ثلاثُ بُقَعٍ على الأرض، عتمةٌ وبقيّةُ ضوءٍ مسلولٍ يتأرجحُ مِنَ السقف، ثيابٌ بالية، وظِلُّ امرأةٍ راكِعة، ورائحةُ نَزَقٍ يُوحي باقترابِ "العاصفة".

 

كُنتُ أُعِدُّ قطراتِ حِبري، منسيّةٌ كآثارِ وتد.

 

الصحارى القاحلةُ تشربُ مِلحي..

أُفتِّشُ عنّي وعنّي، قبلَ أن تقومَ امرأةٌ لا تحفظُ دورَها في النصّ.

البُقعُ سِرّي الصغير..

عندما لا نُضطرُّ للحديثِ عن الآثارِ التي تُخلِّفُها معارِكُ التحطُّمِ في جوفِنا.

نكتفي بِخَلقِ بلّورةٍ زُجاجيّة، لأننا أكثرُ كسلًا مِن إكمالِ مونولوجٍ واحدٍ يُجيبُ عن سؤالنا الأزليّ العقيم: "لِمَ"؟

 

أشربُ بدايةَ اليومِ وآخِرَ سيجارتي..

حتى يسقُطَ البطلُ عن السطرِ ويترُكَ للجمهورِ التصفيقَ الطويل،

وعندما لا أنحني تحتَ تأثيرِ الغبطةِ وأكوامِ الوردِ المُتراشِقة

أبتسمُ لأجلِ ظلّي..

لأجلِ ما يُبقيهِ الآخرونَ في ليلِنا ، كُلّما نزعنا أرواحنا

تسقُطُ فضيلتُهم مَعَ الثياب .

وكأيّ مريضِ شيزوفرنيا، أنكثُ ضعفي

وأرتمي في حِجري..

أُهدهِدُ شياطيني..

وأزاوِلُ بحثيَ عن تشوّهٍ في جسدِك

عن كدمةٍ لا تراها

عن شظيّةِ خوفٍ

تُقنِعُ رأسيَ المُثقَلَ - مُناصَفةً -

بأنكَ الناجي الوحيدَ مِن زنازينِ الطُغاةِ

وجوعِ الأرضِ لبُقعةِ دمٍ

رابعة..

 

أُشعِلُ روحيَ كي أُدخِّنك

وأنتشي !

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا تحبس الطيور في الدفاترِ

سيرة التيه