25-أكتوبر-2023
طفلة فلسطينية بين الأنقاض في غزة (يونيسيف)

طفلة فلسطينية بين الأنقاض في غزة (اليونيسف)

دعت منظمة اليونيسيف إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى العمل لوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون عوائق إلى قطاع غزة.

ووصفت الوكالة الأممية في بيان رسمي، مساء أمس الثلاثاء، ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة بوصمة العار المتزايدة على الضمير الجماعي. 

وقالت الوكالة إنه على مدى الأيام الماضية، شهد قطاع غزة خسائر فادحة في صفوف أطفاله، وذكرت أن كل طفل في قطاع غزة تعرّض لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، اتسمت بالدمار واسع النطاق، والهجمات المتواصلة، والتهجير، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء.

وناشدت أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، فقالت: "يجب حماية المدنيين - وخاصة الأطفال - ويجب بذل كل الجهود لإنقاذهم في جميع الظروف".

وتحدث بيان اليونيسيف عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأطفال في الضفة الغربية، حيث شهدت الضفة الغربية أيضًا ارتفاعًا مثيرًا للقلق في عدد الضحايا بحسب البيان، والذي واصل: "أفادت التقارير أن ما يقرب من مائة فلسطيني فقدوا أرواحهم، من بينهم 28 طفلاً، وأصيب ما لا يقل عن 160 طفلاً بجروح".

منظمة اليونيسيف في بيان: "ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة هو وصمة العار المتزايدة على الضمير الجماعي"

ووصفت اليونيسيف الحصار المفروض على قطاع غزة، بالتزامن مع الحملات الشرسة التي يقوم بها الاحتلال من قصف للمدنيين واستهداف للمشافي والبنى التحتية بوصمة العار: "إن الوضع في قطاع غزة يشكل وصمة عار متزايدة على ضميرنا الجماعي. ومعدل الوفيات والإصابات بين الأطفال مذهل ببساطة، والأمر الأكثر إثارة للخوف هو حقيقة أنه ما لم يتم تخفيف التوترات، وما لم يتم السماح بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود، فإن عدد الضحايا اليومي سيستمر في الارتفاع".

وتحدثت المنظمة الأممية المعنية بالطفولة عن مخاطر الحصار المفروض على القطاع، وأثر نقص الوقود على حديثي الولادة، حيث يعتبر الوقود ضروريًا لتشغيل المرافق الأساسية مثل المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومحطات ضخ المياه. وتأوي وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة أكثر من 100 طفل حديث الولادة، بعضهم في حاضنات ويعتمدون على التهوية الميكانيكية، مما يجعل إمدادات الطاقة دون انقطاع مسألة حياة أو موت.

ونوّهت اليونيسيف إلى أن جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، يواجهون نقصًا حادًا وملحًا في المياه، مما يشكل عواقب وخيمة على الأطفال، الذين يشكلون حوالي 50% من السكان. "لقد تأثرت غالبية شبكات المياه بشدة أو أصبحت غير عاملة بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك نقص الوقود والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية للإنتاج والمعالجة والتوزيع. وفي الوقت الحالي، تبلغ الطاقة الإنتاجية للمياه 5 في المائة فقط من إنتاجها اليومي المعتاد".

وشرحت اليونيسيف كيف يلجأ سكان غزة وأطفالها لأساليب غير صحية كي يؤمنوا الحد الأدنى من حاجتهم للمياه: "تلجأ الفئات السكانية الضعيفة إلى مصادر المياه غير الصالحة للشرب، بما في ذلك المياه عالية الملوحة والمياه قليلة الملوحة من الآبار الزراعية. ومما زاد المشكلة تعقيدًا، أن محطات معالجة مياه الصرف الصحي الخمس في غزة توقفت عن العمل، ويرجع ذلك أساسًا إلى نقص الوقود، مما أدى إلى تصريف أكثر من 120,000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي في البحر".

وصوّرت اليونيسيف حالة الرعب التي يعاني منها الأطفال في قطاع غزة قائلة: "إن لقطات الأطفال الذين يتم إنقاذهم من تحت الأنقاض، وهم مصابون وفي حالة من الضيق ويرتجفون في المستشفيات بينما ينتظرون العلاج، تُصور الرعب الهائل الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال. ولكن بدون وصول المساعدات الإنسانية يمكن أن تكون الوفيات الناجمة عن الهجمات مجرد غيض من فيض من الحقيقة".

وتوقعت اليونيسيف زيادة الأوضاع سوءًا إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل وإدخال المساعدات الإنسانية: "سوف يرتفع عدد الوفيات بشكل كبير إذا بدأت الحاضنات في الفشل، وإذا ظلت المستشفيات مظلمة، وإذا استمر الأطفال في شرب مياه غير آمنة ولم يتمكنوا من الحصول على الدواء عندما يمرضون".

وختمت اليونيسيف بيانها بتحديد عدة مطالب: "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وفتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة من أجل الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود، السماح للحالات الطبية العاجلة في غزة بالمغادرة أو التمكن من تلقي الخدمات الصحية الحيوية. احترام وحماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ والمدارس والمرافق الصحية والكهربائية والمياه والصرف الصحي، لمنع فقدان أرواح المدنيين والأطفال، وتفشي الأمراض، وتوفير الرعاية للمرضى والجرحى".