04-ديسمبر-2018

جابر العظمة/ سوريا

وجيزًا أيها الألم 
تجيء صباحًا وعند الظُهر تغيب
خاثرًا في القلب 
باقيًا للأبد
تجليك الدموع؛ فتومض 
يقطعك الوقت كمسافة أو كوعد
فتكبر
لكنك
تظل وجيزًا 
محيرًا وباسلًا كسياط الوحيد
في وجه الضواري
بك كل يوم أذهب 
لولادة كبرى 
ولا أعود 
من يُرجعني للبيت؟!
للأٌنس والضجر الذي آلف 
فعجيني خامر هناك
ورغيفي على حجر

محمّى
ينضج جوعي وخبزي معًا
وأحار 
من آكل أولًا
أنا الجوعى 
وأنا المتروكة

على الطرقات
حافية أقف

على رضفٍ
تمر من قربي الكائنات
ولا تلتفت
لكن أحداً لن يقلع رغيفًا يابسًا 
إلا للطير أو للتهلكة 
قدماي تحترقان 
وكل حجج الكون لن تقنعني
أن غباري 
ليس طحين 
وأن شروخي 
ليست سنبلة!

*

علمني الخوف كل شيء 
آداء واجباتي 
علو الصوت
قلة الكلام،
وكثرته!
تخزين المؤن
ترقيع الثياب
قوة الجسد
الحذر من الطرقات،
والغرباء...

بينما لم يعلمني الحب إلا
كيف أنجب طفلًا وأنا خائفة،
ثم أتحدث بطريقة رقراقة 
عن كل ما سبق.

*

 

لا أقصد الموت
عندما أتحدث عن غياب طويل
يكبر كحكمة 
عن جحيم الكثرة.

في وقت كهذا
قبل أعوام
كنت أجلس وحيدة
أفكر بالآخرين
الذين ليسوا كذلك
وأقول
لا بأس في التجربة أيا تكن
حتى صرت أتعثر كلما مشيت
وأتلعثم كلما تكلمت
ثم 
بلا صوت 
أصرخ
من أين تجيء حاجتنا للكتابة!

إنها رغبتنا الموحشة 
بمزيد من الأصدقاء
الذين يجعلوننا 
نعيد النظر
بفكرتنا النادمة
عن الوحدة.

*

 

بالأُنس الذي تبعث عليه الوعود؛
قطعتها 
مُعلّقة من وعودي
يحار المارق بأمر جثة تتدلى
من سقف لا يُفسر
يُقسِمون مرارًا أن صوتًا 
يجيء من الأعالي
كغناء القبرات
كالرجاء 
أو الصلاة 
يطلق الوعود وهو يرتجف:
سأطوي لك الأنهار برسالة
سأشيّد من احتفالك ساحات
ومن احتجاجك سأخلق 
بيادق 
فلا تبالِ
ولما تتقطع بك السبل التي تسلك
سأعدّ نفسي للقياك
كما حدث ذلك في البدء 
بالحماسة التي لا تُطمئِن
وبالشغف الذي لا ينطفئ.

*

 

أشير إليك
وأقصد
قلقي 
قلبك كوة في صدري
يقصدها الجميع
الأحبة
والأعداء 
أحدهما يحلم بالوقوع
والآخر يظنها النهاية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كواليس مراسم دفني

فراغ في قوقعة