30-أبريل-2019

جماهير النادي الأهلي المصري تطالب بالقصاص لـ72 قتيلًا منهم (الأهرام)

لطالما ارتبطت كرة القدم منذ نشأتها قبل أكثر من قرن ونصف، بالأحداث السياسية، فأثرت وتأثرت بها، واستخدمت الجماهير مدرجاتها لإطلاق المواقف السياسية، وللتعبير عن دعمها لقضايا بعينها، أو عن احتجاجها على أنظمة الحكم.

ارتبطت كرة القدم منذ نشأتها بالأحداث السياسية، فأثرت وتأثرت بها، واستخدمت الجماهير مدرجاتها لإطلاق المواقف السياسية

كما اشتهر العديد من نجوم كرة القدم بمواقفهم السياسية، بل إن بعضهم تعامل مع كرة القدم كوسيلة للتعبير عن الرأي وتجسيد الموقف السياسي وحتى الأيديولوجي، كالنجم البرازيلي سقراط، الناشط الماركسي، والذي لعب مع سانتوس في الثمانينات، واشتهر بمواقفه السياسية وأفكاره التقدمية، والعمل على تطبيق مبدأ الديموقراطية داخل الفريق، فكانت تجربة فريدة وغير مسبوقة.

اقرأ/ي أيضًا: 3 أمثلة من عالم الفن والرياضة إلى حلبة السياسة

وتنقسم الجماهير في المدن الكبيرة في تشجيع فرق هذه المدينة، وغالبًا ما يرتبط هذا التوزيع بمرجعيات جغرافية داخل المدينة، فمثلًا شمال لندن يشجع أرسنال وتوتنهام، وجنوبها يشجع تشيلسي. وقد يكون مرتبطًا بمرجعيات سياسية واجتماعية، كما في العاصمة الأرجنتينية، إذ يشجع بورجوازيو المدينة فريق ريفر بلايت، فيما يعتبر فريق بوكا جونيورز الطبقات الدنيا. والأمر نفسه ينطبق على مدن ميلانو وروما.

إطلاق المواقف السياسية من المدرجات

وفي لبنان، طال الانقسام السياسي الحاد الذي شهدته البلاد ابتداءً من عام 2005، جماهير قطبي الكرة اللبنانية، الفريقين البيروتيين: الأنصار والنجمة، فجماهير الأنصار في غالبيتها تبنت وجهة نظر تحالف 14 آذار السياسي، وكانت تطلق الشعارات المؤيدة للرئيس الراحل رفيق الحريري. في المقابل وقفت جماهير النجمة خلف تيار الثامن من آذار المؤيد للنظام السوري والذي يقوده حزب الله.

سقراط
كان النجم البرازيلي سقراط ناشطًا ماركسيًا، اشتهر بمواقفه السياسية الصريحة

وخلال السنوات الماضية، عبرت إلى هتافات الجماهير والمشجعين، هتافات سياسية لم تخل من العبارات الطائفية، متخطية حدود المردجات إلى الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي بعض الحالات يتبنى فريق كرة القدم قضية كبرى ويدافع عنه، كنادي برشلونة الإسباني، الذي يمثل الهوية الكاتالونية، والذي وقف في وجه الحكومة المركزية في مدريد ودعم مطالب الكتالونيين بالانفصال

وكانت مدرجاتت الكامب نو في برشلونة على الدوام، ومنذ عقود طويلة، الواجهة والمنبر الأساسي التي يعبر من خلالها أهالي الإقليم عن مطالبهم. ولا تتردد جماهير برشلونة في حمل أعلام كاتالونيا خلال المباريات. 

وفي عشرينات القرن الماضي، أطلقت جماهير برشلونة صافرات استهجان خلال عزف النشيد الإسباني، ما أدى إلى إغلاق النادي لمدة ستة أشهر، ونفي رئيسه خارج البلاد، قبل أن تعود الجماهير وتفعلها مجدّدًا في عام 2009.

