30-مايو-2024
قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة

(Getty) أطلقت أكثر من 100 مؤسسة ومنظمة فلسطينية نداء عاجلًا، طالبت فيه بالإعلان الفوري عن قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض

في اليوم الـ237 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بات جيش الاحتلال يسيطر على كافة حدود قطاع غزة، ويغلق معابره، مع انخفاض متواصل في مستوى المساعدات التي تدخل إلى القطاع، وتواصل القصف المدفعي والجوي على شماله وجنوبه.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن الاستيلاء على كامل محور فيلادلفيا الحدودي، الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة، مما يعني وُجود قوات الاحتلال على كافة حدود قطاع غزة من الأرض.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن الاستيلاء على ممر فيلادلفيا سيكون متسقًا مع العملية البرية "المحدودة" التي أطلع المسؤولون الإسرائيليون فريق الرئيس الأميركي جو بايدن عليها في مدينة رفح.

مكتب الإعلام الحكومي في غزة: الاحتلال حول قطاع غزة إلى سجن يتحكم في كل منافذه ما يتنافى مع القانون الدولي

وأوضح كيربي للصحفيين يوم الأربعاء: "عندما أطلعونا على خططهم بشأن رفح، فقد تضمنت التحرك على طول هذا الممر وخارج المدينة للضغط على حماس في المدينة"، وفق زعمه.

وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي للإذاعة العبرية العامة إنه "يتوقع سبعة أشهر أخرى من القتال" لتفكيك حركة حماس.

وأضاف أن "الجيش يحقق أهدافه، لكنه قال منذ الأيام الأولى إنه يعرض خطته على مجلس الوزراء أن الحرب ستكون طويلة. لقد حددوا عام 2024 باعتباره عام الحرب"، وفق تعبيره.

من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني للتلفزيون العربي، استشهاد اثنين من طواقمه في استهداف قوات الاحتلال لهم في منطقة تل السلطان برفح.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إنها تدين "جريمة الاحتلال البشعة باستهدافهم لسيارة إسعاف تتبع للهلال الأحمر الفلسطيني، يوم أمس، في محافظة رفح، وارتقاء اثنين من طواقمها شهداء وهم على رأس عملهم، الأمر الذي يؤكد تَعمُد الاحتلال على إبادة وانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة".

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، صباح اليوم، "تمكنا من انتشال جثماني مسعفين استهدفهم الاحتلال ليلة أمس في منطقة تل السلطان غربي رفح"، مشيرًا إلى أن "الاحتلال تعمد قصف مركبة الإسعاف غربي رفح رغم أنها كانت تحمل الشارة المحمية دوليًا". 

وبحسب مصادر محلية، فإن طائرات جيش الاحتلال شنت غارات على حي مصبح شمالي مدينة رفح. كما تعرضت مناطق تل السلطان وحي شعث وحي زعرب والحي السعودي لقصف مدفعي كثيف طوال ساعات الليلة الماضية.

وحول توزع جيش الاحتلال، أفادت مصادر محلية، في تمركز لآليات جيش الاحتلال في حي السلام وحي التنور ودير ياسين وشارع جورج في حي الجنينة وعدنان أبو طه والمقبرة الشرقية وشمال مستشفى أبو يوسف النجار وحارة الشاعر، في المناطق الشرقية من رفح، مع الإشارة إلى أن الاحتلال يستهدف كل من يتحرك في هذه المنطقة.

وفي وسط وجنوب رفح، فإن قوات الاحتلال تتمركز في حي البرازيل وحي قشطة، وتتحرك في الكراج الشرقي ودوار العودة ومخيم يبنا ومفترق كير.

وعلى صعيد غرب رفح، فقد رصد وُجود آليات الاحتلال من بوابة صلاح الدين حتى مركز الشرطة في تل السلطان، دون تمركز واضح حتى الآن، فيما تتحرك تحت قصف مدفعي كثيف وعشوائي. وتتواجد أيضًا في محيط دوار زعرب وشارع الزر وشارع القدس.

وفي شمال القطاع، فقد نفذت قوات الاحتلال سلسلة من عمليات القصف المدفعي العنيف على مخيم جباليا، بالإضافة إلى بيت حانون وبيت لاهيا.

