فرانك أوهارا (1926 - 1966)‏ شاعر وكاتب أمريكي، توفي في حادث مرور. عُرف أوهارا بحبّه الكبير للحياة الاجتماعية وبصداقاته الواسعة. كما عُرف بعاطفته ودفئه. وعلى الرغم من أن الحياة لم تمهله كثيرًا لكنه عُرف من خلال نشاطه الكبير في أوساط شعراء جيله. عمل في متحف الفن الحديث في نيويورك، ومن أعماله "قصائد الغداء".


لستُ رسّامًا، شاعرٌ أنا.

لماذا؟ أظنّني آثرُ كَوني

رسامًا، لكنني لست كذلك. حسنًا،

أضربُ مثلًا: يشرع مايك غولدبرغ في الرسم. أتطفّل عليه.

"اجلِس واشرَب كأسًا" يقول. أشربُ، نشرب. أرفع بصري. "فيها أسماك السردين".

"نعم. كانت ثمة حاجة لشيءٍ ما فيها".

"أوه". أغادر وتمضي الأيام وأتطفّل من جديد. اللوحة قيد الإنجاز، أغادر، وتمضي الأيام. أتطفّل عليه. اكتملت اللوحة. "أينها أسماكُ السردين؟"

كلّ ما تبقّى مجرد حروف، "كان ذلك كثيرًا" يقول مايك.

أمّا أنا؟ يومًا، فكّرت في لونٍ ما: البرتقاليّ. دوّنتُ سطرًا

عن البرتقاليّ. سرعان ما تحوّل إلى صفحة كاملة، من كلمات، لا سطور.

ثمّ صفحة أخرى. يجب أن يكون هناك الكثير من الكلمات، وليس البرتقالي، حول فظاعة البرتقاليّ والحياة. تمضي الأيام.

حتى في النّثر، أنا شاعر حقيقيّ. قصيدتي

اكتملت ولم أذكر البرتقالي بعد. ثماني عشرة قصيدةً، أسميتُها البرتقاليّات. وفي يومٍ، ألمحُ في صالة عرضٍ،

لوحة مايك، واسمها أسماك السردين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آي: من امرأةٍ إلى رجل

قصيدتان من أمريكا