلعت احتجاجات عنيفة ردًا على مقتل رجل أسود على يد أفراد الشرطة، فضلًا عن ذلك فإن وسائل الإعلام المحافظة مثل شبكة فوكس نيوز ركزّت في حديثها عن الاشتباكات بين المحتجين وأفراد الشرطة، في مقابل تجاهلها الحديث عن تزايد أعضاء المجموعات اليمينية المتطرفية في الاضطرابات المدنية.

وتوضح نغوين في تقريرها نقلًا على لسان مسؤولين حكوميين وباحثين أن المجموعات اليمينية التي غالبًا ما تتماهى مع نظرية تفوق العرق الأبيض، أصبحت تمثل تهديدًا قويًا داخل الولايات المتحدة منذ عام 2018، فقد قامت المجموعات التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض بتنفيذ "هجمات فتاكة" داخل الولايات المتحدة أكثر من أي مجموعات متطرفة أخرى، وبحسب تقييم وزارة الأمن الداخلي فإنه سجل خلال العام الجاري زيادة في العنف الموجه لوكالة إنفاذ القانون والمسؤولين الحكوميين.

وتنقل نغوين عن التقرير الذي أصدره مشروع بيانات النزاعات المسلحة ومواقعها وأحداثها مؤخرًا إشارته إلى أن أحد العوامل التي تساعد على التنبؤ بنشاط الميليشيات اليمينية يكمن في إمكانية تدخل مجموعات اليسار المتطرف في انتخابات الرئاسة الأمريكية، والذي تصفه هذه المجموعات بـ"انقلاب اليسار"، لافتةً إلى أن ولايات جورجيا وميشيغين وبنسلفانيا وويسكونسن وأوريغون التي تشهد تأرجحًا في نتائج التصويت هي من بين الولايات المندرجة ضمن هذه الفئة.

كان ترامب إلى جانب حلفائه من الجمهوريين قد حذروا مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية، من إمكانية تزوير الأصوات التي سيتم إرسالها عبر البريد ضمن عملية التصويت المبكر 

وكذلك، فإن التقرير عينه تحدث أيضًا عن خضوع أعضاء المجموعات اليمينية لتدريبات قوية من قبل الميليشيات اليمينية وعصابات الشوارع خلال الأشهر الماضية، فضلًا عن نشاطها في تجنيد المزيد من الأعضاء، ويوضح التقرير ذاته أن هذه المجموعات تختلف في الأهداف فيما بينها، إذ تسعى مجموعة بوغالو اليمينية المتطرفة إلى تنفيذ انقلاب داخل الحكومة الأمريكية، وهي من المجموعات المناهضة لقوات الشرطة، فيما تهدف الجبهة الوطنية اليمينية لإقامة دولة عرقية مكونة من العرق الأبيض، أما مجموعة ثلاثة بالمائة اليمينية فإنها تعارض بشدة قوانين حظر حيازة الأسلحة، كما أن أعضاءها يجمعون على كراهية اليسار الراديكالي، والذين ينظرون إليه على أنه مزيج من حركة أنتيفا، وحياة السود مهمة، إضافةً للديمقراطيين والتقدميين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 خبراء: القوميون الروس يستهدفون الانتخابات الأمريكية لإثارة العنف

انقسام في مجلس الشيوخ بشأن مرشحة ترامب المحافظة لمنصب المحكمة العليا