14-أبريل-2024
الهجوم الإيراني على إسرائيل

(Epa) يُعد الهجوم الإيراني على إسرائيل الأول من نوعه

بعد نحو أسبوعين على قصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، شنّت إيران ليل السبت – الأحد هجومًا واسعًا على "إسرائيل" باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة والباليستية.

وصِف الهجوم غير المسبوق بأنه الأكبر في العالم لناحية عدد الطائرات المسيّرة المستخدمة فيه، والذي يقدّر بأكثر من 100 مسيّرة. كما اعتُبر تصعيدًا خطيرًا قد يؤدي إلى حرب إقليمية، أو ضربات متبادلة قد تمتد لعدة أيام بين إيران و"إسرائيل".

واستهدف الهجوم الأول من نوعه عدة أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث سُمع دوي انفجارات في أجواء القدس المحتلة وحيفا والنقب وعدة مدن ومناطق أخرى محتلة انطلقت فيها صفارات الإنذار طوال الليلة الماضية.  

يأتي الهجوم ردًا على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق الذي أدى إلى مقتل 16 شخصًا بينهم عناصر وقيادين في الحرس الثوري

وقالت عدة مصادر إن الانفجارات ناجمة عن اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية للصواريخ الإيرانية. بينما أفادت إذاعة جيش الاحتلال بإطلاق صافرات الإنذار في منطقة البحر الميت ومرتفعات الجولان، إضافةً إلى اعتراضات لصواريخ في سماء مدينة إيلات جنوب الأراضي المحتلة.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم يأتي ردًا على قصف "إسرائيل" للقنصلية الإيرانية في دمشق، الأسبوع الفائت، الذي أدى إلى مقتل 16 شخصًا بينهم عناصر وقيادين في الحرس الثوري.

وأفادت وسائل إعلام مختلفة باعتراض طائرات أمريكية وبريطانية العديد من الطائرات المسيّرة الإيرانية قبل وصولها إلى "إسرائيل"، فيما اعترضت الدفاعات الجوية الأردنية عدة طائرات مسيّرة وصواريخ بالستية في أجواء الأردن ومحافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة بأن المقاتلات الأمريكية أسقطت عدة مسيّرات في السويداء ودرعا جنوب سوريا، قرب الحدود الأردنية، قبل وصولها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إسرائيل تتوعد بتوجيه رد قوي

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن إيران: "أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ باتجاه إسرائيل"، مضيفًا: "نحن نعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة للتحرك ضد عمليات إطلاق المسيّرات واعتراضها".

وذكر هاغاري أن إيران أطلقت عشرات الصواريخ أرض – أرض على "إسرائيل"، وزعم أنه تم اعتراض الغالبية العظمى من عمليات الإطلاق، معتبرًا أن الهجوم يشكّل تصعيدًا خطيرًا في المنطقة.

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن طهران أطلقت: "أكثر من 100 مسيّرة" باتجاه الأراضي المحتلة. فيما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تكشف عن هويته، بأن "إسرائيل" تعتزم توجيه رد قوي على الهجمات الإيرانية.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن "إسرائيل" أحبطت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها الهجوم الإيراني الذي تسبب في أضرار طفيفة بحسب زعمه، لافتًا إلى أن: "العملية لم تنته وعلينا أن نكون يقظين ومتابعين لتعليمات الجيش والاستعداد لأي سيناريو".

بدوره، قال الحرس الثوري الإيراني إن طهران مستعدة للرد على أي تهديد من الولايات المتحدة و"إسرائيل". وأوضح، في بيان، أن: "أي تهديد من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني صادر من أي دولة سيؤدي إلى رد متناسب ومتبادل من إيران تجاه مصدر التهديد".

وقالت الخارجية الإيرانية: "لن تتردد إيران، إذا اقتضى الأمر، في اتخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة من أي عدوان عسكري وأي استخدام غير قانوني للقوة، وتؤكد في الوقت نفسه التزامها بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، وفق التلفزيون الرسمي الإيراني.

الولايات المتحدة تتعهد بدعم "إسرائيل"

وعلى الفور، سارع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التعهد بتوفير الدعم لـ"إسرائيل" في مواجهة إيران، عقب اجتماع طارئ عقده مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث الهجوم الإيراني وتداعياته.

ونشر بايدن على حسابه في منصة "إكس" صورة للاجتماع مرفقة بنص قال فيه: "التقيت للتو فريقي للأمن القومي لمناقشة هجمات إيران ضد إسرائيل. إن التزامنا ثابت (دفاعًا عن) أمن إسرائيل في وجه تهديدات إيران ووكلائها".

وفي المواقف، أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الإيراني على "إسرائيل"، حيث قال منسق السياسات الخارجية للاتحاد، جوزيب بوريل، في منشور على حسابه في منصة "إكس"، إن: "الاتحاد الأوروبي يدين بشدة الهجوم الإيراني غير المقبول على إسرائيل".

وأضاف بوريل أن: "هذا تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي". في حين قال رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، في منشور على حسابه في منصة "إكس"، إنه: "يجب القيام بكل شيء لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي"، وتجنّب: "إراقة المزيد من الدماء".

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في منشور عبر منصة "إكس": "أدين بأشد العبارات الهجوم المتهور الذي يقوم به النظام الإيراني على إسرائيل"، مضيفًا: "أظهرت إيران مرة أخرى أنها تنوي زرع الفوضى في حديقتها الخلفية".

وتابع سوناك: "بريطانيا ستواصل الدفاع عن أمن جميع الشركاء الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق وإسرائيل"، وأكمل: "نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لتحقيق استقرار الوضع ومنع المزيد من التصعيد. لا أحد يريد المزيد من إراقة الدماء".

كما حذّرت ألمانيا من تداعيات الهجوم على المنطقة، حيث كتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة "إكس": "ندين بأشد العبارات الهجوم المستمر الذي قد يغرق منطقة بكاملها في الفوضى".

وأضافت: "على إيران ووكلائها أن يوقفوا هذا الأمر فورًا"، مؤكدةً أن برلين تقف: "بحزم إلى جانب إسرائيل".