على أحد جدران مدينة برشلونة الإسبانية، حوّل فنان غرافيتي أرجنتيني صورة لوكالة "الأناضول" تظهر فيها سيدة فلسطينية هائمة على وجهها وتحمل طفلة مذعورة، إلى جدارية تعبّر عن أهوال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
التقط الصورة مصوّر الأناضول في غزة علي حاد الله في اليوم الـ17 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واختار الفنان الأرجنتيني خوان كانتور تحويلها إلى جدارية لتكون شاهدًا على الفظائع الإسرائيلية في القطاع المحاصر والمنكوب.
واختار كانتور تحويل تلك الصورة الأيقونية إلى لوحة جدارية في المنطقة المخصصة لرسوم الغرافيتي في حديقة "جاردينز دي كاترينا ألبرت" في مدينة برشلونة، بحيث تكون أمام المارّة طوال الوقت بهدف تذكيرهم بما يجري في غزة.
تجسّد الجدارية المأخوذة عن صورة التُقطت لامرأة غزيّة مذعورة، في اليوم الـ17 من العدوان، أهوال الحرب في قطاع غزة
وفي أعلى الجدارية، كتب الفنان الأرجنتيني عبارة "Free Palestine" (فلسطين حرة)، التي يرفعها ويرددها المتظاهرون المتضامنون مع قطاع غزة وفلسطين عمومًا، في مختلف أنحاد العالم. ووضع في منتصفها إشارة "صامت" (Mute)، في إشارة إلى التجاهل الدولي لأصوات الفلسطينيين ومعاناتهم في غزة.
وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن هذا العمل الفني الذي يسلط الضوء على أهوال الحرب بغزة، يأتي في إطار مشروع يُنفّذ مع منظمة "Unmute Gaza" (افتح صوت غزة)، لدعم المصورين الصحفيين الفلسطينيين.
يُذكر أن مدينة برشلونة سبق وأن عبّرت عن تضامنها مع قطاع غزة وتنديدها بالحرب الإسرائيلية الوحشية عليه في مناسبات عديدة. وكان مجلس المدينة قد أعلن، في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، قطع جميع العلاقات مع دولة "إسرائيل" احتجاجًا على الحرب على غزة.
وأعلن المجلس حينها أنه وافق: "على إعلان قطع العلاقات مع إسرائيل حتى يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة واحترام الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني"، بحسب وسائل الإعلام الإسبانية.
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت الهيئة التدريسية في جامعة برشلونة موافقتها على مقترح قدّمه الطلاب لدعم فلسطين وغزة ينص على قطع الجامعة لعلاقاتها المؤسسية والأكاديمية مع "إسرائيل" إلى أن تتوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين بغزة.
وجاء القرار عقب تصويت الهيئة التدريسية وعلى وقع احتجاج طلابي مناصر لفلسطين وغزة شاركت فيه مجموعة من الطلبة منذ يوم الإثنين الفائت، تضامنًا مع غزة وتنديدًا بالحرب عليها، وكذلك المطالبة بقطع العلاقات الأكاديمية مع "إسرائيل".
وكانت عدة جامعات إسبانية قد أعلنت، مؤخرًا، استعدادها لتعليق التعاون مع أي مؤسسة تعليمية إسرائيلية لا تبدي "التزامًا راسخًا بالسلام".
وأعرب مجلس الجامعات الإسبانية الذي يضم 75 جامعة، في بيان الخميس الفائت، عن: "أسفه العميق للأحداث الخطيرة التي تشهدها غزة"، معلنًا عن دعمه للاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الإسبانية مؤخرًا ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
