29-مارس-2024
كتاب الأب الغني والأب الفقير

كتاب الأب الغني والأب الفقير من تأليف الكاتب الأمريكي روبرت كيوساكي

لا ريب أن تحقيق ثروة مالية ضخمة أحد الأحلام التي تراودنا جميعًا، حيث لا يختلف اثنان منا على أن للمال نفوذًا لا يمكن إغفاله، ولا ريب كذلك بأن جني المال حلم الطامعين بحياة أكثر سعادة وأقل بؤسًا، وبغض النظر عن اختلاف آرائنا حول صحة ما سبق يبقى للمال سطوة كبيرة على النفس، ولكن من هو المعني الحقيقي لجني هذا المال؟ وما هي المواصفات التي علينا التحلي بها؟ وهل يمكن لأي أحد جني ثروة ضخمة؟ وما علاقة التربية الأصيلة في أسرتنا الصغيرة بمستقبلنا المالي واستقلالنا المادي؟ وما هو يا ترى الذي يعلمه الأغنياء لأطفالهم عن المال ولا يعلمه الفقراء والطبقة الوسطى؟ لنرى معًا كيف سيجيبنا عن هذه الأسئلة كتاب الأب الغني والأب الفقير.

 

 تعريف بكتاب الأب الغني والأب الفقير

كتاب الأب الغني والأب الفقير هو كتاب من تأليف الكاتب الأمريكي روبرت كيوساكي بالاشتراك مع شارون إل.ليتشر. يدور موضوعه حول التأكيد على أهمية الاستقلال المالي وبناء الثروة من خلال شرح العديد من الطرق التي تمكن المرء من فعل ذلك، كالاستثمار وامتلاك الأصول والاستثمار بها، والبدء في مشروع تجاري بالإضافة إلى كيفية تنمية الذكاء المالي لتحسين الأداء المالي والتجاري. يقوم الكتاب على قصص حقيقية دارت أحداثها على مرأى من الكاتب منذ صغره، ويعتبر أحد أكثر الكتب انتشارًا ورواجًا في العالم منذ أكثر من 20 عامًا، وترجم إلى العديد من اللغات ومنها اللغة العربية.

 

تعريف بكاتب الأب الغني والأب الفقير

هو روبرت كيوساكي، أحد أشهر رجال الأعمال الأمريكيين من مواليد عام 1947م، خبير مختص في مجال التنمية البشرية، له أكثر من مؤلف فيما يخص الاستثمار وكيفية تحقيق الثروات المالية والاستقلال المادي بعيدًا عن العمل الوظيفي الروتيني الذي يجعل من الشخص مجرد آلة تنفذ ما يطلب منها دون تحقيق إنجاز حقيقي يذكر على صعيدها الشخصي، مؤلفاته هي:

  • الأب الغني والأب الفقير
  • دليل الاستثمار للأب الغني
  • النموذج الرباعي للتدفقات النقدية
  • لماذا يزداد الأثرياء ثراءً
  • الأعمال في القرن الحادي والعشرين

 

ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير

يقع الكتاب في 10 فصول مدرجة تحت قسمين هما:

  • أشياء نحن في احتياج إليها، ويحتوي على أول 7 فصول ويقسمها الكاتب على شكل دروس، وهي:
  1. قصة الأب الثري والأب الفقير
  2. الأثرياء لا يعملون لجني المال
  3. لماذا يتم تدريس الثقافة المالية؟
  4. فكر في عملك الخاص
  5. تاريخ الضرائب ونفوذ الشركات
  6. الثري يبتكر طرق الحصول على المال
  7. ليكن عملك بهدف التعلم لا جمع المال
  • القسم الثاني: بدايات، وهو يضم الـ3 فصول المتبقية وهي:
  1. التغلب على المعوقات
  2. البداية
  3. أما زلت تحتاج المزيد؟
  4. خاتمة "كيف تسدد نفقات التعليم الجامعي لولدك في سبعة آلاف دولار فقط؟" 