ولا يتردد عدد من لاعبي برشلونة الحاليين والسابقين في إعلان انحيازهم التام، وتأييدهم لانفصال إقليمهم عن إسبانيا، وأبرزهم اللاعب الحالي جيرارد بيكيه، واللاعب والمدرب السابق بيب غوارديولا.

رسائل من الملعب بالرغم من قوانين الفيفا

وبالرغم من أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يضع قوانين وضوابط تمنع إظهار الشعارات والانتماءات السياسية خلال المباريات، فإن مراقبة هذه الظواهر والحد منها، يُعد أمرًا شبه مستحيل. ويعاب على الفيفا سياسة الكيل بمكيالين في هذا المجال، وعدم اتخاذ التدابير نفسها بحق المخالفين.

وفي مونديال 2006 في ألمانيا، سجل جيان أسامواه هدف الفوز لغانا ضد تشيكيا، وخلال احتفاله بالهدف رفع زميله جون بانتسيل العلم الإسرائيلي، في رسالة سياسية واضحة وداعمة للكيان الإسرائيلي. وفي حين اعتذر الاتحاد الغاني عن هذا التصرف، لم يوقع الفيفا أي عقوبات على بانتسيل.

أما في عام 2008، وعندما كانت الطائرات الإسرائيلية تمطر قطاع غزة بالقنابل والصواريخ، سجل النجم المصري محمد أبو تريكة هدف الفوز لمنتخب بلاده في شباك المنتخب السوداني، ورفع قميصه بعد الهدف ليكشف عن قميص أبيض كتب عليه "تضامنًا مع غزة". غضب الفيفا والكاف من تصرف أبوتريكة، حتى أن الكاف وجه رسالة إنذار شديدة اللهجة للنجم المصري، وهدده بغرامة مالية كبيرة وإيقاف عن اللعب لو تكرر الأمر.

وفي مونديال روسيا الأخير، وخلال المباراة بين سويسرا وصربيا في دور المجموعات، وبعد تسجيل سويسرا لأحد أهدافها، احتفل لاعباها شكيدران شاكيري وغرانيت شاكا، عبر رسم نسر بأيديهم على صدرهما، وهو النسر الذي يرمز لألبانيا، البلد الذي ينحدر منه اللاعبان، والذي تعرض أهله لمجازر على أيدي الصرب، فوصفت إحدى الصحف الصربية تصرف اللاعبين بـ"المشين".

أما لاعب لاتسيو الإيطالي السابق، بابلو دي كانيو، فذهب بعيدًا فيما يخص الشعارات السياسية، عندما وجه في 2005، التحية على الطريقة الفاشية، والتي كانت تستخدم رسميًا في عهد الديكتاتور الفاشي موسوليني. حينها وقعت عليه غرامة قيمتها سبعة آلاف يورو، وإيقاف مبارة واحدة، مع إنذار بإيقاع عقوبات أقسى في حال تكرر الأمر. 

من الرياضة للسياسية

هذا واتجه عدد من لاعبي كرة القدم للحلبة السياسية بعد اعتزالهم اللعب، بل تبوأ بعضهم حقائب سياسية، وحتى الرئاسة. 

عدد من لاعبي كرة القدم المحترفين اتجهوا للسياسة، مثل الرئيس الحالي لليبيريا جورج وياه، ورئيس الجزائر الراحل أحمد بن بلة

ولعل أبرز هذه النماذج، نجم ميلان الإيطالي السابق، وأفضل لاعب في العالم لعام 1995، الليبيري جورج وياه، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في بلاده عام 2017. 

وهناك أيضًا الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة، كان لاعبًا في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، قبل أن يعود لبلاده مناضلًا في ثورة التحرير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

غضب الفيفا من توظيف كرة القدم سياسيًا.. بطاقة حمراء محتملة للسعودية والإمارات

جولة حول "معارك" كرة القدم