13-أبريل-2016

شارع في دمشق، نيسان/ أبريل 2016 (Getty)

بعد خمس سنوات من الحرب، خمس سنوات من الدم والتهجير والاغتراب الداخلي وفي كل أصقاع الأرض، هل يستحق الشعب السوري مكافأة مثل المسرحية الفاشلة التي تتم اليوم لانتخاب برلمان لا يمثل إلا المرشحين وعائلاتهم وأصدقائهم، وبعض المنتفعين وكثير من الخائفين؟

هل يستحق الشعب السوري مكافأة مثل المسرحية الفاشلة التي تتم اليوم لانتخاب برلمان لا يمثل إلا المرشحين وعائلاتهم؟

قبل هذه السنوات الدامية لم يكن يعني السوريين كل هذا الاحتفال، وكانوا مسلّمين بالنتائج، ويعلمونها مسبقًا، وكانت القصة لا تتعدى يومي عطلة وفرصة للهروب من الوظيفة، وفرصة عمل ينتظرها الكثيرون كل دورة انتخابية، حيث حملات المرشحين وإجراء التحالفات، وشراء الأصوات، والخيم الانتخابية، ويوم الانتخابات توزع بطاقات القوائم، وقبض (حلوان) النجاح المضمون.

اقرأ/ي أيضًا: الله أكبر وأحن

الانتخابات التي كانت توصف بالعرس الوطني، والعرس الديمقراطي لم تخرج عن كونها مجرد عادة كل أربع سنوات يتم فيها ترشيح بعض الوجوه الجديدة من تجار ومحتكرين، وبعض الوجوه السياسية الجديدة، وأما الكبار فلا يتزحزحون عن كراسيهم، وبعضهم خرج من البرلمان إلى القبر كعبد القادر قدورة، وكبير البرلمانيين الأمّي ذياب الماشي الذي تحول إلى نكتة محلية، ومن ثم كان المادة الدسمة للراحل عمر أميرلاي في "الطوفان".

البرلمان العظيم لم يساهم في حجب الثقة ولا عن أية حكومة تعاقبت على هذا البلد، وأخذ كل قراراته بالإجماع، ولم يستطع محاسبة فاسد واحد، بل إن أغلب أعضائه ليسوا أكثر من معقبي معاملات، وهم يفعلون ذلك ليربحوا القليل من المال من صفقات يسيرون أمورها لاستعادة بعض المال الذي دفعوه للترشح، ويتوسطون من أجل وظيفة أو موظفة، وأما في الشؤون الأكبر من ذلك فيرفعون أيديهم ويهزون برؤوسهم الفارغة.. التي تعني النعم بالمطلق.

اقرأ/ي أيضًا: فيدراليتي وفيدراليتك وفيدراليتهم

الصورة المفجعة التي ظهروا بها منذ يومين، وهم يدبكون في إحدى ساحات دمشق، وضمت رئيس مجلس الشعب لا تعني إلا ما سبق، فهؤلاء هم، وقد اختصروا دورهم وإن كانت هذه المرة لاقت استهجان من معهم قبل من يعارضهم، فالأرض السورية غارقة في دم أبنائها، والفرح بهذا الشكل الفاجر يعني بالضبط أنهم لا ينتمون لأحزان شعب مضرج بالدم.

في مسرح الشوك الشهير استطاع دريد لحام أن يجعل من (الدبيكة) ممثلين، ومن الممثلين (دبيكة) وقلب أدوراهم بطريقة ساحرة، وهذا بالضبط ينطبق على انتخابات البرلمان السوري فلا فرق بين من يجلس في سدة المجلس، ومن (يدبك) في شوارع الشام التي استحالت خيمة حزن دائمة.

اقرأ/ي أيضًا:

مقابر من طين

8 عجائب من الحرب اليمنية