01-أغسطس-2016

عمرو العراقي (فيسبوك)

لاشك أن لغة الأرقام تمثل إحدى الركائز الأساسية في جوانب عدة من العمل الصحفي، حيث يسترشد بها إلى نتائج وأفكار تنتج عنها العديد من القصص الصحفية التي تحقق فيما بعد انتشارًا واسعًا، نتيجة لمحاكاتها لتفاصيل مهمة في الحياة العامة، كان من الصعب الوصول إليها قبل الاعتماد على هذه الأرقام.

لاشك أن لغة الأرقام تمثل إحدى الركائز الأساسية في جوانب عدة من العمل الصحفي

لكن كيف يجب التعامل مع هذه الأرقام، وكيف نستطيع التأكد منها والوثوق بها وصولًا إلى نتائج مؤكدة عن طريقها، وهل كل الأرقام التي بحوزتنا يمكن الاعتماد عليها دون معالجة، وأخيرًا كيف نرسم هذه الأرقام بطريقة تسهل على القراء استيعابها؟

اقرأ/ي أيضًا: الأدب الأفريقي ومسألة اللغة

أسئلة يحاول الصحفي المصري عمرو العراقي الإجابة عنها في كتابه الأول "صحافة البيانات" (دار العربي، 2016)، والذي يعد الكتاب الأول عربيًا في تخصص جمع وتحليل البيانات وتصميم الإنفوجرافيك.

 

يأتي كتاب العراقي في ثلاثة فصول، تعد مدخلًا في تعلم التعامل مع البيانات والأرقام، فيبدأ فصله الأول بشرح مفصل عن ماهية هذا النوع من الصحافة، وتاريخ ظهورها، وروادها الأوائل في القرن التاسع عشر، وكيفية بدء التعامل مع البيانات لصناعة القصص الصحفية منها، وبعض النصائح في التعامل مع الأرقام، إضافة إلى نماذج حية من صحافة البيانات المنتشرة في كبريات الصحف والمواقع الإخبارية العالمية.

أما الفصل الثاني ففيه شرح مفصل لعملية جمع وتحليل البيانات واختيارها وتصنيفها والتفريق بينها وبين المعلومات، ناهيك عن أساليب التحقق منها والطرق الناجعة في تنظيفها وصولًا إلى تحليلها الذي يساعد على صناعة القصة الصحفية منها. 

وينتقل العراقي في الفصل الثالث من كتابه إلى شرح مفصل عن طرق تصميم وعرض البيانات، من خلال استخدام الألوان والرموز والأشكال الهندسية والرسوم البيانية والخرائط والمخططات، مع شرح مفصل للأخطاء التي يجب تجنبها أثناء التعامل مع تصميم وعرض البيانات المختلفة بأشكالها وأساليبها. 

ويليام بلايفير: لا توجد دراسة مجردة ومملة أكثر من الإحصاءات، إلا في حال إعمال العقل والخيال

اقرأ/ي أيضًا: توفيق الحكيم.. عصفور على خشبة المسرح (1- 2)

بلغة شيقة ورشيقة، يهرب العراقي من ملل الأرقام، عبر اختياره لمعلومات عامة وأساليب حديثة في توضيح المعلومات المراد إيصالها عبر كتابه، فضلًا عن اعتماده على الصورة بعيدًا عن الشرح الممل لقواعد التعامل مع الأرقام، حيث يطبق ما خبره من صحافة الإنفوجرافيك عمليًا في كتابه، عاملًا بمقولة ويليام بلايفير أحد رواد البيانات، والذي يؤكد أنه لا توجد دراسة مجردة ومملة أكثر من الإحصاءات، إلا في حال إعمال العقل والخيال، أو أن يكون الدارس نفسه مهتمًا بالموضوع.

يقدم العراقي وصفة سهلة، تعد مفتاحًا لكل من يريد أن يتعلم لغة البيانات والتعامل معها، مؤكدًا في مقدمة كتابه، أن هذا العمل هو بداية الرحلة الطويلة في عالم صحافة البيانات.

عمرو العراقي صحفي مصري، عمل في عدد من غرف الأخبار الكبرى، وأسس في 2012 أول موقع عربي متخصص في صحافة البيانات "INFOTIMES"، ونشر أكثر من 300 قصة صحفية مشفوعة بالبيانات، ووصل إلى التصفيات النهائية لعامين متتالين في مسابقة المحررين الدوليين لصحافة البيانات. وله مساهمة في تدريب عدد من الصحفيين على تصميم البيانات في العالم العربي. 

اقرأ/ي أيضًا:

سليم بركات.. غنى أم بذخ لغوي؟

رواية مولى الحيرة.. إسماعيل يبرير يرسم وحش الفراغ