1. قول

في مديح الثورة السلمية

25 يناير 2016
قمع المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير 2011 (أ.ف.ب)
محمد علاء الدينمحمد علاء الدين

مع مرور الذكرى الخامسة لثورة "25 يناير"، الانتصار الثاني للربيع العربي بعد انتصاره الأول في تونس، تقود فكرة الجماهير الشعبية الثائرة التي استطاعت بكل شجاعة وبسالة هزيمة قسوة وبشاعة الطغاة الذين اعتقدوا أن قواتهم الأمنية قادرة على مواجهة القوة الكامنة داخل الجماهير التي تعرضت لكافة صنوف الظلم، فالروح البطولية الثورية التي كانت تمتلكها الجماهير قررت القضاء على النظام الذي تسبب في إراقة الدماء.

الثورات ليست خاضعة لمواصفات معينة يجري الاتفاق عليها، والوضع الثوري ليس بالأمر الذي يمكن خلقه بصورة اصطناعية

رغم كل الظروف التي تمر بها الثورة المصرية من محاولة الثورة المضادة التنكيل بكل من شارك بها، وكبت نضال الشعب من أجل حقوقه المشروعة، ستظل هتافاتها وشعاراتها عالقة في ذاكرة الجميع، وبالتحديد شعار "سلمية.. سلمية"، الذي عبر عن جوهر ومضمون الثوار الذين اختاروا بإرادتهم النضال السلمي ضد كافة أشكال الاستبداد، وضد السلطات العميلة المفروضة عليهم.

يتحدث البعض أن الثورة انتهت ولا لقابلية استمراريتها، في محاولة لبث ثقافة الهزيمة، متغافلين ومتجاهلين أن الثورات ليست خاضعة لمواصفات معينة يجري الاتفاق عليها أو الإعداد لها، والوضع الثوري ليس بالأمر الذي يمكن خلقه بصورة اصطناعية.

ويحاول البعض أيضًا الاختباء في صفوف الثورة لتضليل الجماهير من خلال الحديث أن شعار السلمية والنضال السلمي مجرد نهج استسلامي لايصنع النصر النهائي! وإحدى أهم المهمات المناطة بالمناضلين المرتبطين بصالح الشعب والوطن مكافحة هذه الأحاديث وفضحها، والتنويه الدائم المستمر أن العسكرة تضعف حدة النضالات الشعبية وتمنع ملايين الجماهير من الهجوم على السلطة بالطريقة الوحيدة المناسبة وهي النضال السلمي، فاختيار العسكرة على حساب السلمية يخرج ملايين الجماهير من صفوف المعادلة الثورية، ويجعل الحراك الثوري الذى شارك فيه الملايين من الجماهير الشعبية مجرد تحركات لمجموعات من المسلحين الذين لن يستطيعوا الصمود أمام مئات الآلاف من قوات الأمن التى يملكها النظام، وتفقدهم أي تعاطف ودعم من عموم الشعب.

السلمية التي كانت خيار الثوار بالأمس يجب أن تكون خيارهم دائمًا

ولنا في تجربة الحزب الشيوعي النيبالي درس، فبعد عشر سنوات من تمسكه بالعسكرة واستخدام السلاح في معاركه ضد النظام الحاكم، أكد أن هذا الطريق لم يسفر عن النتائج المطلوبة، وأنه يبحث عن استراتيجية جديدة لاستكمال مسيرته النضالية.

وفي عام 2010، استطاع الحراك الشعبي السلمي بالإكوادور هزيمة الانقلاب العسكري الذي كان يريد الإطاحة بالرئيس الثوري رافئيل كوريا، فالمؤامرة الانقلابية التي نفذها رجال الشرطة مدعومين من قبل فريق من القوات الجوية لم تستطع الصمود أمام الحشود السلمية.

السلمية التي كانت خيار الثوار بالأمس يجب أن تكون خيارهم دائمًا، وليست السلمية هي أن يقتل الثوار والمتظاهرون فى صمت دون الدفاع عن أنفسهم، بل عليهم الحفاظ على أرواحهم والتسلح بقوة الحشود الشعبية الثورية، واستخدام الغضب الثوري المشروع.

اقرأ/ي أيضًا:

25 يناير الخامسة.. كي لا يكون الندم

في ذكرى يناير الخامسة.. نداء للاتحاد

كلمات مفتاحية
قصف طهران

إيران: بين صراع الهيمنة وتداعيات الوعي الإقليمي

هل اتخذ قرار إسقاط النظام الإيراني فعليًا، أم أن ما يجري لا يعدو كونه ورقة ضغط لإجباره على تقديم تنازلات؟ سؤال يتردد دون أن يجد إجابة حاسمة، منذ الضربة الإسرائيلية فجر يوم الجمعة، 13 حزيران/يونيو.

انتفاضة لبنان 2019

مرايا الانتماء الجريح.. زمن الهوية المتشظية

كيف ننتمي إلى مكانٍ يرفض أن يشبهنا؟" سؤالٌ يطاردنا، أنساه فيعود من جديد ليفرض حضوره القلق في ظلّ أنظمةٍ لا تتوانى عن طحن أحلام شعوبها وتشويهِ معنى الانتماء

مخيم اليرموك

المخيم الذي فينا: سردية اللاجئ بين الذاكرة والمنفى

حين شُيّدت الخيام الأولى في عتمة التهجير، لم يكن أحد يظن أن القماش سيصير إسمنتًا، وأن المؤقت سيفرد ظله الثقيل على أكثر من سبعين عامًا من النفي المستمر

ترامب
سياق متصل

ترامب بعد قصف منشآت إيران النووية: "سلام أميركي" أو تصعيد أكبر؟

عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤتمرًا صحفيًا في البيت الأبيض، كشف فيه تفاصيل الضربة الجوية وأهدافها، متوعدًا إيران بردود أشد إن لم تذعن لشروط "السلام الأميركي"

ترامب/غيتي
سياق متصل

مرحلة جديدة من التصعيد.. ترامب يعلن قصف منشآت نووية إيرانية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الجيش الأميركي نفذ فجر الأحد، هجمات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفها

دونالد ترامب
سياق متصل

حلقة ترامب الضيقة.. انقسام بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران

لجأ ترامب إلى مجموعة صغيرة من المساعدين، أقل شهرة لكن أكثر خبرة، تضم نائب الرئيس جي دي فانس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، وقائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا

محمود خليل
حقوق وحريات

محمود خليل حرًّا: رمزية الانتصار في معركة حرية التعبير بالولايات المتحدة

بعد أكثر من 100 يوم قضاها في الاحتجاز، أُفرج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل، أحد أبرز وجوه الحراك الطلابي المؤيد لفلسطين في جامعة كولومبيا، في خطوة شكّلت منعطفًا في قضية باتت تُجسّد حجم الضغوط السياسية على حرية التعبير داخل الحرم الجامعي الأميركي