28-أكتوبر-2023
النصب التذكاري للشهيدة شيرين أبو عاقلة بعد تحطيمه من قِبل قوات الاحتلال

النصب التذكاري للشهيدة شيرين أبو عاقلة بعد تحطيمه

لم تكد تمضي ساعات على قيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف منزل مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، ما أدى إلى استشهاد عدد من أفراد أسرته بينهم زوجته وابنه وابنته، حتى عمدت قواته إلى تكسير نصب تذكاري للإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة كان قد وضِع في المكان الذي استُشهدت فيه بجنين في الضفة العربية. كما قامت بتخريب الشارع الذي يحمل اسمها في المحلّة نفسها.

الجريمتان، وإن اختلفتا في الشكل، فإنهما تصبّان في الخانة نفسها وتحيلان إلى خوف الاحتلال من الصحافة التي تحاول نقل صورة ما يجري في غزة وفضح جرائمه، وكذلك محاولته ترهيب العاملين في المؤسسات الإعلامية المؤيدة للقضية الفلسطينية، بهدف الحدّ من عزيمتهم.

أعاد تخريب قوات نصب شيرين أبو عاقلة إلى الأذهان الدور الكبير الذي لعبته الشهيدة طوال مسيرتها

وقد دأبت آلة القتل الإسرائيلية على استهداف الأطقم الصحفية منذ اليوم الأول من العدوان على غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من عشرين صحفيًا ومصوّرًا، بالإضافة إلى استهداف عائلات الإعلاميين ومنازلهم بشكل متعمد، وصولًا إلى تخريب النصب التذكارية، ما يعكس الدور الكبير الذي لعبه المراسلون في فضح ممارسات الاحتلال، بالرغم من أنهم يعملون في ظروف استثنائية، ويواجهون خطر الموت بشكل يومي، ويعانون مع الغزاويين من شحّ الغذاء والمياه.

ناهيك عن أنهم يعملون لساعات طويلة (أحيانًا 20 ساعة في اليوم) بهدف نقل الصورة بأفضل طريقة ممكنة، متنقلين بين المشافي ومخيمات النزوح وأنقاض الأبنية المدمرة، مع ما يحمله من الخطر الداهم، في حضرة عدو لا يميز بين مدني وعسكري وحتى صحفي.

أعاد تخريب نصب شيرين أبو عاقلة إلى الأذهان الدور الكبير الذي لعبته الشهيدة طوال مسيرتها، وبالأخص عندما كانت تغطي اعتداءات قوات الاحتلال ضد مخيم جنين ربيع عام 2022، عندما تمّ اغتيالها.

وقد أطلق ناشطو وسائل التواصل في العالم العربي وسم #شيرين_أبو_عاقلة للتعبير عن غضبهم من تخريب النصب التذكاري الخاص بها، مع العلم أن هذا الاعتداء أتى بعد أيام قليلة من إقرار الأمم المتحدة بمسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن استشهادها، بسبب استخدام "القوة المميتة بدون مبرر" على ما جاء في التقرير، ما يدحض الرواية الإسرائيلية التي حاولت التنصل من الجريمة.

وفي أبرز التغريدات حول هذا الموضوع، كتبت الإعلامية غادة عويس: "هكذا حوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي الحاقد الشارع حيث استشهدت #شيرين_أبو_عاقلة مدمّرًا النصب التذكاري اغتالها واعتدى على تابوتها ثم دمّر نصبها التذكاري تغيظه في حياتها وفي مماتها ذكراها مؤبد وهذا ما لن يستطيع محوه جيش إبليس على الأرض".

بدوره، كتب أحد الناشطين: "الاحتلال يدمر نصب شيرين أبو عاقلة، كأنه بذلك يستطيع محوها من الذاكرة الجمعية".

الناشط الفلسطيني رشيد بو عمر كتب من جهته: "جرائم الاحتلال مستمرة، حاول الجيش الإرهابي العنصري الاعتداء على الصحفية شيرين أبو عاقلة وهي في النعش، حتى بعد أن قتلوها".

واعتبر مغرّد آخر أن الاعتداء على نصب الشهيدة أبو عاقلة هو مثال على الحقد والسواد والحقارة بحسب تعبيره، ونشر مقطع فيديو يظهر النصب المحطّم، وشبكة المياه التي قام الاحتلال بتدميره في الشارع نفسه.

وضمن السياق نفسه، كتبت الإعلامية صفاء الصالح: "حتى بعد ما ماتت تعباكم؟ تطلعوا غلكم من كلمة الحق اللي كانت بتنقلها في نصب تذكاري؟ منتهى الوضاعة".