02-أكتوبر-2015

المدرب في حالٍ حرجة الآن (أليكس كابروس/Getty)

تسع دقائق كانت كافية لتُخرج ليونيل ميسي من الملعب بعد تمزق أربطة ركبته وإدخال فريق برشلونة في نفق مظلم للأسابيع الثماني المقبلة. فإلى جانب الأخطاء الدفاعية التي يعاني منها الفريق الكاتالوني وضعف لاعبي الاحتياط، جاء تدخل مدافع فريق لاس بالماس بابلو بيغاس على القدم اليسرى للنجم الأول لبرشلونة ليكون ضربة قاسية في خطط لويس انريكي.

ستشهد الاسابيع الثماني المقبلة غياب ميسي عن مواجهة كل من باتي بوريسوف وبايرن ليفركوزن (الإياب) في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى مباريات صعبة في الدوري الإسباني في مواجهة كل من إشبيلية وفياريال والفريق العنيد إيبار، وفي هذا الوقت يبدو هجوم برشلونة في حالة ضعيفة مع تراجع مستوى نيمار وإصابة ميسي، حيث سيبقى سواريز الذي حمل الفريق على أكتافه ليفوز بمباراة لاس بالماس 2-1 الأمل الاكبر في الخط الأمامي لبطل إسبانيا، وعاد ليكررها ضد ليفركوزن ذهابًا.

سيكون الفريق الكتالوني أمام مهمة إثبات الذات في غياب نجمه الأول

بعد إصابة ميسي لن تكون الوضعية الفنية والتكتيكية للمدير الفني لويس إنريكي حامل خماسية العام الماضي كما قبل الإصابة، فالفريق الذي بنى ثقافته على ما عرف بالـ MSN، لن يكون قادرًا على الصمود بسهولة في مواجهة فرق أقوى من لاس بالماس. ومن هنا يواجه المدير الفني مشلكة أساسية في حارسه تير شتيغن الذي ظهر بمستوى ضعيف في المباريات الأخيرة وتلقّى أهدافا سهلة مع غياب الحارس الذي يملك خبرة كبيرة كلاوديو برافو، كذلك يفتقد دفاع برشلونة بوضوح إلى التنظيم وهو ما يظهر جليًا عند محاولة تدوير المدافعين أو إصابة أي عنصر أساسي منهم مثل جوردي ألبا، ما سيعرض مرمى برشلونة إلى خطورة في مواجهة فرق تملك قدرات هجومية مثل بايرن ليفركوزن وفياريال وإشبيلية.

اقرأ/ي أيضًا: ميسي.. أسطورة العالم بلا كأس

أما على الصعيد الهجومي فإن ثقافة الـ MSN ستفقد أهم عناصرها، وسيعتمد فريق برشلونة ومديره الفني لويس إنريكي على مهاجمين أقل مستوى مثل منير الحدادي وساندرو اللذين لا يستطيعان توفير الحلول الإعجازية في اللحظات الصعبة والحاسمة، كذلك فإن الإضافة المهارية والتكتيكية التي سيقدمانها لا يمكن مقارنتها بمردود ميسي الذي يشكل وجوده في الملعب، إلى جانب قدراته الفنية الخارقة، حماية معنوية للفريق في أي وقت من أوقات المباراة.

يدفع برشلونة اليوم في ظل الإصابات في مختلف خطوطه ثمن عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والتي لن تُرفع عنه قبل بداية عام 2016، وهو ما سيفقده حتى بداية العام أحد الحلول الهجومية التي يمكن أن تكون إضافة كبيرة وهو اللاعب أردا توران القادم من أتليتكو مدريد، خاصّة بعد استغناء الفريق عن اللاعب بيدرو رودريغيز لصالح فريق تشيلسي الانكليزي والإصابة الأخيرة للاعب الوسط رافينيا. كما عجز برشلونة بفعل هذه العقوبات عن استقدام مدافع مميز قادر على أن يكون صمام أمان في ظل الاصابات المتكررة للاعب توماس فرمايلين والمستويات المتذبذة لكل من بيكيه وماسكيرانو.

تُعد إصابة ميسي واحدة من سلسلة ضربات تلقاها فريق برشلونة في الفترة الأخيرة وهي بمثابة سقوط ورقة التوت عن الأزمات الفنية للفريق، وسيكون الفريق الكتالوني أمام مهمة إثبات الذات في غياب نجمه الأول، كذلك يُعد غياب أفضل لاعب في العالم أربع مرات اختبارا جدّيا للقدرات التكتيكية للمدير الفني لويس إنريكي، وأمام هذا الواقع لا يُمكن أن يُسعد جماهير الفريق الكاتالوني سوى أن البرغوث الارجنتيني سيكون حاضرًا للعودة إلى الملاعب قبل معركة الكلاسيكو بشهر، وذلك في مواجهة رايو فاليكانو في 17 تشرين الأول/ اوكتوبر القادم.