09-أغسطس-2023
فرانز كافكا وغلاف الجزء الخامس والأخير من الآثار الكاملة (الترا صوت)

فرانز كافكا وغلاف الجزء الخامس والأخير من الآثار الكاملة (الترا صوت)

في مطلع تسعينيات القرن الفائت، بدأ السوري إبراهيم وطفي مشروعه لترجمة الآثار الكاملة للكاتب والروائي التشيكي فرانز كافكا الذي اعتبره مشروع العمر. ومع بداية القرن الحالي، نشر وطفي، ذاتيًا، الجزء الأول من الآثار الذي حمل عنوان "الأسرة"، وضم أربعة أعمال هي: "الحكم"، و"الوقاد"، و"الانمساخ"، و"رسالة إلى الوالد"، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الدراسات والمقالات حولها.

وبعد أقل من 3 سنوات، نشر وطفي الجزء الثاني تحت عنوان "الذات"، وضم رواية "المحاكمة" مع 20 دراسة نقدية. ثم نشر الجزء الثالث بعنوان "المجتمع الصناعي" الذي ضم رواية "المفقود" إلى جانب عشر دراسات وأربعة أحاديث حول كافكا. تلاه الجزء الرابع "الكون البشري" الذي اشتمل على رواية "القلعة" مع ثلاث دراسات نقدية وملحق، ما جعل منه أحد أكبر وأهم مشاريع الترجمة الأدبية في العالم العربي.

يضم الجزء الخامس والأخير من الآثار الكاملة مجموعة كبيرة من القصص والنصوص القصيرة التي تُعد جدلية الوجود البشري موضوعها الرئيسي

وما يميّز مشروع وطفي هو أنه لا يقدّم إلى القارئ العربي قصص وروايات كافكا فقط، بل يحرص على التعريف به بطريقة صحيحة ودقيقة عبر عشرات الدراسات التي تتناول حياته الشخصية وأعماله على حد سواء. ناهيك عن أنه يُترجِم كافكا من اللغة الألمانية مباشرةً وبأسلوب موضوعي مدروس ومنظّم يتجلى أحد جوانبه في ترتيبه لأعماله حسب الموضوع الذي تتناوله أو تتمحور حوله.

وقبل أيام قليلة، صدر عن "منشورات وطفي"، الخاصة بالمترجم، الجزء الخامس والأخير من الآثار الكاملة الذي جاء تحت عنوان "جدلية الوجود البشري"، وضم مجموعة كبيرة من القصص والنصوص القصيرة، التي استغرقت ترجمتها 5 سنوات كاملة.

يضم الكتاب الذي جاء في 560 صفحة من القطع الكبير، أربعة كتب تحتوي على 37 نصًا، وهي: "تأملٌّ"، و"طبيب ريف"، و"في مستعمرة العقاب"، و"فنان جوع". بالإضافة إلى إشارات وتفسيرات لها جاء على غلاف الكتاب أنها: "نماذج من التفسيرات العديدة لها؛ نماذج ترمي إلى حث القارئ على التفكير في تفسيراتٍ ذاتية".

وأشارت كلمة الغلاف إلى أن قصص كافكا ونصوصه القصيرة تُعد: "نواة وجوهر آثاره الأدبية. وكان هذا رأي كافكا نفسه. لغتها الدقيقة الموضوعية، السرد البارد غير المشارك الذي يناقض تقاليد أدبية قديمة. هي ليست قصصًا ولا نثرًا شعريًا بالمعنى التقليدي، بل أساطير وحكايات خرافية وأمثولات ومرثيات ونقوش ودعوات. موضوعها الرئيسي هو جدلية الوجود البشري بين العالم الحسي والعالم الذهني. بين من يعيش ببدنه ومن يبدع في أي مجال".