11-أغسطس-2016

محمد إيهاب صاحب ميدالية رفع الأثقال في وزن 77 كغ في ريو(جو شاي هين/أ.ف.ب)

سارة سمير، الفتاة ذات الثمانية عشر ربيعًا، هي ومحمد إيهاب، من أنقذا البعثة المصرية من فضيحة الإخفاقات المتكررة، التي لاحقتها منذ بدء الأولمبياد ريو 2016، فأحرزت سارة الميدالية البرونزية في رفع الأثقال لوزن 69 كغ، مساء الأربعاء 10 آب/أغسطس الجاري.

أنقذت سارة سمير 18 سنة البعثة المصرية في أولمبياد ريو من فضيحة الإخفاقات المتكررة بعد فوزها بالبرونزية في رفع الأثقال لوزن 69 كغ

كانت سارة في الثانوية العامة عندما بدأت استعداداتها للمشاركة في هذه الأولمبياد، لذلك توجهت أمها بطلب إلى وزارة التربية والتعليم، "صاحبة فضيحة تسريب الامتحانات"، لتأجيل امتحانات الثانوية العامة الخاصة بابنتها، حتى تستطيع سارة "تمثيل مصر" في ريو دي جانيرو، فكان رد الوزارة الرفض!

اقرأ/ي أيضًا: 5 حقائق لا تعرفها عن الألعاب الأولمبية

سافرت سارة مع البعثة الأولمبية المصرية، وقد بذلت أقصى ما تستطيع، تدربت وبذلت مجهودًا دون مساعدة من أي جهة حكومية معتمدة فقط على مجهودها الشخصي و10 آلاف دولار فقط صرفتها الحكومة لسارة لتغطية بعض نفقاتها. واليوم، بعد فوزها بالميدالية البرونزية، أصبحت سارة سمير حديث الساعة في مصر ووسائل التواصل الاجتماعي، كما قررت الحكومة أخيرًا صرف مبلغ نصف مليون جنيه مصري لها كمكافأة، وربما كان الأمر تعويضًا عن موقف وزارة التربية معها في موضوع تأجيل امتحاناتها.

أما محمد إيهاب بطل رفع الأثقال، فهو قصة كفاح لا تختلف عن سارة كثيرًا، فهو أيضًا عانى الإهمال الحكومي وشُح النفقات، فكان كل ما تصرف الحكومة على تجهيزاته هو 2000 جنيه مصري أي ما يعادل حوالي 200 دولار فقط، يقوم بصرفهم على التمرين والتجهيزات. ترك محمد إيهاب والدته في العناية المركزة في مصر، وهو العائل الوحيد لها بعد وفاة والده، وسافر إلى ريو لتمثيل مصر في الأولمبياد. ووفق في الفوز بميدالية برونزية في رفع الأثقال لوزن 77 كغ.

محمد إيهاب صاحب ميدالية رفع الأثقال في وزن 77 كغ في ريو(جو شاي هين/أ.ف.ب)

اقرأ/ي أيضًا: ريو 2016: دورة انهيار نجوم كرة المضرب

نتائج مخيبة للآمال في المجمل

ودّع حمادة طلعت مسابقة الرماية في تصفيات "10 متر" بندقية هواء، بعد خروجه من الثمانية الأوائل في التصفيات. كما خرجت ندى حافظ من مسابقة لعبة المبارزة بعد الخسارة أمام بطلة فنزويلا في الدور 64. كما لم يكن محمد محي في لعبة الجودو وزن 73 كغ موفقًا أيضًا أمام لاعب منغوليا أودبايار غنباتارو، المصنف العاشر عالميًا.

عانى محمد إيهاب صاحب ميدالية رفع الأثقال في وزن 77 كغ في ريو من إهمال حكومي وشح في النفقات من قبل السلطات المصرية

وهزم أحمد قمري، لاعب الرماية، بعد وصوله للمرحلة النهائية واكتفى باحتلال المركز الخامس. كما خرح عبد العزيز محيلبة من منافسات تراب الرماية، بعد حصوله على المركز 24 بمجموع 112 نقطة. وفي منافسات "الشيش"، خرج علاء أبو القاسم بعد هزيمته أمام الإيطالي دانيلو، سبقه للخروج محمد عصام، لاعب المنتخب الوطني الأول لسلاح الشيش من الرجال، من دور الـ32 بعد هزيمته أمام بطل الولايات المتحدة، وطارق عياد خرج بعد هزيمته أمام بطل البرازيل.

من جانبها، خرجت عفاف الهدهد من مسابقة الـ10 أمتار مسدس في لعبة الرماية بعد تحقيقها المركز الخامس، وهو ما اعتُبر بمثابة إنجاز كبير بالنسبة للنتائج بشكل عام. عمر عصر انسحب أيضًا من الدور 64 لبطولة تنس الطاولة بعد هزيمته أمام لاعب أوكرانيا بنتيجة 3-4 وقد كان متقدمًا في الشوط النهائي عن منافسه بفارق كبير قبل أن يتراجع أداؤه في اللحظات الأخيرة.

وهزم محمود عبد العال، في لعبة الملاكمة، أمام منافسه الجزائري بن عزيز رضا، كما ودع مروان القماش، بطل مصر في السباحة، منافسات سباق 200 متر سباحة حرة واحتل مروان المركز الـ24 في التصفيات بزمن قدره 1:47.52 دقيقة.

أما في كرة الطائرة فقد خسر المنتخب المصري مع نظيره البولندي بنتيجة 3/0 في مستهل مباريات الفريق المصري، بالمجموعة الثانية من منافسات الطائرة. وخسر فريق الكرة الشاطئية للسيدات أمام نظيره الألماني في الشوطين رغم الإشادة بآداء الفريق المصري في هذه المسابقة بشكل عام.

سارة سمير لفائزة بالبرونزية في رفع الأثقال لوزن 69 كغ(Getty)

الواقع الرياضي في مصر

تقول الحقائق إن الحكومة المصرية لا تنفق على رياضييها كما يجب، وأنه وفقًا لعدة تقارير فإن الحكومة تنفق ما يعادل 2000 جنيه مصري سنويًا، أي حوالي 200 دولار تقريبًا على الرياضي الواحد، وهناك دعوات في مصر لكي يتدخل القطاع الخاص لتمويل الرياضة المصرية ما دامت لا تحظى بالاهتمام الحكومي المطلوب، وهي دعوة ظاهرها الرحمة وباطنها محاولة تسليم العبء الرياضي للقطاع الخاص لإخلاء المسؤولية عن الدولة.

بينما تشير تقارير أخرى إلى أن الدولة بدأت بالفعل في مشاريع استثمارية بلغت نحو 300 مليون جنيه، وجهت لتنفيذ حزمة من المشروعات بالمحافظات، أبرزها "استاد أسوان" وإنشاء ملاعب زراعية وتطوير "استاد بني سويف" وبنها، لذا فتركيزها ينتصب على مساحات اللعب والممارسة وليس على الممارسين أنفسهم وظروفهم ومتابعتهم في الوقت الراهن.

اقرأ/ي أيضًا:

تونس في أولمبياد ريو 2016: خيبة أمل وآمال قائمة

يسرا مارديني: القصة الكاملة