21-أبريل-2019

يعي الشارع السوداني محاولات التدخل الخارجية في مسار انتفاضته (تويتر)

الترا صوت - فريق التحرير

منذ أيام قليلة انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان حملة ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وانتظمت في شكل تدوينات وتغريدات تحت وسم "#تجمع_المهنيين_السعوديين"، على نحو ما جرى في السودان من الجسم المهني الذي ظل ينظم حركة الاحتجاج ودعوات الاعتصمام منذ كانون الأول/ديسمبر 2018، وأصبح بعد سقوط نظام البشير بمثابة الإطار لتصدير الثورة، أو بالأحرى دفعة للموجة الثانية من الربيع العربي.

على نحو ما جرى في السودان، انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد ولي العهد السعودي تحت وسم #تجمع_المهنيين_السعوديين

وأخذ الوسم ينتشر شيئًا فشيئًا بمرور الأيام، مع الدعوة أيضًا إلى مواكب احتجاجية داخل الأراضي السعودية، دون أن يتضح من يقف خلفه بالضبط في بلاد تَعُد سلطاتها أنفاس الناشطين، وتمارس القمع المفرط على كافة المعارضين لسياسات النظام السعودي.

اقرأ/ي أيضًا: رفض التخريب السعودي الإماراتي في طليعة شعارات الحراك السوداني

والتقط ناشطون سودانيون الوسم بإضافة كلمة "يمثلني"، تأكيدًا للتضامن مع الشعب السعودي، ومن ثم الترويج له على فيسبوك وتويتر. كما استغله نشطاء سودانيون ليعربوا عن رفضهم لما رأوا فيه "تدخلًا سافرًا" من السعودية والإمارات في الشأن السوداني.

وعلى الوسم، أنشئت صفحات تضع العلم السعودي، تدعو إلى انتفاضة في أراضي المملكة، على السياسات القمعية التي ينتهجها محمد بن سلمان.

وتوالت الدعوات بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما طُوّرت شعارات احتجاجية من أبرزها: "من جدة لجيزان.. يطيح يطيح بن سلمان"، وهتاف آخر مستوحى من الانتفاضة السودانية، مستذكرًا جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقي: "المنشار ما بيقتل، بقتل سكات الربع.. بن سلمان تطيح بس".

كما تم معالجة صورة فتاة بالفوتوشوب مرتدية النقاب الأسود، وتقف على طريقة الناشطة السودانية الشهيرة آلاء صلاح

وفي حين استخدمت الصورة كرمز احتجاجي، فإنها استخدمت أيضًا سودانيًا للهجوم على السعودية بسبب ما اعتبره السودانيون تدخلات سافرة من القصر الملكي، الأمر الذي وصفه الكاتب السوداني عمر فضل بأنه "كوميديا سوداء بعث بها بعض الثوار كرد فعل لمحاولات تدخل بعض الدول في الشأن السوداني".

ويرى الناشط السوداني عصام مصطفى أن وسم #تجمع_المهنيين_السعوديين، "إذا كان الغرض منه دعابة فهو دعابة مع دولة لا تعرف معنى الدعابة في ما يتعلق بأمنها الداخلي". 

وأضاف على فيسبوك: "علينا ألا ننسى أن السعودية تملك أسلحة داخل المجتمع السوداني، متمثلة في التيار السلفي، أمثال عبد الحي يوسف وغيره، من عبدة الريال، ويمكن تحريكهم وقلب الطاولة على برامج التحرر التي تطرحها الثورة باستخدام العاطفة الدينية"، منبهًا إلى ضرورة "التركيز على الشأن الداخلي، وخلق علاقات متوازنة مع الجميع"، على حد قوله .

على الجانب الآخر، يبدو أن التدوينات والتغريدات المتفاعلة مع الوسم قد أغضبت حسابات مؤيدة لولي العهد السعودي، فشنت بدورها هجومًا على السودانيين، حمل بعضه إهانات عنصرية. لكن ما لفت الانتباه أن عددًا من هذه الحسابات، قد تبيّن أنها بالفعل حسابات وهمية!

 

اقرأ/ي أيضًا:

حراك السودان ومعركة الحكومة المدنية.. تحولات حاسمة

انتفاضة السودان.. صور تجسد مفارقات الرفض