15-سبتمبر-2018

مر ربع قرن كامل على توقيع اتفاقية أوسلو في 13 أيلول/سبتمبر 1993 (أ.ف.ب)

انقضى ربع قرن كامل على اتفاقية أوسلو، التي جرت مباحثاتها السرية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في العاصمة النرويجية أوسلو، ما أنضج في النهاية اتفاقًا عُرف بـ"إعلان المبادئ"، جرى توقيعه في واشنطن في 13 أيلول/ سبتمبر 1993.

انقضى ربع قرن على اتفاقية أوسلو التي جرت مباحثاتها بين منظمة التحرير وإسرائيل في أوسلو، وخرجت باتفاق وقع في 13 أيلول/سبتمبر 1993

على الاتفاقية، وعن جانب منظمة التحرير الفلسطينية، وقع محمود عباس، فيما كان شمعون بيريز الموقع عن جانب الاحتلال الإسرائيلي، وبحضور ياسر عرفات وإسحاق رابين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون.

اقرأ/ي أيضًا: رُبع قرن على المصافحة بين عرفات ورابين

نص الاتفاق على مفاوضات أوّلية تؤدي للانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربيّة وقطاع غزة على مرحلتين، تبدأ الأولى في 13 من تشرين الأول/أكتوبر 1993 وتنتهي بعد ستة أشهر. أما المرحلة الثانية فتستمر لمدة خمس سنوات، تبدأ بعد الانسحاب من مدينة أريحا وغزة.

نص الاتفاق على فترات زمنية يجرى في إطارها مفاوضات حول الأمور التي ما زالت مُعلّقة، فبالرغم من أن الإطار الزمني لمناقشة قضية القدس والمستوطنات واللاجئين والترتيبات الأمنية والحدود، كان محددًا بثلاث سنوات كحد أقصى، إلا أنها ما زالت معلقة حتى الآن، أو تم تصفيتها لصالح الاحتلال الإسرائيلي، كالقدس، التي تم الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل من جانب الإدارة الأمريكية الحالية.

تبع اتفاقية أوسلو مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية، كبروتوكول باريس واتفاق الخليل مثلًا، إلا أنها في مجموعها لم تفلح في تطبيق سلام عادل لطرفي الاتفاق. ويجدر بالذكر هنا أن المفاوضات بين قيادة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي متوقفة منذ نيسان/أبريل 2014.

اليوم، وبعد مرور ربع قرن على اتفاقية أوسلو، يرى 73% من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه قبل اتفاقية أوسلو، فيما قالت نسبة من 10% أن الوضع اليوم هو كما كان قبل اتفاق أوسلو، بحسب نتائج استطلاع الرأي للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.

فيما يرى حوالي ثلثي المستطلَعين (65%) أن اتفاق أوسلو قد أضر بالمصلحة الفلسطينية، أما نسبة 16% منهم فترى أنه قد خدم المصلحة الفلسطينية، وقالت نسبة من 16% أنه لم يخدم ولم يضر المصلحة الفلسطينية، بحسب الاستطلاع ذاته.

ويرى المحلل السياسي حسام الدجني، أنه بات من الواضح أن اتفاقية أوسلو عززت من أمن وشرعية الاحتلال الإسرائيلي، وأضعفت الحالة الفلسطينية، وساهمت في تشويه صورتها أمام العالم أجمع، وبذلك فإن اتفاق أوسلو الذي أقر المجلس المركزي لمنظمة التحرير أخيرًا توصيةً بوقف العمل به، هو "مشروع تصفوي بما تعنيه الكلمة"، كما قال. ومن هنا، فإن "أولى خطوات إنهاء الانقسام هي العمل على إنهاء العمل بأوسلو، أو على أقل تقدير، دراسة تقويمية جديدة لهذا المسار، والانقلاب على كل سلبياته، والمراكمة على أي إيجابيات صنعت وأصبحت واقعًا في هذا الاتفاق"، على حد قول الدجني في تدوينة له على فيسبوك.