كتاب الأب الغني والأب الفقير من أكثر الكتب انتشارًا في العالم منذ أكثر من 20 عامًا، وترجم إلى العديد من اللغات 

  • الدرس الأول

" الفقراء يعملون لجني المال، الأغنياء يُعملون المال لأجلهم"

يبدأ الكتاب بسرد القصة التي مر بها الكاتب نفسه بين أبيه الفقير" الوالد البيولوجي" وأبيه الغني" والد صديقه الذي تبنى تعليمه حول كيفية جني المال واستثماره"، حيث كان روبرت ينتمي لأسرة متوسطة الحال تعمل لأجل قوتها ككل العائلات غالبًا، وكان يسعى إلى امتلاك ثروة بطريقة ما، خاض بعض التجارب التي أوصلته في النهاية إلى والد صديقه الذي قدم له العون من خلال تعليمه بالتجربة العملية أهمية التفكير وإعمال العقل في سبيل ابتكار مشروع خاص يدر عليه ربحًا دون الحاجة إلى العمل.

وهكذا كان أول مشروع مشترك بينه وبين صديقه مايك عندما قاموا بجمع مجموعة كتب ومجلات خاصة بالأطفال وأنشأوا مكتبة صغيرة عند سلم بنايتهم وعرضوا على الأطفال القراءة لمدة ساعة مقابل 10 سنتات فقط، واستعانوا بأحد أخواتهم لتكون أمينة على المكتبة خلال غيابهم مقابل 1 دولار شهريًا وكانت المفاجأة بجنيهم 9 دولارات شهريًا، مما يعني نجاح مشروعهم.

  • الدرس الثاني

" الأغنياء يشترون الأصول، والفقراء يشترون الالتزامات"

يبدأ الكاتب بمناقشة أمر غاية في الأهمية وهو حقيقة واحد من القناعات المتأصلة لدى العديد من الناس، وتتلخص بأن الفقراء غالبًا ما ينظرون إلى العقارات والسيارات والأملاك عامة على أنها أصول وفي امتلاكها اكتفاء إلى حد ما، بينما يفكر الأغنياء بأن الأصول التي تستحق الامتلاك هي تلك التي تدر عليهم مالًا لا التي ينفقون أموالهم عليها؛ ببساطة ريادة الأعمال هي الهدف.

  • الدرس الثالث

 "ركز في عملك الخاص"

بعد ذلك يناقش الكتاب فكرة الحصول على المشروع والعمل الخاص إلى جانب مهنته فهناك فرق كبير بين المهنة والعمل الخاص؛ فالمهنة هي المهارات التي تتعلمها وتمارسها لتتمكن من أداء مهمة معينة يمكنك تحصيل المال من خلالها، أما العمل الخاص فهو ما تفعله بناء على رغبتك الخاصة وهباتك الذاتية، وهو مفتاحك نحو الثراء.

  • الدرس الرابع

 "تعلم الإدارة المالية لا يقل أهمية عن الدراسة الأكاديمية"

ثم يتناول الكاتب أهمية امتلاك أفق واسع عن كيفية إدارة المال ويشير إلى أن هذا الفكر هو أهم ما يمتلكه الأثرياء من أجل الحفاظ على ثرواتهم وزيادتها، حيث إن فهم قانون الضرائب مثلًا سيخلق للأغنياء فرصة للتعامل السليم معه للسعي نحو اقتطاع أقل مما لا يسبب الكثير من الخسارة لهم بينما الخاسر الحقيقي هو الموظف محدود الدخل أو متوسطه وهو الذي يعاني من اقتطاع الضرائب المتزايدة من مرتبه الثابت!!

