28-نوفمبر-2015

تركيا المستفيد الأكبر (غوفين يلماز/الأناضول/Getty)

بعيدًا عن المكاسب السياسية الكبيرة التي حققتها قمة العشرين في مدينة أنطاليا التركية، فإن أنقرة تمكنت من خلالها من توقيع اتفاقيات تجارية بقيمة 215 مليار دولار، فضلًا عن الترويج الكبير لمدينة أنطاليا (عاصمة السياحة التركية).

القمة كانت، بلا شك، فرصة ذهبية عرفت تركيا كيف تستغلها في فك عزلتها السياسية وبروزها مجددًا كلاعب سياسي أساسي إقليميًا ودوليًا، فضلًا عن نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطف الأنظار وكأن الجميع في حضرة "العصملي الجديد".

خلال القمة نجحت أنقرة بتوقيع سبع اتفاقيات تجارية ضخمة مع بكين بقيمة أربعين مليار دولار، من ضمنها اتفاقية تصدير الكرز التركي إلى الصين التي تستورد الكرز بتكلفة تبلغ 143 مليون دولار، ليغزو الكرز التركي (20% من الإنتاج العالمي) الأسواق الصينية بعد اكتساحه الأسواق الإيرانية. كما عقدت اتفاقًا مع اليابان لزيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى ثلاثة أضعاف، أي ما يقارب عشرة مليارات دولار.

ورغم تباين المواقف السياسية بين أنقرة وطهران خاصة في الملف السوري، فإن تركيا لم تفوت فرصة حضور إيران في منتدى اللاعبين الاقتصاديين العالميين لمناقشة سبل تطوير حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي من المنتظر أن يبلغ العام القادم نحو ثلاثين مليار دولار وفق ما أعلنه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيراني محمود واعظي.

يتوقع أن يبلغ حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا 30 مليار دولار في العام المقبل

وفيما تم الاتفاق مع الجانب الروسي على التحضير لاجتماع لمجلس التعاون التركي الروسي الشهر القادم فإن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية قبل نهاية العام الحالي بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين تركيا والمملكة.

الاتحاد الأوروبي أعلن، بدوره، دعمه التام لمشروع "السيل التركي" ومشاريع نقل الطاقة الأخرى لتكون تركيا قاعدة أساسية لإمداد القارة الأوروبية بالغاز الطبيعي. أرقام ومعطيات تعكس نتائج فورية لمفاوضات اقتصادية مدروسة من الجانب التركي جعلت من قمة العشرين بمثابة الصفقة الرابحة التي لا يمكن تفويتها، حيث أنفقت أنقرة نحو ثلاثة وثلاثين مليون يورو (مائة مليون ليرة تركية) استعدادًا لاحتضان القمة لتجني عائدات بلغت 215 مليار دولار (على المدى البعيد) خلال أقل من يومين.

القمة شكلت أيضًا دعاية مجانية لمدينة أنطاليا السياحية وفنادقها، ولو صرفت الحكومة التركية ملايين الليرات لما حققت مثل هذه الدعاية، ويمكن أن يضاف إلى هذا المكسب الكبير عائدات القمة على المدينة، والتي يتوقع أن تصل إلى مائتي مليون يورو، وفق رئيس بلدية أنطاليا مندريس توريل.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في تصريحات صحفية أن هدف القمة اقتصادي بالأساس، مشيرًا بالمقابل إلى أن قضايا الإرهاب واللاجئين فرضتا نفسيهما على قمة أنطاليا، والتي سبقتها سلسلة هجمات إرهابية في مصر ولبنان وفرنسا.

اقرأ/ي أيضًا:
اقتصاد لبنان.. ما ذنب اللجوء!؟
مقاهي "النضال" في تركيا.. حلاويلا يا حلاويلا!