27-ديسمبر-2018

لوحة لـ طاهر بن جلّون

دُمية خلف الباب

دُميتي

المعلقةُ عندَ أعتابِ البابِ،

الليلُ معها مرعبٌ

كأنها تريدُ الانتقامَ

لعدمِ توفرِ الأيادي

التي تجعلها أميرة.

العنكبوتُ في غرفتي،

منذُ خمسةِ شهور

وهو ينصبُ مشنقتهُ

على جسدها.

الفأرُ يشفقُ عليها

يطالبُ بأنزالها

ليخلصَها من اللاحياةِ.

أما أنا

لن أُقدمَها قربانًا

خوفًا من شبحِها،

وخوفًا من  ثأرِ العنكبوتِ

لهدمِ محكمتهِ.

الفأرُ الذي سَينتقمُ حزنًا

على حياتها المعلقةِ.

سيجعلني ألوذُ هربًا من الغرفةِ!

 

سورة النهي

لا تُشاطر الأحلام

وابنِ بيت حلمك منك

فالهادمون كُثر

وقد زينوا الفؤوس بالأزهار،

ولا تعشق الثُريَّا وحدها

فلولا الثرى لما ارتفع ما تعشق؟

ولا تخنق نفسك بالمُواراة

وترقبُ الآخرين

فأنت لست الإله،

ولا تحبس الطيور في الدفاترِ

وترتل أناشيد الحرية

ولا تسمع أغاني الحبيبة الأولى مع الآخرين

وتخدش قدسيتها 

فتوقظ فيك أحلام الموتى،

ولا تكن كالتي تلسع الجميع

ويأكلها ما هو منها، 

ولا تشكُ حزنك لنجمةٍ تحبك

فتنفجرُ لثقل ما أودعتها من هموم

وتحمل وزر انتحارها،

وحين تسأم الحياة

لا تحاول قتلها

فتكرعُ بدلًا من السم عقوبةً

نبيد الخلود.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الصندوق الأسود

مشاهدات امرأة من تحت الأنقاض