07-مارس-2017

سوزان عليوان/ لبنان

عشرون عامًا
وأنا أحكُّ يدي بوجهِ هذا العالم
شوهتُ عشرةَ أصابع
ولم يخسر هو جدارًا واحدًا
السّماءُ والطِّين والمطر
وابتسامةٌ ساخرة من الليلِ
حملتُ طفولتي على ظهري
فأثقلتني المسافات
عشرونَ ورقةً
وعودُ ثقابٍ واحد
عشرونَ ذئبًا جائعًا
وكسرةُ خبزٍ يتيمة
حملتُها في عيوني
كحقيبةٍ شبه فارغة
إلّا من الذِّكريات.

كنت أضعُ تلك القلادة
على صدري
كما كانت النساءُ
كلُّ النساءِ
يضعن على خاصرتهن طفلًا
أو يسندن على الكتف النازف
رجلًا نازفًا آخر.

كان العالمُ أشبه بامرأةٍ
عجوزٍ ثكلى أرملة
سيئةِ السمعة
وما من ملاذٍ وحيدٍ
سوى الرحيل
تساءلت مرارًا وأنا أعبرُ الضِّفة الأخيرةَ
لو كان في حوزتي
رمح أو بارود أو حتى خنجر صغير
لقتلتُ تلك الصور الموحشة
دون ترددٍ 
دونَ شفقة
فأنا في الحالتين
سأكمل طريقي الطويلَ هذا
بحقيبتي شبهِ الفارغة من كلِ شيءٍ
إلّا من الذِّكريات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إن فاجئتك عين التنين

ما الذي سأفعله لاحقًا؟