  • الدرس الخامس

 "الغني يصنع الفرصة، والفقير ينتظرها"

يتابع الكاتب إظهار الفرق الجوهري بين الغني والفقير وطريقة تفكيرهما، حيث يعمل الغني عقله في سبيل الحصول على المال بينما يركن الفقير إلى انتظار الفرص وزيادة الراتب للحصول على مال أكثر، حيث يؤكد هنا على أن ارتباط الموظف بشركة معينة هو أمر لا أمان وظيفي فيه، بينما الأمان الحقيقي يكون في حالة التفكير الصائب في سبيل تحصيل المال.

  • الدرس السادس

 "أعملْ لأتعلم .. "

ثم يشير الكاتب إلى أن أهمية العمل في التجارة لا تكمن في جمع المال فحسب بل في تعلم كيفية الحصول عليه؛ بمعنى أنه لن يستطيع شخص تسويق نفسه ومشروعه مثلًا إذا استخف بأي شأن من شؤون التسويق لهذا المشروع، ويؤكد على أن تعلم ما هو خارج مجال الاختصاص لا يعني بالضرورة التشتت والضياع وإنما هو أمر يمكن صاحبه من الوصول الأقوى لما يطمح.

بعد ذلك يشرع الكاتب بإيضاح المعوقات التي قد تتسلل إلى الإنسان أثناء رحلة ثرائه هذه وقد أجملها في 5 نقاط هي:

  1. الخوف
  2. حس السخرية
  3. الكسل
  4. العادات السيئة
  5. التكبر

وكل واحدة من هذه النقاط تسبب تقهقرًا واضحًا في مسيرة المرء عامة، فالخوف من الخسارة يعني أن تظل قابعًا في الأرض، ويدفع بنا دومًا للبقاء ضمن منطقة الأمان المتعارف عليها عندنا. ولا يعني هذا أن الخوف من الخسارة هو شعور يجب علينا رفضه لكن العقدة والحل تقع في كيفية التعامل معه.

أما حس السخرية فهو لا يتعلق بالضرورة بكلمات الإحباط من المحيطين بل سيكون تأثيره أقوى وأشد وطأة إذا ما كان منبعه من الداخل، فالتشكيك الدائم بقدراتنا على النجاح هو عائق للنجاح بحد ذاته.

والكسل غالبًا هو الركون لمنطقة الراحة وعدم الرغبة في بذل المجهود مما يعني مراوحة المكان دون حراك، والكسل قرار عقلي بحت وحده الشخص من بإمكانه التغلب عليه، ويقع هذا بمعنيين؛ إما أن تكون غنيًا فتنشغل دائمًا بانشغالاتك الكثيرة فتقع في شَرَك النهايات المؤلمة كالمرض أو فقد المحيطين بك، أو أن تكون ممن يضحون لأجل من هم حوله دائمًا فتغرقهم بالعطايا فتخلق بذلك منهم أناسًا كسالى، وفي الحالتين الأمر عواقبه وخيمة.

والعادات السيئة هي ما اعتدنا عليه ومن شأنه أن يعمق لدينا شعورنا بأننا نستطيع فعل الشيء وتجاوزه، وتعالج بالمضي قدمًا في سبيل اجتيازها، وأما التكبر هنا فهو الإصرار على الجهل بغرور، حالة من الوهم الغريب التي تسيطر على البعض بأنهم يعلمون الكثير ولا يتقبلون أي معارض يضع الحقيقة نصب أعينهم، وهذا أكثر ما يساهم في الفشل.

 

في النهاية يؤكد لنا الكاتب أن الحصول على ثروة ليس بالأمر الهين على الإطلاق، وهو طريق مليء بالحفر والمطبات إلا أن الإصرار على الخروج من دائرة المملوك إلى فسحة المالك هي غاية تستحق بذل المجهود في سبيل تحقيقها. يعتبر كتاب الأب الغني والأب الفقير من أفضل الكتب التي ينصح بقراءتها لخلق نوعية حياة مختلفة ومرفهة.