13-أكتوبر-2015

مورينيو في خطر (سيرينا تايلور/Getty)

" لقد كانت علامتنا واحدًا على عشرة في الشوط الأول من المباراة"، بهذه الجملة افتتح جوزيه مورينيو المؤتمر الصحفي بعد نهاية مباراة فريقه تشيلسي في مواجهة نيوكاسل التي انتهت بالتعادل 2-2. ولم يأت كلام "السبيشال وان"، الذي وضع ضغطًا إضافيًا على لاعبيه بتصريحاته، إلا بعد أداء هزيل جدًا قدّمه تشيلسي منذ انطلاقة الموسم، حيث يحتل حامل لقب البريميير ليغ في الموسم الماضي المركز السادس عشر في الدوري حاليًا، برصيد ثمان نقاط من ثمانِ مباريات، والوضع إلى مزيدٍ من التدهور. وتعتبر العلامة الفارقة هي دفاع تشيلسي الذي شكّل قوّة الفريق في فلسفة مورينيو، فالفريق اللندني هو ثاني أسوأ دفاع في الدوري الإنجليزي (تلقّى سبعة عشر هدفًا) بعد صاحب المركز قبل الأخير ساندرلاند (تلقّى ثمانية عشر هدفًا).

قصة تراجع البلوز بدأت مع فشله في إتمام صفقات ناجحة في الانتقالات الصيفية الأخيرة، فإلى جانب خطف بيدرو رودريغيز الذي كان يقدم أداءً متواضعًا مع برشلونة في اللحظات الأخيرة لسوق الانتقالات، لم يشكّل انتقال راداميل فالكاو والحارس الاحتياطي ازمير بيكوفيتش أي إضافة جذرية على تشكيلة تشيلسي، وذلك في الوقت الذي فشل فيه الفريق بالحصول على توقيع مدافع إيفرتون جون ستونز ولاعب وسط يوفنتوس بول بوغبا.

الفريق يملك مقومات مالية ضخمة خاصّة من عائدات "البريميير ليغ" في الموسم الماضي

هذا الفشل في السوق الانتقالية لفريق يملك مقومات مالية ضخمة خاصّة من عائدات "البريميير ليغ" في الموسم الماضي وضع المدير الفني جوزيه موينيو في مشاكل جسيمة بمختلف خطوطه، وبدا البرتغالي أكثر اهتمامًا بزوجة بينيتيز وتراشق التصريحات الإعلامية مع المدير الفني لأرسنال آرسين فينغر في الآونة الأخيرة، ولم تظهر لمساته في معالجة المعدّل المرتفع للأهداف التي يتلقاها مرمى فريقه. وفي الوقت الذي شكلت إصابة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا ضربة موجعة للفريق، بدت غرفة ملابس تشيلسي في وضعية مهزوزة بعد مشاكل مورينيو مع طبيبة الفريق إيفا كارنينو، بالإضافة إلى فقدانه الثقة بصخرة دفاعه جون تيري بعد تراجع مستواه والذي يبدو أن اللاعب كورت زوما غير قادر على تغطية الفجوة الضخمة التي تركها.

اقرأ/ي أيضًا: ليفربول في عهدة المجنون

إلى جانب المشاكل في غرفة الملابس، ظهر لاعبون يشكلون ركيزة في تشكيلة مورينيو بمستوى منخفض، ويُعتبر المدافع الأيمن برانيسلاف إيفانوفيتش أسوأ ثغرة في دفاعات تشيلسي منذ بداية الموسم وظهر بمستوى بدني ضعيف وبطء كبير. أما في خط الوسط فإن الركيزتين الأساسيتين في خطة مورينيو ( 4-3-2-1) نيمانيا ماتيتش وسيسك فابريغاس يقدمان عروضًا ضعيفة تكتيكيًا لجهة الالتزام الدفاعي وهو ما ترك مساحات واسعة بين المدافعين والوسط، وأجبر مورينيو على إشراك وليان وراميرس لإعادة التوازن إلى الوسط في مواجهة نيوكاسل الأخيرة.

نتيجة لهذه المشاكل الفنية بدأ الوقود ينفد من باص جوزيه مورينيو، فالتكتيك التقليدي للمدرب البرتغالي لم يعد مقبولاً في البريمييرليغ، حيث بات لدى معظم الفرق مهاجمون أقوياء وقادرون على التسجيل في أي وقت، فإقفال المنطقة في وجه الخصوم ذوي العقم الهجومي من الأساس لم يعد ممكنًا. والدفاع الذي يأتي بالبطولات باتت تبدأ مهمته في الهجوم وهنا يفتقد مورينيو لخيارات واسعة بين فالكاو الذي يعاني من عقم تهديفي ولياقة بدنية سيئة، وريمي الشاب الذي يفتقد للخبرة ودييغو كوستا المنكب على افتعال المشاكل في الملعب، ما أدّى إلى إيقافه ثلاث مباريات.

تبدو فلسفة مورينيو الكروية أمام حائط مسدود اليوم في الدوري الإنجليزي، ويحتاج المدرب للتفكير بأكثر من الفوز بالبطولة بنتيجة 1-0 في كل مباراة، يحتاج مورينيو اليوم إلى التعالي عن مشاكله الشخصية داخل الفريق وإلى الشجاعة التي طالما افتقدها، وتعديل تكتيكه ليتحوّل من باص باتت تدخل الأهداف من جميع نوافذه، إلى حلقة مهارية قادرة على تقديم كرة شاملة ممتعة. تشيلسي ليس فريقًا عاديًا.


ذكريات مورينيو

اقرأ/ي أيضًا: بواش ودي ماتيو والحظ ثالثهما!