يصادف اليوم، الأول من كانون الأول/ديسمبر، اليوم العالمي للإيدز، للتوعية من مخاطره وطرق انتقاله. وإن كان الإيدز ليس بمرض وبائي أو واسع الانتشار في لبنان، إلا أن ذلك لا ينفي وجود عدد من المتعايشين مع المرض.

رصد البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في لبنان، في إحصائه الأخير نهاية 2018، حوالي 2570 حالة مصابة بالإيدز

وفي الإحصاء الأخير للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في لبنان، الصادر نهاية 2018، رُصدت حوالي 2570 حالة مصابة بالإيدز، مبلغ عنها، والنسبة الأكبر للرجال في المرحلة العمرية ما بين 15 و29 سنة.

وبحسب البرنامج الوطني أيضًا، فقط سجلت فيما مضى من العام الجاري، 204 حالة جديدة مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

يتعامل البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز مع حوالي 70% من الحالات المذكورة بالعلاج والمتابعة، فضلًا عن تأمينه التمويل لجمعيات ومؤسسات تعمل على حملات لمكافحة المرض والتوعية بشأنه.

اقرأ/ي أيضًا: أعراض مرض الإيدز الأولية

"لا داعي لدق ناقوس الخطر".. ولكن

لا يبدو أن ثمة ما يدعو حتى الآن لدق ناقوص الخطر بشأن مرض الإيدز في لبنان، فهو كما يقول برنامج مكافحة الإيدز "قابل للاحتواء"، غير أن ما يؤكد عليه البرنامج والمؤسسات المعنية، هو ضرورة الاستمرار في التوعية بشأن السلوكيات التي قد تزيد من نسبة المرض.

وتختلف طرق انتشار مرض الإيدز. وتحدد البيئة هذا الاختلاف، بما يرجح طريقة على أخرى بحسب كل منطقة، ففي أفريقيا مثلًا يكثر انتشار المرض من الأم لرضيعها، وفي غيرها من المناطق يلعب تعاطي المخدرات الدور الأبرز.

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فمن بين 38 مليون مصاب بالإيدز حول العالم، ثمة 22 ألفًا في المغرب و13 ألفًا في الجزائر و11 ألفًا في مصر و10 آلاف في اليمن وتسعة آلاف في السعودية.

بروتوكول العلاج في لبنان

حين يشعر أحدهم بضرورة إجراء الكشف عن الإيدز، فإنه يذهب لإحدى الجمعيات المختصة، ليتم إجراء الفحص الطبي له. وفي حال تبين أن الفحص إيجابي، بمعنى أنه مصاب، يُبلغ البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بالحالة، لتخضع مرة أخرى لفحص تأكيدي، ومن ثم تجرى فحوصات دورية كل ستة أشهر، لمتابعة حالة المتعايش مع المرض ومدى انتشار الفيروس في جسده.

ويكفل القانون لكل من اكتشف إصابته بالإيدز في لبنان تلقي العلاج مجانًا، بما في ذلك المتابعة الدورية لحالته. ويشمل ذلك كافة الجنسيات، بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية.

وتقدم الخدمات إما بصورة مباشرة في مراكز البرنامج الوطني والجمعيات العاملة على مكافحة الإيدز، أو عبر موظفين اجتماعيين يقصدون أماكن تواجد المصابين بالمرض.

الإيدز في لبنان
حملة في الشارع بلبنان للتوعية بضرورة الكشف عن الإيدز

كما أن هناك جمعيات معنية بحملات التوعية والإرشاد، مثل جمعية العناية الصحية. تقول نادية بدران، مديرة الجمعية، لـ"الترا صوت": "تقدم الجمعية خدمات التوعية والوقاية وتلبية الاحتياجات الصحية للأشخاص من جهة تأمين الدواء وإرشادهم لكيفية التعايش مع المرض، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات لاكتشاف المرض".

وبحسب نادية بدران، تركز الجمعية في حملاتها التوعوية على الشركاء الجنسيين، لكون الممارسات الجنسية من أكثر طرق انتشار الإيدز.

اجتماعيًا

بالإضافة للمعاناة الصحية، يواجه مرضى الإيدز أحكام المجتمع التنميطية تجاه المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة. وعلى ذلك تخصص جمعيات جهودها للتوعية بشأن المرض وما يعنيه، إذ يشوب كثير من نظرة المجتمع للمرض والمرضى، نقص في معرفة طبيعته.

وفي سبيل التعامل مع هذه النظرة، تحرص الجمعيات والمؤسسات المعنية بمكافحة الإيدز والتوعية بشأنه، على خصوصية المصابين به، لذا فإن التواصل فيما بينها للتعريف عن الأشخاص الذين اكتشف لديهم الفيروس، يكون من خلال شيفرة كودية.

بالإضافة للمعاناة الصحية، يواجه مرضى الإيدز أحكام المجتمع التنميطية تجاه المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب

تحدث "الترا صوت" إلى عدد من المصابين بالإيدز في لبنان، ومنهم عاملون في جمعيات معنية بمكافحته والتوعية بشأنه؛ بغرض الاطلاع على واقع المرض في البلاد، وقد رفضوا الإفصاح عن هوياتهم بسبب "نظرة المجتمع".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الصحة في لبنان.. أوبئة الفساد والطبابة الغائبة

السوريون العاملون في "الصحة" بلبنان.. حصار مركب!