11-ديسمبر-2015

(مارجي لانغ/Getty)

لم يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تحول من حيث لا يدري لمروّج للبضائع التركية في العالم العربي، حيث تسببت "عقوباته" الاقتصادية الأخيرة بموجة تعاطف كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عبّر خلالها آلاف المستخدمين ورجال الأعمال العرب عن دعمهم للمنتجات التركية.

وكان بوتين أصدر مرسومًا يقضي بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا بعد إسقاطها لطائرة حربية روسية اخترقت أجواءها، وتتضمن العقوبات منع استيراد بعض المنتجات التركية وحظر الرحلات التجارية ووقف الاستعانة بالعمالة التركية وإعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين. عقوبات بوتين دفعت عددًا من مستخدمي موقع "تويتر" لإطلاق وسوم (هاشتاغ) من قبيل #دعم_البضائع_التركية و#أنا_عربي_وأتضامن_مع_تركيا و#كلنا_تركيا، عبّر فيها آلاف النشطاء عن تعاطفهم مع تركيا واستعدادهم للمساعدة في تسويق منتجاتها في العالم العربي.

عقوبات بوتين دفعت عددًا من مستخدمي موقع "تويتر" لإطلاق وسوم (هاشتاغ) من قبيل #دعم_البضائع_التركية و#أنا_عربي_وأتضامن_مع_تركيا و#كلنا_تركيا

الصحفي أحمد السالم كتب على صفحته "ليس من المروءة ولا الإنصاف أن نترك تركيا التي تقف بكل شجاعة لدعم قضايانا العربية وحدها في مواجهة العبث الروسي"، فيما أضاف الدكتور جمعان الحربش "بوتين أعلن أن مشكلة أردوغان هي أسلمة تركيا وفرض رسوم على بضائعها ما أستطيع فعله هو أن تكون المنتجات التركية خياري الأول".

الدكتور سعد عطية الغامدي تساءل "هل تكون حملةٌ لإعطاء المنتجات التركية: الغذائية والصناعية والتجارية والسياحية أولويةً، نكايةً في الدب الروسي؟"، وأضاف الإعلامي علي الظفيري "شخصيًا، أنا عربي وأتضامن مع تركيا وأؤيد دعم البضائع التركية، ودعم الموقف السياسي التركي المناصر للشعب السوري ضد احتلال روسيا وإيران".

ورجل الأعمال والبحث الاقتصادي السعودي عصام الزامل أطلق استبيانًا على صفحته في "تويتر" حول حملة دعم المنتجات التركية شارك فيه نحو تسعين ألف مغرد، أكد 65% منهم تأييدهم للحملة.

وكتب الزامل "أقوى وسائل الدعم لتركيا بالترتيب: السياحة في تركيا، السفر على الخطوط التركية، شراء البضائع التركية"، فيما طالب أحد المستخدمين بوضع قائمة للمنتجات التركية لتسهيل شرائها.

بعض المصادر أشارت إلى أن شركات خليجية أبدت استعدادها لاستيراد المنتجات التركية التي قامت روسيا بحظرها، بالمقابل اقترح وزير الصناعة والتجارة المصري طارق قابيل على نظيره الروسي دينيس مانتوروف سد احتياجات السوق الروسى من المنتجات التي تم حظر استيرادها من تركيا.

الباحث السوري المتخصص بالشأن التركي عبد القادر عبدللي قلل من أهمية العقوبات التي اتخذتها موسكو ضد أنقرة، مضيفًا "بالنسبة لوقف روسيا استيراد اللحم الأبيض من تركيا، فهو سينفذ اعتبارًا من رأس السنة، ولعل الأمور تكون قد تحسنت حتى ذلك التاريخ، وبالنسبة إلى وقف حجوزات السياحة اللاحقة، فالموسم السياحي شارف على الانتهاء، وبهذا المعنى سيكون التأثير طفيفًا".

ستكون خسائر روسيا من قطع الغاز أكبر بكثير من خسائر تركيا وروسيا لن تؤذي نفسها من أجل أن تؤذي تركيا

 وتابع في حديثه مع "ألترا صوت": "أما على صعيد استيراد تركيا الغاز، فقد أعلن نائب وزير الطاقة الروسي بأن روسيا لن تقطع الغاز عن تركيا، ولكن هناك مشكلة بالسعر كانت قائمة بين تركيا وروسيا قبل الأزمة، وهددت تركيا بإحالتها إلى التحكيم الدولي، من جهة أخرى صرح وزير الثروات الطبيعية في كردستان العراق بأن الإقليم مستعد لتعويض تركيا بالغاز الطبيعي مهما كانت كمية النقص، وهكذا ستكون خسائر روسيا من قطع الغاز أكبر بكثير من خسائر تركيا، ولا أعتقد بأن روسيا ستؤذي نفسها من أجل أن تؤذي تركيا".

وسائل الإعلام الروسية ساهمت أيضا (من حيث لا تدري) بالتسويق لأحد المطاعم في مدينة اسطنبول التركية، بعدما نشرت صورًا لصاحبي المطعم على أنهما قياديين في تنظيم "الدولة الإسلامية"، خلال لقائهما مع بلال نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو مادفعهما لتوجيه دعوة للرئيس الروسي لتناول وجبة غداء والتعرف إليهما عن كثب.

اقرأ/ي أيضًا:
لماذا تنهزم المعارضة التركية دومًا؟
بين أنقرة وموسكو.. مواجهة عسكرية أم قنابل صوتية؟