واستهدفت غارات إسرائيلية جنوب حي الزيتون شرقي مدينة غزة. فيما أكد الدفاع المدني الفلسطيني، انتشال عدد من الشهداء والجرحى جراء قصف الاحتلال منزلًا قرب مدرسة الزهراء شرقي مدينة غزة.

ورصد إطلاق نار من آليات الاحتلال شمال شرق مخيم البريج ومنطقة وادي غزة وجحر الديك والمغراقة، وقصف مدفعي على المنطقة ذاتها.

وأفادت مصادر محلية بسقوط شهداء وعدد من الإصابات في قصف استهدف منزلًا في "بلوك سي" في مخيم النصيرات وسط القطاع.

المجاعة تنتشر

وقال المتحدث باسم مكتب الإعلام الحكومي في غزة تيسير محيسن للتلفزيون العربي: "بدأت حالة المجاعة تعود إلى مدينة غزة وشمال القطاع"، مضيفًا: "منذ أكثر من 3 أسابيع سكان القطاع يستنزفون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات".

وتابع محيسن: "معضلة دخول المساعدات لن تحل إلا بالضغط على الاحتلال لفتح جميع المعابر"، واستمر في القول: "الاحتلال حول قطاع غزة إلى سجن يتحكم في كل منافذه ما يتنافى مع القانون الدولي".

أطلقت أكثر من 100 مؤسسة ومنظمة فلسطينية نداء عاجلًا، يوم الأربعاء، طالبت فيه الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية بالإعلان الفوري عن قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.

جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة رام الله، بحضور ممثلين عن تلك المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية، تابعه مراسل "الترا فلسطين".

وقال متحدث عن المؤسسات إن قطاع غزة يعاني تجويعًا ونقصًا شديدًا في الغذاء، وتدهور مستمر في معدلات التغذية وانتشار سوء التغذية بين الأطفال، وارتفاع معدلات الوفيات بسبب الأمراض الناجمة عن الجوع وسوء التغذية وصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية والصحية، إضافة إلى التلوث البيئي الناتج عن تدمير شبكات الصرف الصحي وعدم قدرة البلديات على إزالة النفايات، ووجود آلاف الجثث تحت الركام، وضعف الاستجابة الإنسانية وتقديم المساعدات اللازمة للمحتاجين.

وأضاف أنه وفقًا للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، يحظر التسبب بالمجاعة كممارسة عسكريّة ضد السكان المدنيين، كما يخالف التسبب بالمجاعة وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة، التدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية، الذي قد يدفع بإمكانية مقاضاة المسؤولين عن الأمر أو المتسببين بتأخير وصول المساعدات أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وفي تعقيب لـ "الترا فلسطين"، قال مدير اتحاد لجان العمل الزراعي فؤاد أبو سيف، إن الوضع في قطاع غزة يصعب وصفه، وتعدى كل معايير الإعلان العالمي لأي منطقة منكوبة بالمجاعة، حيث إن لديهم معايير في قطاع غزة تفوق تلك المعايير العالمية.

وأكد أبو سيف، أن المطلوب الآن أن يكون هناك تحرك عاجل من السلطة الفلسطينية بإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة، حيث حصلت في العالم مجاعات مختلفة، لم يتسبب بها البشر، ولكن في قطاع غزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب في هذه الجريمة الكبرى.

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة انخفضت بمقدار الثلثين منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة رفح جنوب قطاع غزة في 7 أيار/مايو الماضي.

وأشار إلى أن كمية الغذاء والمساعدات الأخرى التي تدخل غزة، والتي كانت بالفعل غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، تقلصت بصورة أكبر.

ولفت إلى أنه حتى يوم الثلاثاء الماضي بلغ متوسط الشاحنات التي تصل إلى غزة 58 شاحنة فقط في اليوم مقابل متوسط ​​يومي قدره 176 شاحنة مساعدات خلال الفترة من بداية نيسان/أبريل إلى 6 أيار/مايو بما يمثل انخفاضًا بواقع 67%، موضحة أن هذا العدد لا يشمل بضائع القطاع الخاص والوقود.

