02-نوفمبر-2022
كأس العالم

"Getty" احتفال الإيطالي تارديللي في نهائي مونديال 1982

يدور تعريف كرة القدم البدائي البسيط، حول تنافس 22 لاعبًا منقسمين إلى فريقين، حول فكرة تسجيل عدد أكثر من الأهداف في مرمى الفريق الآخر، وبالتالي فإن لحظة تسجيل الهدف بالنسبة لكل لاعب، هي في الغالب اللحظة الأجمل والأهم له، فهذا يمكّنه من مساعدة فريقه على تحقيق الفوز، كذلك يساهم في رفع أسهم اللاعب وقيمته الفنية في سماء الكرة، فكيف الحال عندما يكون الهدف في البطولة الأهم وهي كأس العالم، ما سيجلب السعادة لأهل بلده المتجمهرين في الملعب لمؤازرة منتخبهم، أو المتحلقين حول شاشات التلفزة؟ ولذلك فإن تسجيل الهدف يجعل اللاعب يخرج أقصى ما لديه من مشاعر الفرح، ويعبّر عنها من خلال الاحتفال بالهدف.

كأس العالم

خلال نسخ كأس العالم، اشتهر بعض اللاعبين باحتفالاتهم المميزة بالأهداف التي يسجلونها، فيما ارتجل نجوم آخرون احتفالاتهم لحظة تسجيل الهدف، وكان بعضها مرتبطًا بحدث آني يخصّ اللاعب، وأخرى تحمل رسائل ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أراد اللاعب إيصالها.  

هناك احتفالات في كأس العالم حصلت على شعبية كبيرة، وتحول البعض منها لنموذج قلّده الكثير من اللاعبين لاحقًا، مثل احتفال البرازيلي بيبيتو في مونديال 1994.

نتعرف في ما يلي على أبرز هذه الاحتفالات.

إنييستا يكرّم صديقه الراحل

واحد من أكثر الاحتفالات إنسانية ومعانٍ سامية. سجّل الإسباني إنييستا هدفًا قاتلًا ضد هولندا في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي في نهائي مونديال 2010، ليهدي بلاده أول ألقابها العالمية. الرسام خلع قميصه بعد الهدف، ليظهر قميصه الداخلي الذي حمل عبارة " داني خاركي دائمًا معنا"، في تحية لزميله خاركي لاعب اسبانيول الذي توفي في العام 2009 بعد أزمة قلبية، عن عمر 26 سنة. بالرغم من العداوة الكروية بين برشلونة واسبانيول، فريقي مقاطعة اسبانيول، فإن جماهير إسبانيول اعتادت طوال السنوات اللاحقة التصفيق لإنييستا عندما يواجه فريقهم.

بيبيتو يرحّب بمولوده الجديد

سجّل المهاجم البرازيلي بيبيتو الهدف الثاني للبرازيل ضد هولندا في ربع نهائي مونديال 1994 ، وركض مباشرة إلى خط الملعب، ليحتفل مع روماريو ومازينيو ( والد رافينيا وتياغو ألكانتارا ) من خلال محاكاة حمل طفل رضيع بأيديهم. أراد بيبيتو بذلك توجيه التحية لابنه ماتيوس أوليفيرا الذي وُلد قبل المباراة بساعات.

احترف ماتيوس لاحقًا كرة القدم، ولعب مع نادي فلامينغو، لكنه لم يصل لشهرة والده، لكن الاحتفال انتشر بشكل كبير، ولا يزال يُستخدم حتى اليوم من اللاعبين الذين يرزقون بأطفال حيث يهدونهم أهدافهم.

لاودروب يستجيب لطلب ابنه الغريب

سجل نحم منتخب الدنمارك براين لاودروب هدفًا جميلًا ضد البرازيل في ربع نهائي مونديال 1998، لكنه احتفل يومها بطريقة غريبة، حيث ارتمى على الأرض الملعب، واستلقى على الأرض كأنه يأخذ استراحة. أشار لاودروب المتوج مع الدانمارك بيورو 1992، إلى انه لم يكن قد حضّر الاحتفال قبل المباراة، وقد ارتجله مباشرة، بعدما طلب منه ابنه أن يحتفل بطريقة مميزة، لأن احتفالاته في العاد " مملة".  وقد اعترف لاودروب أنه استلهم هذا الاحتفال من الإيطالي روبرتو دي ماتيو لاعب تشيلسي يومها، والذي احتفل بطريقة مشابهة بعد تسجيل أحد الأهداف.

سجّل ماركو تارديلي أحد أهداف إيطاليا الثلاثة ضد ألمانيا في نهائي مونديال 1982. بالرغم من جمالية الهدف، فإن الاحتفال كان أجمل منه بحسب الصحافة الإيطالية، حيث ركض اللاعب باتجاه مقعد بدلاء إيطاليا، وكان يحرك يديه ورأسه بسرعة، كأنه دبّ يحاول أن يهاجم فريسة، لكنه احتفال يوحي أيضًا بالبهجة والسرور وحبّ الانتصار، وأصبح أحد أهم اللحظات الأيقونية للطليان في تاريخهم المونديالي.

عندما سجل غروسو هدف إيطاليا الأول ضد ألمانيا في الوقت القاتل من الشوط الإضافي الثاني، ضمن نصف نهائي مونديال 2006، احتفل بهدفه بطريقة ذكرت الطليان باحتفال تارديلي.

نسور ألبانية

فازت سويسرا على صربيا بنتيجة 2-1 ضمن دور المجموعات لمونديال 2018 في روسيا. اللاعبان المتحدران من أصول ألبانية، احتفلا عبر رسم إشارة النسر على صدريهما، في محاكاة لعلم ألبانيا، الدولة ذات الغالبية المسلمة، والتي تعرضت لمجازر قام بها الصرب في التسعينيات. وقد فتح الفيفا يومها تحقيقًا بالحادثة، وجّه إنذارًا للاعبين، ودعاهما إلى عدم تكرار هذا " السلوك " واحترام مبدأ فصل السياسة عن الرياضة. مع العلم أن الفيفا لم يفعل الأمر نفسه مع اللاعب الغاني جون بينتسيل، الذي رفع علم الاحتلال الإسرائيلي في مونديال 2006.

البهلوانيّ

سجّل النيجيري جوليوس أجاهوا هدفًا ضد السويد في دور مجموعات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، واحتفل بطريقة فنية مبتكرة، حيث قام بست شقلبات متتالية في الهواء، في لقطة صعبة ونادرة. معلق إنجليزي قال يومها إن جوليس باستطاعته تمثيل نيجيريا أيضًا في أولمبياد أثينا 2004 بلعبة الجمباز، وقد يفوز بميدالية!