صدر عن داري "الروافد الثقافية" و"ابن النديم"، حديثًا، كتاب "التشبيه في تاريخ الإسلام: تحدي أهل الحديث (700 – 1350م/ 80 – 750 هـ)"، لمؤلفته ليفنات هولتزمان، ترجمة عمرو بسيوني، التي تناقش فيه مسألة "التشبيه" بوصفها محورًا للخلاف العقدي عبر التاريخ الإسلامي، وإحدى أهم المسائل التي جرى التمييز من خلالها بين الفرق والمذاهب الإسلامية.
يقدّم كتاب هولتزمان خلفية تاريخية شاملة لنشأة الخلاف بين الفرق والمذاهب الإسلامية حول مسألة "التشبيه"
يقدّم الكتاب، الذي يضم 5 فصول مع مقدمة وخاتمة، خلفية تاريخية شاملة لنشأة هذا الخلاف والأساليب والمداخل المختلفة التي حاول المسلمون معالجته من خلالها. كما يسلط الضوء على الطريقة التي تعامل بها أهل الحديث، أو الأثرية، مع أحاديث الصفات التي تطور تعاملهم معها عبر الزمن. ويقف أيضًا على ما رافق هذا التطور من سجالات خاضها أهل الحديث مع المتكلمين من جميع الاتجاهات، خاصةً المعتزلة والأشاعرة.
استعانت هولتزمان في بناء هذه الخلفية بالبحث التاريخي والمقارن، والاستقراء الواسع للمصادر، إلى جانب مناهج التحليل الأدبي والخطابي التي استندت إليها في تحليل بنية بعض نصوص أحاديث الصفات، الأمر الذي يجعل من كتابها، وبحسب الناشر، جهدًا تاريخيًا ونقديًا: "من شأنه أن يثري المكتبة العقدية المتخصصة، ويسهم في تطوير الدراسات في هذا المجال من زوايا متعددة".
تناقش المؤلفة في الفصل الأول "الراوي والرواية: تحليل أدبي لأحاديث الصفات"، جملة من المسائل المتعلقة بالحديث والسرد الإطاري والمتداخل أيضًا. وتدرس، في الوقت نفسه، العلاقة بين الراوي والجمهور، ودور الراوي في هذا الخلاف حول التشبيه أو التجسيم، فالخلاف لم يكن حول الجوهر والمضمون فقط، وإنما حول تحديد المفهوم أو المصطلح.
وتتناول في الفصل الثاني "حكاية راوييْن: بعض الاعتبارات التاريخية والجغرافية والثقافية"، الطريقة التي انتشرت بها رواية جرير ثم أبي رزين، إضافةً إلى العوامل التي ساهمت في انتشارهما. بينما تبحث في الفصل الثالث "الإشارات وأحاديث الصفات" في عدة قضايا مرتبطة بهذه المسألة.
وتقرأ في الفصل الرابع "الحل المتنوع لتحدي أهل الحديث: أحاديث الصفات والـ (بلا كيفَ)"، حدود خطاب أهل الحديث، وتوسعه، والمناظرات التي دارت بينهم وبين مخالفيهم في مسألة التشبيه، خاصةً المعتزلة والأشاعرة. أما الفصل الخامس والأخير "الكتب الأيقونية والإشارات: أحاديث الصفات في المجال العام"، فقد خصصته للحديث عن أيقونية الاعتقاد القادري، والأبعاد الثلاثة في كتاب التوحيد، ورد فخر الدين الرازي عليه، والحموية الكبرى لابن تيمية، وغيرها.
