09-يناير-2024
علم فلسطين الانتدابية

فيديكا باهل في البرنامج

ادعى مؤيدون لإسرائيل على الإنترنت أن فلسطين كانت دائمًا كيانًا يهوديًا، بسبب العلم الذي تم تصويره في قاموس لاروس عام 1939، والذي ظهر فيه علم فلسطين مقسومًا إلى نصفين أبيض وأزرق، وفي وسطه نجمة داوود.

وفي حلقة من "حقيقة أم زيف" على "فرانس 24" الإنجليزية، بينت فيديكا باهل عبر إجماع عدد من المؤرخين والخبراء أن هذه المعلومات مضللة.

قالت باهل إنه جرى الاتصال بالعديد من الخبراء، وأكدوا أن العلم الذي نصفه أبيض ونصفه أزرق وفي وسطه نجمة داوود، لم يكن علم فلسطين الانتدابية.

وتنتشر صورة هذا العلم منذ مدة على المنصات مع ادعاءات بأنه العلم الفلسطيني الرسمي لعام 1939.

وكتب أحد الحسابات على فيسبوك: "يظهر علم فلسطين عام 1939 أنه تم الاعتراف بها ككيان يهودي حتى ذلك الحين، وأن اسم "فلسطين" يشير تاريخيًا إلى منطقة (سماها الرومان بعد طردهم لليهود عام 134 للميلاد، باستخدام اسم الفلسطينيين وهم أعداء إسرائيل التوراتيين)، وليس لشعب".

وبحسب تدقيق للمعلومات قامت به وكالة "رويترز" للأنباء في أواخر العام المنصرم، فإن العلم الذي يظهر في الصور المتداولة ليس علمًا رسميًا لفلسطين التاريخية.

وقال شاي هازكاني، الأستاذ المشارك في برنامج جوزيف وريبيكا مايرهوف ومركز الدراسات اليهودية في جامعة ميريلاند: "يبدو أن هذا العلم هو علم غير رسمي، ظهر أحيانًا على السفن المملوكة لليهود خلال فترة الانتداب عندما كان الاسم الإنجليزي الرسمي للبلاد لا يزال فلسطين".

كما قال سليم تماري، المؤرخ الفلسطيني وأستاذ علم الاجتماع الفخري في جامعة بيرزيت، إنه: "خلال الانتداب البريطاني، تم استخدام علم الاتحاد مع إدخال كلمة فلسطين فيه".

وكما هو معروف، فإن علم الاتحاد هو علم المملكة المتحدة، ويُعرف باسم "جاك الاتحاد".

وبرأي تماري، فإن العلم المنشور على وسائل التواصل والذي يحمل نجمة داوود ليس سوى أحد الأمثلة العديدة للحركات الصهيونية في المنطقة. وأضاف أن الحركة الوطنية الفلسطينية كان لها علمها الخاص في ذلك الوقت، مثل علم الشريف حسين الحالي لكن بنجمة.

وقال ديريك جوناثان بنسلار، المؤرخ الأمريكي الكندي المهتم بإسرائيل والمجتمعات اليهودية في الشتات، إن العلم الرسمي لفلسطين الانتدابية في عام 1939 كان علم الاتحاد. لكنه أضاف أن المؤسسات اليهودية داخل فلسطين الانتدابية تستخدم بشكل روتيني أشكالًا مختلفة من علم الحركة الصهيونية مع نجمة داوود على خلفية زرقاء وبيضاء.

وقال تامير سوريك، أستاذ الفنون الحرة لتاريخ الشرق الأوسط في جامعة ولاية بنسلفانيا، والذي كتب عن تاريخ العلم الفلسطيني، إن هناك محاولات عديدة لتأسيس علم للحركة الصهيونية، والذي غالبًا ما كان يتضمن الأجزاء الزرقاء والبيضاء مع نجمة داوود.

العلم الفلسطيني الحالي صمّمه الشريف حسين للثورة العربية، وأعيد اعتماده عام 1948، وفقًا للجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية.