10-يونيو-2016

إحدى حلقات ألو جدة(يوتيوب)

لم يثر برنامج ضمن البرمجة التلفزيونية الرمضانية جدلًا في تونس كما أثاره برنامج المقالب "ألو جدّة"، وهو البرنامج الذي يحقّق نسب مشاهدة عالية في وقت الذروة بعد الإفطار. وتقوم فكرة البرنامج على مشاركة سياسيين وإعلاميين في برنامج حواري ثم يوهم المقدّم ضيفه بأن القناة تحصّلت على سبق صحفي مع المخلوع زين العابدين بن علي الذي يتمّ تقليد صوته. وإثر ذلك، ينطلق الحوار بين بن علي المزيّف والضيف وكأنه حوار مباشر من جدّة، أين يقيم المخلوع منذ هروبه في 14 كانون الثاني/يناير 2011.

لم يثر برنامج ضمن البرمجة التلفزيونية الرمضانية جدلًا في تونس كما أثاره برنامج المقالب "ألو جدة"

وقد اعتبر متابعون أن فكرة البرنامج تحمل تبييضًا لصورة بن علي من خلال الهالة التي ترافق الاتصال به مشكّكين في الرسائل الخفيّة من البرنامج، فيما يذهب آخرون للتأكيد على ضرورة قولبة البرنامج في إطاره الهزلي وإن كان فاضحًا لضيوفه وكاشفًا للحقائق.

اقرأ/ي أيضًا: 5 إعلانات رمضانية تتصدر الجدل في "السوشيال ميديا"

أول السياسيين الذين وقعوا في الفخ هو إبراهيم القصاص عضو المجلس الوطني التأسيسي الذي صاغ دستور البلاد. ويُوصف القصّاص غير المتحزّب بأنه أكثر الوجوه السياسية شعبوية وإثارة للجدل، حيث عُرف بمواقفه المتقلّبة وتصريحاته الهزلية. وقد وقع في فخ المقلب حينما دعا بن علي للعودة إلى تونس وأنه سيحميه. وربما تفاجأ التونسيون أكثر بردّة فعل الإعلامي حسن بن عثمان الذي دعا بن علي لمغادرة السلطة قبيل هروبه. حيث سارع بن عثمان في حواره الزائف مع الرئيس المخلوع لكيل المدائح له إلى درجة وصفه بأنه "روح تونس وعقلها". وقد أثارت ردّة فعل بن عثمان الذي يصف نفسه بأنه كان معارضًا لنظام بن علي موجة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

خيبة الأمل من ردود أفعال ضيوف الحلقتين لحقتها إشادة واسعة بردّة فعل عماد دغيج وهو قيادي في "رجال الثّورة بالكرم"، وهو تنظيم يضمّ مواطنين مؤيدين للثورة في منطقة الكرم المتاخمة لقصر الرئاسة بقرطاج. عدم تملّق دغيج لبن علي المزيّف ومهاجمته له بشكل حادّ دفعت محامي بن علي منير بن صالحة لاعتبار أن دغيج كان يعلم بطبيعة المقلب وهو ما جعل ردّة فعله مبالغة، حسب قوله.

اعتبر متابعون أن فكرة برنامج "ألو جدة" تحمل تبييضًا لصورة بن علي مشكّكين في الرسائل الخفيّة من البرنامج

اقرأ/ي أيضًا: أهم أعمال الدراما والهزل التونسية في رمضان 2016

من جانب آخر، نقلت صحيفة محليّة أن المخلوع بن علي يتابع من منفاه في جدّة حلقات البرنامج باهتمام وذلك وفق مصادر قريبة منه، حسب ما أوردته الصّحيفة. كما ذكر بن صالحة أنه بادر بنفسه بالاتصال بموكّله بن علي ليعلمه بالبرنامج وهو لم ير مانعًا في ذلك. كما صرّح المحامي بأنه سوف يتّخذ الإجراءات القانونية تجاه الضيوف الذين يسيئون للمخلوع.

لقد جعلت خصوصية المقلب بالجمع بين السياسي والهزلي هذا البرنامج حديث الجميع خاصّة وأنه يكشف حقيقة السياسيين والإعلاميين في مواجهتهم المباشرة مع بن علي، وهو ما عكسه التفاعل الكبير بعد الإفطار على مواقع التواصل الاجتماعي مع كل حلقة. وقد وعد الإعلامي مكي هلال، الذي يلعب دور مقدّم البرنامج، أن هناك "معلومات حصرية ومفاجآت خطيرة " سيتم كشفها في الحلقات القادمة.

ومن المنتظر أن يشارك في الحلقات القادمة راشد الغنوشي، رئيس حركة النَهضة، وعدنان منصر، مدير ديوان الرئيس السابق المنصف المرزوقي، وبلقاسم العياري، مساعد أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل وشخصيات أخرى أغلبها كانت معارضة لنظام بن علي، ليبقى السؤال كل ليلة، من سينجح منها في اجتياز امتحان المبدئية وعدم التلوّن؟

اقرأ/ي أيضًا:

10 مسلسلات سورية للنقد والمتابعة في رمضان

إعلاميون ضللوا الرأي العام في مصر