أما الشاعر والأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، فغرّد عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، قائلًا: "قبل رُبعِ قرن وُلِدَتْ اتفاقيةُ أوسلو وماتت القضية.

فيما قال الناشط السياسي الفلسطيني زياد العالول عبر تيوتر: "أوسلو بداية الانقسام السياسي الفلسطيني، وبداية الانقسام الجغرافي داخل وخارج غزة والضفة، وأوسلو بداية صفقة القرن".

أما الكاتب السعودي أحمد بن سعيّد، فقد غرّد عبر حسابه على تويتر، قائلًا:: "قبلت منظمة التحرير بشروط الرضا الأميركي عنها، فنبذت الإرهاب (الكفاح المسلح)، واعترفت بوجود الكيان الصهيوني، ووقّعت بدعم عربي اتفاق أوسلو الذي قبلت فيه تأجيل أهم القضايا كالقدس وحق العودة، إلى أجل غير مسمّى، ولم تشترط حتى وقف الاستيطان، فكان من الطبيعي أن تخرج من كل ذلك صفر اليدين!".

وعلق الصحفي معن البياري، على ذكرى اتفاقية أوسلو، في مقال له بصحيفة العربي الجديد، تحت عنوان "في تذكر أوسلو.. ثقافيًا"، فقال: "وأنت تكاد لا تقع على كاتب فلسطينيٍّ، مشتغلٍ بالفكر أو بالإنتاج الأدبي، أثنى على هذا الاتفاق، وقرّظه بحماسٍ ظاهر، أو أفرط في حِسبانه إنجازًا كبيرًا للشعب الفلسطيني، وقد صدرت مواقف منتجي الأدب والفنون الناقدة لأوسلو، والرافضة له، عن شحناتٍ وجدانيةٍ، وطنيّة طبعًا، غير مكترثةٍ أبدًا بما هو سياسي".

 ويقتبس البياري رأي عزمي بشارة حول الاتفاق في عام 2004، إذ كتب الأخير: "كان كارثةً حقيقيةً للشعب الفلسطيني، وإنْ لا أستطيع أن أثبت أنه لو لم يوقّع لتطور الوضع بشكل أفضل".

وحول ضعف المفاوض الفلسطيني، الذي انتقده المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد بشدة، قالت الصحفية مجدولين حسونة، في تغريدة على تويتر: "عارفين ليش ضاع الوطن بالساهل؟ ببساطة لأنو واحد مثل حسن عصفور، أحد المفاوضين الفلسطينيين الثلاثة الرئيسين في أوسلو، لم يكن يتقن اللغة الإنجليزية، لغة التفاوض، وكان يسأل كل ليلة زملاءه: عن ماذا دار التفاوض؟".

أما رسام الكاريكاتير ناصر جعفري، فقد رسم هذا الكاريكاتير الذي يوضح مدى تأثير اتفاقية أوسلو على تقسيم الجغرافيا الفلسطينية، وانفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة.

73% من الفلسطينيين في الضفة وغزة يرون أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه قبل توقيع اتفاقية أوسلو قبل 25 عامًا

أما احساب "بنت فلسطين" فقد نشر على موقع تويتر: "توقفت "إسرائيل" عن استكمال عملية انسحاب قواتها المقررة من المناطق وفق الاتفاق، وبدلًا من ذلك زادت من نشاطاتها الاستيطانية في كل مكان، بل واستباحت الأراضي الفلسطينية كلها. حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا هو اتفاق أوسلو الذي كبل الأيادي واغتصب الأراضي".

[[{"fid":"102780","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":620,"width":559,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

 

اقرأ/ي أيضًا:

إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن.. "صفقة القرن" بالتقسيط السريع

عباس و"أبطال صفقة القرن".. تطبيع التطبيع والاستبداد