23-نوفمبر-2020

لوحة لـ أنطونيو بيرني/ الأرجنتين

الآن..

تنكسر القصيدة

تكسر الرايات قامتها

وينتصر العدم

الآن ساعة موتك الدامي

يؤكدها الألم

الآن من عليك من وقفوا على نصف الحقيقة

وارتضوا بتربص السمسار

من كسب الرهان هو الإله

الآن لا عهد ولا وطن ولا ثم اتجاه

الآن تنسلخ الشعيرة والشعار من الشفاه

الآن يا صافي السمار

يبيع نزفك زمرة سود الجباه

ماذا نجيبك

هل نقول

كنا الأقلّ؟

أقل من صوت بصحراء يحاصرها العويل

هل كان حلمًا ذلك العلم الذي اخترق السماء

وهل جياد الحالمين بوجهة للغيث

أنهكها الصهيل

تشرين يا كل الفصول

يا ضحكة امرأة تبشر بالربيع المستحيل

يا بسمة للناصري بأول الزيتون

قبل الموت قبل تشكل الأقدار

من فتوى الزعامات الخسيسة

قبل إمضاء المسيل

يا دمعة سفكت وحضنا

لم يشأ أن يحضن التابوت جثمان القتيل

آمنت بالقتلى

بيأسي

بالغياب بهامش الذكرى

ونص لم يدونه الرسول

عن موعد في أول النفق المعطر

من دماء المورقين

من الخريف

التاركين سماتهم دمعًا ونزفًا

تاركين الروح طائرة تعانق سمك أعلى الغيم

تغفو بانتظار الصوت

أو لحنًا عراقيًا محالًا يرقص الطرقات

أو تتوهج الأضواء في وقت الخسوف

الآن نبكينا

أضعنا فرصة يا صاحبي السياب

لم نعد العراق

وهل يعود

من أوصدت آماله

وأتت قريش

تؤدلج الفتوى

وتحتز الورود

الآن صلينا نكوصًا

واعتنقنا مذهب الخذلان

ودعنا العراق مضرجًا بالويل

مذبوحًا بحكم بني البطاح

من الفرات إلى الفرات

من الوريد إلى الوريد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يُسمّى هذا الموت؟

ولدت وفي رأسي آلة تعذيب