سيكون المنتخب القطري على موعد وفرصة لمصالحة جمهوره، عندما يستقبل المنتخب السنغالي على استاد الثمامة ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية لمونديال فيفا قطر 2022.

لم يظهر المنتخب القطري بالمستوى المطلوب منه في المباراة الافتتاحية التي خسرها أمام الإكوادور بهدفين نظيفين، حيث فشل لاعبو العنابي في فرض أسلوبهم واستلام المبادرة، أمام منتخب قوي ومنظم نجح في اقتناص نقاط المباراة الثلاث، بعدما سجّل هدفين في الشوط الأول وأنهى المباراة عمليًا بشكل مبكر.

العنابي مطالب بإثبات جودته

من يعرف المنتخب القطري جيدًا، ومن تابعه في كأس آسيا الأخيرة التي أحرزها في العام 2019، وخلال مبارياته التحضيرية والودية، يدرك جيدًا أن الفريق يمتلك الكثير ليقدّمه، وأن الخسارة أمام الإكوادور كانت بسبب الضغط النفسي الكبير الذي واجهه اللاعبون، حيث كانت تلعب قطر أولى مبارياتها في كأس العالم، وعلى أرضها وبين جمهورها، بالإضافة إلى الهدف المبكّر الذي تلقاه الفريق، الذي زاد من الضغط الذهني على اللاعبين.

في المقابل، سقطت السنغال أمام هولندا بالنتيجة نفسها، في مباراة كانت متكافئة نوعًا ما، وكانت السنغال فيها قريبة من افتتاح التسجيل أكثر من مرة، لكنها افتقدت للمهاجم القناص القادر على إنهاء الكرات، وبدا واضحًا تأثير غياب نجمها ساديو ماني، بالإضافة إلى التألق الكبير لحارس هولندا أندرياس نوبرت الذي لعب أولى مبارياته الدولية، وهو أمر لا يحصل كثيرًا في نسخ كأس العالم.

مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

خسارة الفريقين في الجولة الافتتاحية، تعني أنهما سيدخلان المباراة وظهرهما للحائط، ولا بديل أمامهما عن الفوز في حال أرادا مواصلة القتال على إحدى بطاقتي المجموعة.

باستطاعة المنتخب القطري اليوم إثبات أن خسارة المباراة الأولى لم تكن إلا كبوة جواد، والمسؤولية كبيرة أمام لاعبيه لتقديم مباراة كبيرة تليق بسمعة الكرة القطرية ومستواها الذي تتطوّر بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد تحرّرهم من الضغط النفسي الذي رافق مباراة الافتتاح، مع العلم أن مدرب العنابي الإسباني فيلكس سانشيز كان قد أقرّ بتأثير العامل النفسي على لاعبيه، حيث قال بعد مباراة الإكوادور: " لن أقدم الأعذار، أهنئ الخصم على هذا الفوز، لدينا الكثير من الإمكانيات. لم نقدم أفضل ما لدينا، ربما بسبب التوتر لم تكن البداية جيدة لا بل كانت سيئة وتلقى مرمانا هدفين".

مباراة السنغال ضد هولندا أظهرت بعض الثغرات في نظام لعب أسود التيرانجا، وخاصةً في الشق الدفاعي، حيث أخطأ مدافعوها بالتمرير أكثر من مرة، فيما لم يتعامل حارسها ميندي بالشكل المناسب مع الهدفين الذين تلقاهما، كذلك تحوم الشكوك حول مشاركة نجم محور وسط السنغال شيخ كوناتي، وبالتالي فإن المعز علي وأكرم عفيف والباقين، مطالبين بالضغط على مدافعي السنغال، واستغلال غياباتهم المؤثرة، والإكثار من المحاولات على المرمى، وهو الأمر الذي لم يحصل في المباراة الأولى.

الجماهير القطرية متعطشة لرؤية الهدف القطري الأول في تاريخها المونديالي، ولما لا؟ تحقيق الفوز الأول وإحياء فرصها وآمالها القليلة في خطف إحدى بطاقتي المجموعة. الأمر كله معلّق بلاعبي قطر ومدربها فيلكس سانشيز.