05-يونيو-2022
الدفاع عن النبي محمد

شهدت العديد من العواصم تحركات احتجاجية ضد التصريحات المسيئة للنبي الكريم (Getty)

اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية بمشاعر الغضب، بسبب تغريدة على موقع تويتر للناطق باسم الحزب الحاكم في الهند، الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، سخر عبرها من زواج النبي محمد من السيد عائشة قبل أن تبلغ سن العاشرة. تعليق نافين كومار جيندال اعتُبر في نظر جمهور واسع من المتابعين والمغردين إهانة للإسلام والمسلمين، ومسًّا بمعتقداتهم ورموزهم، خاصةً وأنها تأتي في نظرهم، ضمن سلسلة طويلة من إساءات عمد رئيس الوزراء الهندي وأعضاء في حزبه على إطلاقها، ما يساهم في تعزيز خطاب الإسلاموفوبيا والحرب الشعبوية على المسلمين في الهند.

اقرأ هنا: الحرب الشعبويّة على المسلمين في الهند

تصريحات المسؤول الحزبي الهندي لاقت ردود فعل شاجبة رسمية وشعبية، أبرزها كان موقف وزارة الخارجية القطرية، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الوزارة ماجد بن محمد الأنصاري، أن الوزارة قامت باستدعاء سفير الهند في قطر، وسلّمته مذكرة رسمية تشير إلى رفض قطر القاطع لـ " تصريحات  مسؤول في الحزب الحاكم في الهند ضد الرسول صلى الله عليه وسلم ".

ونقلت وكالة الأنباء القطرية، عن الأنصاري  الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء، تأكيده أن دولة قطر تطالب الدولة الهندية بالمسارعة لإدانة هذه التصريحات، والاعتذار عنها علنًا لكافة المسلمين في العالم.

 بدوره شنّ مفتي عمان أحمد بن حمد الخليلي هجومًا لاذعًا على الناطق باسم الحزب الحاكم في الهند، ووصف تغريدته بـ "  الاجتراء الوقح البذيء على رسول الإسلام وعلى زوجته الطاهرة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها "، وبأنها "  حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة".

فور انتشار التغريدة المسيئة للرسول، أعلنت الهيئة العامة لنصرة الرسول عبر صفحتها على تويتر، إطلاق حملة للدفاع عن نبي المسلمين، من خلال وسم #إلا_رسول_الله_يا_مودي، الذي انتشر بشكل واسع خلال الأيام الأخيرة، وحقق الأرقام الأولى في عدة بلدان عربية وإسلامية مثل مصر، الهند وباكستان.

في أبرز التعليقات أعلن نجم الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة تضامنه مع نبي الإسلام من خلال تغريدة على حسابه أكد من خلالها ضرورة نصرة رسول الله بالقول والفعل.

وأشار الكاتب والداعية الإسلامي جهاد حلّس إلى أن الحزب الحاكم في الهند قام بطرد الناطق باسمه بسبب تغريدته المسيئة، بعد أن أثار موجة غضب إسلامية عالمية.

 ونشر أحد المغرّدين من باكستان صورة لرئيس الحكومة الهندي مودي، وكتب معلّقًا : "لقد قتل آلاف الأشخاص في كشمير، لقد قتل آلاف المسلمين في الهند، لقد اعتاد الإساءة للإسلام والرسول".

واعتبرت مغردة أخرى من باكستان أن الحزب الحاكم في الهند إرهابي ويجب حظره، فهؤلاء الحمقى لا يعرفون الأخلاق ولا يحترمون الأديان.

حملات اضطهاد المسلمين واستخدام حملات الكراهية ضدهم ليست جديدة في الهند، لكنها اتخذت شكلًا مختلفًا مع وصول حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف إلى الحكم في العام 2014،وزادت وتيرة الاضطهاد  بالكم والنوع مع نجاح الحزب في الفوز بولاية ثانية في آذار\ مارس الماضي، بعدما قامت حملته الانتخابية على الدعوات لمقاطعة بضائع المسلمين وعدم التعامل معهم وصولًا إلى قتلهم بشكل جماعي، وبلغت هذه الإساءات ذروتها خلال شهر رمضان الماضي، الذي تزامن مع احتفال الهندوس بمهرجان رام نافامي، حيث هاجم متطرفون هندوس يحملون السيوف أكثر من عشر مدن مسلمة، وأهانوا المقدسات ودنسوا حرمات المساجد ودعوا علنًا إلى إبادة المسلمين واغتصاب نسائهم.

يذكر أن عدد المسلمين في الهند يقارب 200 مليون نسمة ويشكلون حوالي 15% من إجمالي السكان، فيما يمثّل الهندوس 80%، كما تعدّ الهند تعد ثالث أكبر تجمع للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان.

حزب بهاراتيا جاناتا علق عمل المتحدث باسمه

وبحسب وسائل إعلام محلية في الهند فإن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم قد قرر تعليق عمل المتحدث باسمه بعد تعليقات مسيئة للنبي الكريم والاجتراء "الوقح" عليه بحسب وصف مفتي سلطنة عمان. وما تزال تتوالى ردود الفعل العربية الشعبية على تلك الإساءات، حيث انطلقت دعوات لمقاطعة البضائع والمنتجات الهندية، احتجاجًا على استهداف المواطنين المسلمين في الهند واضطهادهم، والمطالبة بوقف حملات الإساءة للدين الإسلامي ورموزه.