26-مارس-2019

ستستحوذ أوبر على كريم مقابل 3.1 مليار دولار أمريكي (Think Marketing)

في مثل هذا الشهر من عام 2009، قامت شركة أوبر بالإعلان عن تطوير فكرة تقوم على إنشاء منصة إلكترونية توفر المواصلات من خلال الربط بين السائق والراكب بشكل مباشر، لطلب توصيلة للوجهة التي يريدها. 

أعلنت شركة أوبر عن عملية استحواذ على غريمتها في الشرق الأوسط شركة كريم، مقابل 3.1 مليار دولار

نموذج العمل هذا كان الأول من نوعه آنذاك. ومن هذا التاريخ بدأت الشركة مرحلة نمو متزايد حتى وصلت في نهاية 2018 لتقديم خدماتها في 600 مدينة في 65 دولة حول العالم.

اقرأ/ي أيضًا: أوبر ترمم علاقاتها مع الحكومات الأوروبية بالدراجات الهوائية!

هذا النجاح الذي حققه نموذج عمل أوبر كان سببًا في تسارع كثير من الشركات لتقليد الفكرة، ولعل أبرزها شركة كريم، والتي لطالما ارتبط ذكرها بأوبر كمنافس رئيسي لها في المنطقة العربي، فعند تأسيس الشركة في دبي عام 2012، كانت هي المنافس الوحيد لأوبر في الشرق الأوسط. 

استحواذ بـ3.1 مليار دولار

هذه المنافسة ساعدت كريم على النمو حتى وصلت الشركة لتقدم خدماتها حاليًا فيما يزيد عن 90 مدينة في 15 دولة بالمنطقة، لتناهز قيمتها السوقية آخر 2018، ملياري دولار.

شركة أوبر
تقدم أوبر خدماتها في أكثر من 600 مدينة حول العالم

لكن الساعات القليلة القادمة قد تشهد نهاية هذه المنافسة التي استمرت قرابة ثماني سنوات، وذلك باستحواذ شركة أوبر على غريمتها التقليدية في منطقة الشرق الأوسط، والسيطرة على سوق خدمات النقل التشاركي بالمنطقة.

وبحسب ما نشرت وكالة بلومبيرغ، من المقرر أن تعلن شركة أوبر عن عملية استحواذ لمنافستها كريم بقيمة 3.1 مليار دولار. ومن المتوقع أن اليوم الثلاثاء هو موعد الصفقة.

وتأتي هذه الصفقة بالتزامن مع استعداد عملاق خدمات نقل الركاب أوبر لطرح عام أول بعد أن قامت باختيار بورصة نيويورك لهذا الطرح. ومن المتوقع أن تقدم أوبر أسهمها للاكتتاب العلني خلال نيسان/أبريل المقبل. 

وأشار المصرفيون الذين يتولون إدارة الطرح إلى أن قيمة الشركة قد تصل إلى 120 مليار دولار، ما يرشح الشركة لأن تكون أحد أكبر الشركات المدرجة في بورصة نيويورك.

وبحسب وثيقة الشروط فإن أوبر ستتم الصفقة بدفع مبلغ 1.4 مليار دولار نقدًا ثم 1.7 مليار دولار في صورة أوراق قابلة للتحويل إلى أسهم في أوبر، بسعر يعادل 55 دولارًا للسهم الواحد، على أن يوافق المستثمرون الرئيسيون في كريم على شروط الصفقة، وعلى رأسهم رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال.

منافسة استنزافية

وفي عام 2016، واجهت أوبر منافسة لا تقل ضراوة عن منافستها مع كريم في الشرق الأوسط، ولكن في الصين من قبل شركة "ديدي" الصينية، ما أدى إلى خسائر كبيرة للطرفين. لكن أوبر أُنهكت سريعًا من هذه المنافسة، إلى أن استسلمت أخيرًا، وتنازلت عن هذه المنطقة، وذلك من خلال استحواذ ديدي على فرع أوبر في الصين مقابل حصة في ديدي.

شركة ديدي الصينية
سبق واستسلمت أوبر أمام شركة ديدي المنافسة في الصين

يرى خالد إسماعيل، الشريك التجاري في صندوق "الجبرا فنتشرز"، في تصريح صحفي حول الأسباب وراء استحواذ أوبر على كريم، أن الصفقة تمثل تعويضًا عن الضربات التي تلقتها أوبر خلال الفترة الماضية في عمليات التشغيل بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، ما اضطرها للخروج من عدد من الأسواق لأسباب مختلفة، بعضها قانوني وبعضها بسبب المنافسة الشرسة. وفي منطقة الشرق الأوسط، كانت كل من شركتي أوبر وكريم، تعانيين من المنافسة الشرسة بينهما، والتي كانت تستنزف قوتيهما.

على خطى أمازون

وتعكس هذه الصفقة مدى أهمية سوق الشرق الأوسط، بالنسبة لأوبر، ما يجعل من عملية الاستحواذ انطلاقة في إستراتيجية جديدة للشركة الرائدة في النقل التشاركي، التي تعرضت لمثل هذه الصفقات في الماضي لإنهاء المنافسة والتنازل عن استثماراتها في بعض المناطق في مقابل الحصول على حصص في شركات المنافسين. وحاليًا تتبع أوبر هذه الإستراتيجية مع كريم ويبدو أنها ستنجح في ذلك.

يرى محللون أن استحواذ أوبر على كريم جاء من باب إنهاء المنافسة الشرسة بينهما في الشرق الأوسط والتي كادت أن تستنزفهما 

في حين يرى محللون أن هذا الاستحواذ يعد بمثابة دفعة تشجيعية من أوبر لسوق الشركات التكنولوجية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط، على خطى شركة أمازون التي استحوذت في 2017 على واحد من أكبر المتاجر الإلكترونية في المنطقة العربية، "سوق.كوم" مقابل 580 مليون دولار، دعمًا لأصحاب المشاريع التقنية من الشباب، لبدء أعمال تجارية جديدة وتحفيز المستثمرين على دعمهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شراكة بنصف مليار دولار بين تويوتا وأوبر لدعم السيارات ذاتية القيادة

لماذا يخشى سائقو أوبر على حياتهم في إسطنبول؟