20-أغسطس-2016

هيلارى كلينتون ودونالد ترامب المرشحان للرئاسة الأمريكية برسم كاريكاتيرى

يمكن لمرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، أن ينعي حملته رسميًا الآن، نجح هو بالبروز كمرشحٍ بعد أن برز كشخصية تلفزيونيةٍ في السّابق، ونجحت دوائر القرار الفعلي في أمريكا باستخدامه كخصم لهيلاري في العلن، بينما هي ترفع حظوظها بالفوز سرًا.

تشكّل الفضائح جزءًا لا يتجزّأ من تاريخ هيلاري كلينتون السياسي، من فضيحة زوجها بيل وعشيقته، ووصولًا إلى رسائلها البريدية المسرّبة، والتي يظهر فيها الدور الذي لعبته كلينتون في دعم الجماعات الراديكالية وركوب ثورات الشّعوب، إضافةً إلى العبث بالوحدة الليبية والسورية، وما تلا ذلك من مآسٍ لحقت بشعوب المنطقة.

الرّأي العام الأمريكي، أو أغلبية النّاخبين، لا تحدّد خياراتها بناءً على الدّور الأمريكي في العالم، بل تبعًا لمعايير أمريكية داخليةٍ خالصة، أي أن دور كلينتون في خراب الشّرق الأوسط ليس عاملًا أساسيًا في إفشال حملتها بل ثانوي، الأمريكيون جلّ اهتمامهم ينحصر بالملفات الصّحية والاقتصادية ومكافحة البطالة والرّكود.

اقرأ/ي أيضًا: ميلانيا ترامب.. الجسد العاري للسياسة الأمريكية

الرّسالة الإلكترونية الوحيدة التي قد تهزّ الرّأي العام الأمريكي هي سوء تقدير كلينتون للحالة الأمنية في محيط السّفارة الليبية، ومقتل السّفير حينها مع طاقم الحماية، لكنها تفادت هذه الهفوة، ونجحت في تخطيها لا بفعل ذكائها، بل بسبب غباء ترامب، الذي، وبدل التّركيز على دور هيلاري في هدر الدّماء، صوّب هجومه على خضر خان، المسلم والد الجندي الأمريكي، والذي ظهر في مؤتمر الحزب الديمقراطي، فخسر بطاقةً كان يمكن له أن يستفيد منها مستقبلًا، وهي بطاقة العبث بالأمن القومي واستسهال المهام الخارجية، في حين أن كلينتون سجّلت نقطتين بارزتين، الأولى بإظهاره مجددًا كعنصري معادٍ للإسلام، بعد أن حاول تجميل هذه الصّورة، وخسر بذلك أصوات المسلمين، والثّانية كمستهتر يدعو روسيا، ألد أعداء أمريكا، للولوج لشبكة الإنترنت الأمريكية وسرقة معلومات أمنية مهمة ومن ثمّ تسريبها.

الرّسالة الإلكترونية الوحيدة التي قد تهزّ الرّأي العام الأمريكي هي سوء تقدير كلينتون للحالة الأمنية في محيط السّفارة الليبية، ومقتل السّفير حينها مع طاقم الحماية، لكنها تفادت هذه الهفوة

مؤيدو ترامب بمعظمهم من غير المتعلمين، والمتمسكين بأمريكيتهم، أي "الأمريكيون الفخورون"، اعتماد ترامب على هؤلاء لن يكفيه في حسم السباق الرّئاسي، داخليًا، يُصنف كعنصري كاره للمسلمين وداكني البشرة واللاتينيين، النجمة التي حملت اسمه في هوليوود أحيطت بجدران خشبيةٍ كفعل تهكّمٍ على الرجل، خارجيًا، يحابي الرّوس ويعادي الحلفاء التاريخيين لأمريكا، ويتصرف بطريقةٍ غير مسؤولة تجعل من يفكّر في تسليمه أزرار الصّواريخ النّووية، يفكّر مرّتين.

19% من أبرز شخصيات الحزب الجمهوري يطالبون بإعادة النظر في ترشيح ترامب، تراجعت نسب التّأييد له، كل ذلك حصل في ظرف أسبوعين، انتهت الرحلة بالنّسبة له، كأن من شجّعه على التّرشح، استخدمه للقضاء على أي منافسٍ جدّي وفتح الطّريق أمام كلينتون لتكمل الأجندة ذاتها التي سار بها أوباما، في الملفات الخارجية كالملف الإيراني، السوري، الشمال أفريقي والأوروبي، طبعًا والأهم، في العلاقة مع روسيا، روسيا التي تقرّب ترامب من رئيسها.

في الظّاهر، سيحتفل العالم بفوز كلينتون وهزيمة العنصري ترامب، لكن بالواقع، سيخسر العالم بفوز المرشحين، كلينتون ستستمر بسياسة استغلال الموارد الاقتصادية لدول العالم الثالث خدمةً لأمريكا وستحافظ على الدور العسكري، بينما ترامب كان ليزيد الوضع سوءًا ويذكّي الحروب، فاز ترامب أم هيلاري، الأمر سيّان، والارتباط بالشّأن الأمريكي لن يجر سوى الخيبة.

اقرأ/ي أيضًا:
حسن نصر الله يستشهد بأقوال دونالد ترامب!
أزمة الجمهوريين التي لا تتعلق بدونالد ترامب