الولايات المتحدة تبحث عن خطة "اليوم التالي"

حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إسرائيل على وضع خطة لما بعد الحرب في غزة، وحذر من أن غيابها قد يؤدي إلى الفوضى وعودة حماس إلى السلطة.

وقال بلينكن، إنه بينما حققت "إسرائيل نجاحًا حقيقيًا في تدمير قدرة حماس على تكرار هجوم مثل ذلك الذي وقع في 7 تشرين الأول/أكتوبر، يتعين على الحكومة الإسرائيلية الآن أن تتساءل عما إذا كانت هناك مكاسب أخرى، إذ ستكون حماس قادرة على الاستمرار من دون خطة ما بعد الحرب".

وأشار إلى الصعوبة الإضافية المتمثلة في تواجد حماس بشكل وثيق مع المدنيين. وقال بلينكن "وأعتقد أن هذا يؤكد ضرورة وجود خطة لليوم التالي؛ لأنه في غياب خطة لليوم التالي لن يكون هناك يوم لاحق. إذا لم يكن الأمر كذلك، فستبقى حماس هي المسؤولة، وهو أمر غير مقبول. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسنواجه الفوضى والفراغ".

انتظار مجلس الأمن

عممت الجزائر قرارًا مقترحًا لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ويأمر إسرائيل بوقف هجومها العسكري في مدينة رفح الجنوبية على الفور، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

ويطالب مشروع القرار، باحترام وقف إطلاق النار من قبل الأطراف جميعهم. كما يدعو إلى الإفراج الفوري عن الرهائن جميعهم.

وقال بعض الدبلوماسيين إنهم يأملون إجراء تصويت سريع. وقال السفير الصيني فو كونغ للصحفيين: "نأمل أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن؛ لأن الحياة في الميزان".

وقالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد: "نحن ننتظر رؤيته وبعد ذلك سنرد عليه"، فيما تحدث مساعدها عن إرسال المقترح إلى واشنطن من أجل دراسته. واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرارات عدة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

والمسودة تطالب بالامتثال لقرارات مجلس الأمن السابقة التي تدعو إلى فتح جميع المعابر الحدودية ووصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والمساعدات الأخرى.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن القرار المقترح ينص على أن "الوضع الكارثي في ​​قطاع غزة يشكل تهديدًا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين". كما يعرب عن قلقه البالغ إزاء "انتشار المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة" ومعاناة الفلسطينيين الذين لجأوا إلى رفح.

ويطالب القرار إسرائيل "بالوقف الفوري لهجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح". ويدين مشروع القرار ما يسميه "الاستهداف العشوائي للمدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والبنية التحتية المدنية".

ويكرر مطالبة المجلس للأطراف جميعهم بالامتثال للقانون الدولي الذي يتطلب حماية المدنيين.

ملاحقة الأونروا

صادقت الهيئة العامة للكنيست، يوم الأربعاء، بالإجماع من الائتلاف الحكومي والمعارضة على ثلاث مقترحات قوانين تستهدف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ويتعلق مقترح القانون الأول، الذي طرحه عضو الكنيست رون كاتس من حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، بحرمان وكالة الغوث من الحصانة والامتيازات والإعفاءات الممنوحة لمؤسسات الأمم المتحدة وموظفيها، على أن يسري هذا الإلغاء بعد 30 يومًا من تشريع القانون بشكل نهائي.

أما مقترح القانون الثاني، الذي جاء بمبادرة عضو الكنيست دان إيلوز من حزب "الليكود"، فيتطابق من حيث الجوهر مع القانون الأول، ويهدف إلى نفس الغاية المتعلقة بحرمان الأونروا من امتيازاتها.

ويتمثل مقترح القانون الثالث في تصنيف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كمنظمة إرهابية، وقد اقترحته عضوة الكنيست يوليا ميلينوفسكي من حزب "إسرائيل بيتنا".

وفي سياق آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل جنديين من كتيبة كفير في عملية دهس في نابلس بالضفة الغربية. بالإضافة إلى مقتل جندي آخر في في قطاع غزة.