11-أكتوبر-2021

(Getty) توني موريسون عام 1977

ألترا صوت – فريق التحرير

صدر حديثًا عن دار الأمير للنشر في مارسيليا كتاب بعنوان "متعة الحوار عند الروائية الأمريكية توني موريسون"، للكاتب والمترجم المغربي عبد الله الحيمر. والكتاب يقدم خلاصة الرحلة الفكرية للكاتبة التي أتاحت لملايين الأمريكيين تجربة ما معنى أن يكون المرء أسود في بلد يعاني من العنصرية، والتي حرّضت الأمريكيين على تخيّل كيف عاش السود كبشر في عالم لم يرهم كذلك، ولا اعترف ببشريتهم، بما فيها من عميق الأفكار والمشاعر الأحاسيس.

أعادت توني موريسون الاعتبار للأمريكيين السود، بعد تنقيب في ذاكرة العذاب الجمعي، بأسلوب روائي فذ صوّر الجانب الأكثر ظلمة في النفس البشرية

توني موريسون (1931 - 2019) واحدة من أوائل الأصوات النسائية السوداء، وقد فتحت مواضيع جديدة مثل الجمال عند السود، كما في روايتها "العيون الأكثر زرقة" التي عرضت قصة فتاة تشعر أن العيون الزرقاء ستكون حلًّا لكل مشاكلها.

اقرأ/ي أيضًا: توني موريسون.. الكتابة على إيقاع الروح الأفريقية

ولدت موريسون لعائلة فقيرة من الطبقة العاملة، وقد قورنت كتبها بروايات وليم فوكنر. اشتهرت بروايتها "نشيد سليمان" عام 1977، حيث يبحث بطل الرواية عن كنز تتحدث عن عائلته، ولكنه وجد أن الكنز هو الانتقام، فعائلته كانت تقتل شخصًا أبيض مقابل كل شخص من السود يقوم البيض بقتله. ثم توالت رواياتها التي قادتها إلى جائزة نوبل عام 1993.

يستهل الكتاب تقديم يحلل فيه المترجم مفهوم الحوار عند الروائية الأفرو أمريكية، في أكثر من 20 حوارًا مطولًا مترجمًا في محاور: الأدب الأسود، الرواية، صورة الآخر، الأدب المقارن.

ويسلط الضوء على شخصيتها، ورؤاها وفلسفتها في الحياة، وموقفها من المجتمع الأمريكي وتحولاته الاجتماعية، وتقديمها كعلامة فارقة في الأدب الأمريكي المعاصر، وصاحبة الأسئلة الأكثر استبصارًا.

وعن إشكاليات الحوار عند توني موريسون، يقول المترجم: "الحوار عند موريسون سمة ثقافية معرفية، تواصلي في بعده الحضاري، ينقل الأقلية السوداء من إطار النظرة البيضاء الضيقة، إلى رحاب الحياة المدنية والاجتماعية، وإلى قيم الكرامة الاجتماعية، والمساواة الأخلاقية. وبمثابة جسر إنساني نحو الآخر المتباهي ببياضه، فتنوع الحوارات، وتعدد مستوياتها، في حد ذاته دلالة صحية على حيوية هذا المجتمع بكل فئاته".

ويضيف: "لقد اخترت ترجمة حوارات الروائية الأفرو أمريكية توني موريسون، بهذه الظرفية التي يمر فيها العالم الآن، لأن لها التباسات بحاضر العنصرية في أمريكا أولًا، وفي بعض الدول الأخرى. نحن نعيش زمن العنصرية البنيوية جسدًا وروحًا في أمريكا، كحقيقة مادية مجسدة يعيشها يوميًا المهاجرون والأقليات في العالم الجديد. في زمن أصبحت فيه العنصرية متجذرة وبنيوية في العالم، تصبح الترجمة عمومًا لحظة لانتصار جدارة القيم الإنسانية، ورفض القيم البغيضة إنسانيًا، كالعبودية والعنصرية والإرهاب واضطهاد الحريات العامة".

توني موريسون أعادت الاعتبار للأمريكيين السود، بعد تنقيب في ذاكرة العذاب الجمعي، بأسلوب روائي فذ صوّر الجانب الأكثر ظلمة في النفس البشرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رحيل توني موريسون.. الأسئلة الأكثر استبصارًا