02-ديسمبر-2023
استئناف العدوان على قطاع غزة

منظمات دولية تتحدث عن أن التحذيرات بالإجلاء ليست كافة في ظل عدم وجود مكان للتوجه إليه (Getty)

ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة، بعد انتهاء الهدنة، صباح أمس الجمعة، إلى 200 شهيد وأصابة أكثر من 560، في حملة قصف جوي عنيفة شملت كافة قطاع غزة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تنفيذه أكثر من 400 غارة على قطاع غزة،  من بينها أكثر من 50 غارة، على خانيونس جنوبي وادي غزة، الذي يصنف ضمن المنطقة الآمنة، فيما يتصاعد الحديث الإسرائيلي عن نيتهم توسيع العدوان باتجاه المنطقة.

تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، بعد نهاية الهدنة، مما أدى إلى استشهاد العشرات، وسط حملة قصف عنيفة

وفي السياق نفسه، طالب جيش الاحتلال سكان جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة في غزة إلى مغادرتها.

وأعلن جيش الاحتلال، عن إصابة 9 من جنوده، في الاشتباكات مع بعد نهاية الهدنة.

كما قصف جيش الاحتلال جنوب لبنان، ردًا على إطلاق صواريخ من الجنوب، مما أدى إلى وقوع شهداء وإصابات.

getty

تحذيرات من كارثة

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على موقع "إكس" (تويتر سابقًا): "يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية قد بدأت مرة أخرى في غزة". كما  قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث: "اليوم، وفي غضون ساعات، وردت أنباء عن مقتل وجرح العشرات. وطُلب من العائلات الإخلاء مرة أخرى. وتبددت الآمال".

وحذرت مديرة وكالة الأمم المتحدة للطفولة من وقوع "كارثة إنسانية" إذا عاد القصف الإسرائيلي على غزة إلى شدته قبل الهدنة. وحثت كاثرين راسل "جميع الأطراف على ضمان حماية الأطفال ومساعدتهم"، ودعت إلى "وقف إطلاق نار إنساني دائم".

وفي سياق آخر، قالت المنظمات الإنسانية إن التحذيرات الإسرائيلية لن تكون كافية لأن المدنيين في غزة لم تعد لديهم أماكن يمكن إجلاءهم إليها. وأضافوا أن الفلسطينيين يواجهون خطر إجبارهم على الخروج بالكامل من المنطقة. وكانت المنازل في خان يونس من بين الأهداف التي تم قصفها يوم الجمعة بعد ساعات من انتهاء الهدنة، ولم يُمنح السكان سوى القليل من الوقت، إن وجد، للفرار.

بالتزامن مع استمرار العدوان على قطاع غزة، مع توقف المساعدات عن الدخول إلى قطاع غزة منذ يوم أمس.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن "إسرائيل وافقت على استئناف السماح بمرور الشاحنات بناء على طلب من الولايات المتحدة". لكنه قال إن تسليم الشاحنات من المرجح أن ينخفض ​​إلى العشرات يوميًا بدلًا من مئات الشاحنات التي كانت تدخل غزة يوميًا خلال فترة وقف الحرب.

وبينما حاولت اليوم الحديث عن ضمانات مع إسرائيل حال استئناف الحرب، تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الدعوات الأمريكية لمواصلة حملة عسكرية أكثر تقييدًا ​​مع بدء استئناف الأعمال العدائية. وقال نتنياهو إن "الجيش الإسرائيلي يتقدم الآن وإن الخطة تهدف إلى تحقيق نصر عسكري كامل"، وفق قوله.

getty

المقاومة تتصدى للعدوان

من جانبها، أعلنت كتائب القسام عن قصف عسقلان وسديروت وبئر السبع، وقاعدة رعيم، ونيتفوت، وأسدود، كما كررت قصف تل أبيب، ردًا على استهداف المدنيين.

وعلى صعيد التوغل البري، قالت كتائب القسام إنها دكت "تجمعات قوات العدو شمال غرب مدينة غزة برشقات من منظومة صواريخ "رجوم" عيار 114ملم وقذائف الهاون من العيار الثقيل"، كما استهدفت دبابة بعبوة "شواظ" شمال مدينة غزة، وناقلة جند بقذيفة تاندوم، وقصف "قوات العدو شمال وجنوب مدينة غزة بعشرات قذائف الهاون من العيار الثقيل"، بالإضافة إلى استهداف قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى في بيت حانون بـ"4 قذائف مضادة للأفراد والتحصينات".

ونشر القسام، مقطع فيديو يظهر رصده للدبابات الإسرائيلية شمال المنطقة الوسطى، قبيل استهدافها بـ3 طائرات مُسيّرة، من طراز "الزواري الانتحارية".

