14-سبتمبر-2015

معرض للسيارات القديمة في ميدان الشهداء بطرابلس(ألترا صوت)

يجذب معرض السيارات القديمة، الذي يقام هذه الأيام تحت شعار "ليبيا نحو السلام"، زوار ميدان الشهداء، وسط العاصمة الليبية طرابلس. وتتميز هذه السيارات بألوانها المختلفة وشكلها العتيق، وهي تحظى برواج خلال السنوات الأخيرة، ويتم عرضها كل مرة في إطار احتفالي بعيدًا عن التوتر الأمني والاشتباكات التي تشهدها معظم مدن ليبيا.

في هذا الإطار، يقول صلاح عبد الرحمن بن عثمان، رئيس مجلس إدارة نادي طرابلس للسيارات الكلاسيكية، لـ"الترا صوت": "الهدف من إقامة معرض السيارات إضفاء قدر من البهجة لدى أهالي طرابلس خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد". ويضيف: "شعار المعرض دعوة للسلام، وهذا ما نتمناه لوطننا، وفيه دعوة للوحدة وأظن أننا حققنا قدرًا من أهدافنا إذ يقبل الناس بشغف لمشاهدة السيارات القديمة، وأخذ صور معها والتنزه قليلًا في وسط العاصمة".

يشترك الحاضرون في ميدان الشهداء بطرابلس في رغبتهم الترويح عن النفس خاصة مع تواصل انقطاع الكهرباء والرطوبة ودرجات الحرارة المرتفعة. ويقام معرض السيارات القديمة في قلب العاصمة الليبية، في وقت تحاول فيه هذه المدينة لملمة جراحها بعد عنف واشتباكات وتوتر أمني في أحيائها وشوارعها.

ورغم تواصل الصراع السياسي والعسكري داخل البلد، من خلال الانقسام إلى حكومتين وبرلمانين وتنامي قوة جماعات متطرفة مسلحة إلا أن أهل طرابلس يسعون بعيدًا عن السياسة إلى "النهوض بحياتهم اليومية وتجديد الأمل فيها"، هكذا يقولون.

معرض السيارات القديمة في قلب طرابلس هو دعوة للسلام وللترويح عن النفس بعيدًا عن ضغط الحرب المستعرة

وهواية اقتناء السيارات القديمة ليست متاحة لكل الناس، إذ لهذه السيارات سعر باهظ كما أنها تحتاج اهتمامًا خاصًا من أصحابها وتوفير قطع غيار لم تعد موجودة بكثرة في الأسواق. في سياق متصل، يتحدث محمد عثمان الشريف، عضو بنادي طرابلس للسيارات الكلاسيكية وهو يملك سيارات قديمة ومن المولعين بها، لـ"الترا صوت": " أشتري قطع غيار سيارتي القديمة من خارج ليبيا، أخصص لذلك جهدًا ومالًا ويسعدني أن يساهم هذا المعرض في الترفيه عن الليبين ولو قليلًا".

ويشاطره أحمد عبد الستار، وهو من زوار المعرض، الرأي ويضيف: "جئت لالتقاط صور مع هذه السيارات الجميلة وللترويح عن النفس، كل ما أتمناه هو السلام للحبيبة ليبيا". أما مريم محمد، وقد جاءت رفقة أطفالها الصغار، فتعلق: "الأطفال سعداء وسط هذا المشهد المشحون غمًا، وهذا ما يهمني وأنا سعيدة أيضًا برسالة المعرض ودعوته للسلام وأتمنى أن يصل ذلك إلى العالم".

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس استقرارًا أمنيًا جزئيًا، هذه الأيام، وهو ما ساهم في أن تكون ملاذًا للنازحين الفارين من الاشتباكات في الشرق والجنوب إلا أنها لا تخلو هي الأخرى من خروقات أمنية لا تزال تقلق أهلها من حين إلى آخر.