27-ديسمبر-2020

الكاتب الإسباني كارلوس زافون (1964 - 2020) (ألترا صوت)

ألترا صوت - فريق التحرير

إذا كانت هناك من كلمة يمكن أن نختزل عبرها ما جرى خلال هذا العام، الذي يشارف على نهايته، فإن كلمة "الفقد" ستلخص بشكلٍ واضح ودقيق حصيلة 12 شهرًا، فقد فيها العالم مئات آلاف الضحايا بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، فيما بدا الجميع على شفير المصير نفسه، بعد أن تخطت نسبة الإصابات حاجز المليون إصابة حول العالم منذ وقتٍ طويل.

وفي المقابل، لم يكن هذا العام جيدًا بالنسبة إلى المشهد الأدبي، في ظل الأزمة التي ضربت قطاع النشر، وتأجيل معارض الكتب، بالإضافة إلى فقد شخصيات أدبية لها حضورها وتأثيرها في هذا المشهد. نستعرض لكم أبرز 6 كتّاب عالميين رحلوا خلال 2020.


إرنستو كاردينال

إرنستو كاردينال (1925 – 2020)، شخصية جدلية في تاريخ نيكاراغوا الأدبي والثقافي والسياسي أيضًا. الشاعر النيكاراغوي الذي غيبه الموت في الأول من آذار/مارس الفائت، يُعتبر أحد أشهر شعراء بلاده، والصوت الفكري والثقافي للثورة الساندينية التي أطاحت بدكتاتورية عائلة سوموزا، عدا عن أنه مؤيد قوي لـ"لاهوت التحرير"، الذي أرسى مفهومًا جديدًا للتبشير الديني، أساسه المزج بين الإنجيل والعقائد اليسارية. ولكنه، بالإضافة إلى ما سبق، شاعر من الطراز الرفيع، نهل موضوعات قصائده مما تختزنه ذاكرة الناس البعيدة، بحيث تكون قريبة منهم، وسعى عبرها إلى الوصول للحكمة القائمة عنده على المزج بين النبوة والكلمة، وهي الحكمة التي تدفع بالقصيدة لتكون معنىً وملاذًا.

يوري بونداريف

خاض الكاتب الروسي يوري بونداريف (1920 – 2020)، معركة ستالينغراد الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، بصفته جنديًا في جيش بلاده. وبعد انقضاء أكثر من عقدين من الزمن على نهاية تلك المعركة الفاصلة، أصدر بونداريف الذي غادر عالمنا في 29 آذار/مارس الفائت، عملًا روائيًا بعنوان "الثلج الحار"، وهو العمل الذي صنع شهرته داخل حدود بلاده وخارجها، باعتباره علامة فارقة في رواية الحرب، وضع بونداريف عبره أساسات مدرسة جديدة في الكتابة، تُعنى باليوميات بالدرجة الأولى، وتنصرف عن الأدلجة والأسطرة التي وسمت الأدب الروسي ما بعد الحرب العالمية، وتتميز بكونها تنظر إلى أحداث الحرب ومجرياتها من زواية مختلفة، تمنح العمل زوايا رؤية واسعة.

لويس سبولفيدا

أُصيب الكاتب التشيلي لويس سبولفيدا (1949 – 2020)، بفيروس كوفيد – 19 خلال مشاركته في مهرجان بالبرتغال، وتوفي في 16 نيسان/أبريل الفائت، بعد نحو شهرين من إصابته، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا قدّم صورة مختلفة لأمريكا اللاتينية، بعيدًا عن الواقعية السحرية التي وسمت الأدب اللاتيني. وانشغل سبولفيدا في مجمل أعماله الأدبية بسؤال: ماذا فعلنا بكل طوباوياتنا؟ ماذا فعلنا بأنفسنا؟ وسعى إلى الإجابة عليه انطلاقًا من تجاربه الشخصية، وحكاية اعتقاله وسجنه في عهد أوغستو بينوشيه، بالإضافة إلى تجربته مع المنفى الذي توفي فيه، والعيش بين شعوب الأمازون الأصلية، وهي التجربة التي استند إليها في كتابة روايته الشهيرة "العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية".

كارلوس زافون

نال كارلوس زافون (1964 – 2020)، شهرة عالمية واسعة بعد النجاح العريض الذي حققته روايته "ظل الريح"، التي تصدرت قائمة الروايات الأكثر مبيعًا على مستوى العالم منذ صدورها عام 2001، حيث قُدّرت مبيعاتها، بعد ترجمتها إلى أكثر منة 50 لغة، بأكثر من 15 مليون نسخة. الكاتب الإسباني المولود في مدينة برشلونة منتصف ستينيات القرن الفائت، والذي يُعتبر أكثر روائي إسباني مقروء بعد ميغيل دي ثربانتس، رحل عن عالمنا في 16 حزيران/يونيو، تاركًا خلفه ثمانية أعمال سردية قادرة على حفظ أثره، وتكريس حضوره في المشهدين الأدبيين الإسباني والعالمي لسنواتٍ طويلة، سيتذكره فيها قراء رباعيته "مقبرة الكتب المنسية" بوصفه حكاءً من الطراز الرفيعة.

خوان مارسيه

"أصبحت كاتبًا لأني لا أتفق مع الواقع المحيط بي، بلدي ومدينتي وزمني. هذا ما دفعني لأعثر في الأدب على عالم من التجارب لمة أعشها، لكني حلمت بها". بهذه الكلمات، يصف الكاتب الإسباني خوان مارسيه (1933 – 2020)، علاقته بالكتابة التي كرسّها لأجل تصوير الواقع الاجتماعي في إسبانيا عمومًا، وكتالونيا خصوصًا، ما بعد الحرب الأهلية، بمختلف أبعاده. وحمل مارسيه الذي غيبه الموت في 18 تموز/ يوليو، على عاتقه مهمة سرد الهموم الاجتماعية ومعاناة الإنسان الإسباني، ما بعد التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد على خلفية الحرب التي فرضت واقعًا شاذًا، أحاط الراحل بتفاصيله بدقة، مما منحه لقب: ذاكرة كتالونية ما بعد الحرب الأهلية.

جون لو كاريه

يوصف الكاتب البريطاني جون لو كاريه (1931 – 2020)، بأنه أحد أشهر وجوه الأدب الجاسوسي في العالم، وأستاذ فن الرواية الجاسوسية بحسب صحيفة "فايننشل تايمز" التي أعادت رفعة مكانته الأدبية، مقارنةً ببقية كتّاب هذا الفن الروائي، إلى التدفق المستمر للانفعالات والمشاعر في أعماله. فيما أدرجته صحيفة "تايمز" عام 2008 في المرتبة الـ 22 في قائمة أبرز الأدباء البريطانيين ما بعد الحرب العالمية الثانية. وبحسب الكاتبة الكندية مارغريت آتوود، تقدم أعمال كاريه الذي غادر عالمنا في 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، مدخلًا أساسيًا لفهم التحولات السياسية منتصف القرن العشرين، خصوصًا وأنها نسجت خريطة أدبية مفصلة عن تلك الحقبة الزمنية من خلال حكايات جواسيسها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

محمد الماغوط: إلى بدر شاكر السياب

أبرز 5 أدباء عرب رحلوا في 2020