من جانبها، قالت سرايا القدس: "منذ ساعات الفجر الأولى يخوض مجاهدونا اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة في حي الشيخ رضوان، ومحاور التقدم شمال غرب وجنوب غزة". مشيرةً إلى أنها قصفت كسيوفيم برشقة صاروخية.

وعلى مدار اليوم الماضي، أعلنت سرايا القدس عن قصف نيريم وناحل عوز وعلوميم وكسيوفيم وتل أبيب والقدس وعسقلان. كما أعلنت قصف تجمع لجنود جيش الاحتلال في محور "نتيساريم". بالإضافة للحديث عن اشتباكات في حي النصر بمدينة غزة، وإسقاط طائرة مُسيّرة إسرائيلية من طراز "سكاي لارك"، في سماء المنطقة الوسطى.

عودة إلى حرب لم تتوقف

وقال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الحرب العدوانية على غزة تستمر ومعها الإبادة الجماعية التي "خطط لها هذا الاحتلال بشكل مدبر ومدروس، في إطار حربه الشاملة على الأطفال والنساء وعلى المنازل والأحياء المدنية الآمنة وعلى المستشفيات وعلى المرافق الحيوية وعلى جميع القطاعات المختلفة".  

وأكد الإعلامي الحكومي على توقف "عجلة الحياة تمامًا والمرافق الحيوية مثل المخابز ومحطات تعبئة المياه ومحطات تشغيل الآبار ومضخات الصرف الصحي ومضخات مياه الأمطار وغيرها وبشكل غير مسبوق"، في كافة قطاع غزة.  

وأشار إلى أن "قطاع غزة أمام كارثة إنسانية حقيقية ومتفاقمة بسبب تدمير جيش الاحتلال لأكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في قطاع غزة وخاصة في محافظتي غزة وشمال غزة، وتأتي هذه الكارثة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء والبرد القارص وصعوبة الحصول على بيوت تأوي أكثر من 50,000 أسرة فقدت منازلها بتدمير كلي، و250,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال تدميرًا جزئيًا وبحاجة إلى بناء وترميم".

كرر البيان التحذير من أن القطاع الصحي "يتعرض إلى ظروف غاية في الخطورة والتعقيد بسبب استهدافه بشكل مباشر من جيش الاحتلال، إذ توقف أكثر من 26 مستشفىً و55 مركزًا صحيًا".

كما أضاف البيان: " حتى هذه اللحظة لازالت آلاف جثامين الشهداء تحت الأنقاض، ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالها بسبب استهداف الاحتلال للمعدات والآليات، وبسبب عدم وجود وقود لما تبقى من هذه الآليات والمعدات المتهالكة، وبالتالي لم تتمكن من انتشال هذه الجثامين ورفع الأنقاض الناتج عن حرب الإبادة الإسرائيلية".  

  وعلى صعيد المساعدات، قال المكتب الإعلامي الحكومي: "إن ما يصل من مساعدات لا تلبي 1% من الحاجة الكبيرة والهائلة لأهالي قطاع غزة، فلم يدخل إلى قطاع غزة خلال أيام الهدنة الإنسانية إلا عدد قليل من الشاحنات التي تحمل مساعدات متواضعة في ظل هذه الظروف الإنسانية المعقدة".

وأشار إلى أن أهالي قطاع غزة يتعرضون إلى سياسة تجويع وتعطيش مقصودة وممنهجة، وهو ما ينذر بوقوع "مجاعة تتهدد قطاع غزة، ويأتي ذلك بالتزامن مع النقص الحاد في الغذاء والخبز والماء والمعاناة البالغة في الحصول على المواد الغذائية والمستلزمات التموينية المهمة وانعدام وجودها في الأسواق والمحال التجارية، وهذه السياسة مرفوضة تمامًا، ونطالب كل الدول العربية والإسلامية بالتدخل الجدي لإنهاء هذه المهزلة".  

getty

وحمل البيان الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن "الحرب الوحشية الإسرائيلية التي يرتكبها جيش الاحتلال ضمن حربه الشاملة على قطاع غزة وعلى كل مناحي الحياة، وإننا نطالب كل العالم بوقف هذه الحرب المجنونة فورًا والتي حصدت آلاف الأرواح".  

 وطالب بإدخال عدد كبير من شاحنات المساعدات، موضحًا: "قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى إدخال 1000 شاحنة من المساعدات والإمدادات الحقيقية الفعلية، وكذلك إدخال مليون لتر من الوقود يوميًا حتى نستطيع إنقاذ ما يمكن".

ووفق أحدث إحصائية، فقد استشهد 15 ألف شهيد قبل إعلان الهدنة الإنسانية، وصلت حصيلة الأطفال منهم إلى 6,150، وأكثر من 4,000 امرأة، وارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 73 صحفياً، ومازال نحو 6,500 شخص تحت الأنقاض، ومصيرهم مجهول، بالإضافة إلى إصابة 37,000.